جون بولتون: سوريا فرصة ترامب ضدّ إيران

24

بقلم إيمان شمص

«أساس ميديا»

يرى جون بولتون مستشار الأمن القومي السابق للرئيس دونالد ترامب بين عامَي 2018 و2019 أنّه “لدينا أفضل فرصة اليوم إذا قرّرت القدس وواشنطن ضرب قلب البرنامج النووي لطهران. الدبلوماسية فشلت. والتاريخ أصبح جاهزاً لصنعه في سوريا والشرق الأوسط. وعلى إدارة ترامب المقبلة أن تسعى إلى تحقيق ذلك”.

يقول أيضاً إنّ “انتصار المتمرّدين بقيادة جماعة “هيئة تحرير الشام” الإسلامية المتطرّفة، يمثّل الهزيمة الكارثية الثالثة لإيران في محاولتها تنفيذ استراتيجيّتها “حلقة النار” ضدّ إسرائيل. وعلى الرغم من التشكُّك في تحوّل زعيم “هيئة تحرير الشام” أحمد الشرع من إرهابيّ متطرّف حقيقي أو تغيير شكليّ وحسب، فإنّ هذا ليس الوقت المناسب لنقول في الولايات المتحدة “ابتعدوا عنّا”، فنحن لدينا مصلحتان حيويّتان لأمننا القومي من سقوط الأسد:

1- من خلال التعاون مع إسرائيل وحلفائنا العرب، يجب أن نضمن عدم تحوّل سوريا إلى دولة إرهابية أخرى تهدّد حلفاءنا الإقليميين وربّما أوروبا وأميركا.

2- يجب على واشنطن والقدس اغتنام فرصة الأحداث المتسارعة في الشرق الأوسط لزيادة الضغط على إيران، بما في ذلك تدمير أو إضعاف برنامجها للأسلحة النووية بشكل كبير”.

على جبهة مكافحة الإرهاب وحدها، يعتبر بولتون أنّ “لدى الولايات المتحدة أسباباً مقنعة لمنع تكرار تجربة أفغانستان. فلا يزال لدينا ما يقرب من 2,000 جندي في شمال شرق وشرق سوريا، يدعمون بشكل أساسي القوات الكردية التي ساعدت في القضاء على خلافة الدولة الإسلامية الإقليمية في عام 2019، ويقومون الآن بحراسة الآلاف من مقاتلي الدولة الإسلامية الخطرين المحتجزين”.

يضيف: “يتعرّض الأكراد للتهديد ليس فقط من قبل هيئة تحرير الشام، لكن أيضاً من خلال التطلّعات العثمانية الجديدة للرئيس التركي رجب طيب إردوغان، وأهدافه الطويلة الأمد المتمثّلة في ضمّ مناطق شمال سوريا وحملته الانتقامية ضدّ الشعب الكردي. وعلى الرغم من كون شمال شرق سوريا اليوم هادئ نسبياً، إلّا أنّ أيّ انسحاب أميركي أو موافقة على المطالب التركية “بإعفائنا” لن يؤدّيا إلا إلى زيادة عدم الاستقرار على المدى الطويل”.

يشير إلى قلق العديد من الأقلّيات العرقية والدينية في سوريا بشأن مصيرها في ظلّ حكم إسلامي سُنّي متطرّف قد يشكّل خطورة لا تقلّ عن خطورة “الحزب”. ويحذّر من أنّ “الفوضى في سوريا تعمّق التفتّت الواسع النطاق الذي نشأ خلال صراع الربيع العربي للإطاحة بالأسد. وهذه الظروف الفوضوية تسهّل على الإرهابيين الأجانب الموجودين والوافدين حديثاً إقامة وجود كبير لهم في سوريا، كما هو الحال في أفغانستان، الأمر الذي يشكّل مخاطر كبيرة على الصعيدين الإقليمي والعالمي”.

يرى بولتون أنّ احتمال أن تدفع “هيئة تحرير الشام” روسيا لمغادرة مواقعها البحرية والجوّية في طرطوس وحميميم، على التوالي، هو جانب إيجابي كبير بالنسبة لواشنطن، مشيراً إلى دعوة “هيئة تحرير الشام” إلى انسحاب جميع القوّات الروسية، وإلى تردّد معلومات عن أنّه يجري سحب قوّات ومعدّات، وإن ببطء. وفي رأيه أنّ “قيام هيئة تحرير الشام بطرد الجيش الروسي من سوريا سيكون دليلاً واعداً على أنّ الهيئة تريد تعزيز الاستقرار ورفض مغامرة المساعدات الخارجية غير الضرورية”.

بالنسبة لبولتون الذي شغل بين عامَي 2005 و2006 منصب السفير الأميركي لدى الأمم المتحدة، ألحقت الإطاحة بالأسد ضرراً كبيراً بطموحات إيران للهيمنة، ليس فقط في سوريا. فمن خلال قطع طرق الإمداد البرّية لـ”الحزب” في لبنان، قطعت “هيئة تحرير الشام” أكثر الطرق كفاءة واقتصادية التي استخدمتها طهران لسنوات لتزويد وكيلها الإرهابي. وحذّرت “هيئة تحرير الشام” إيران من “نشر الفوضى في سوريا”، وهو ما نفته إيران دائماً.

يقول أيضاً: “أمّا إسرائيل فلم تهدر أيّ وقت بعد فرار الأسد إلى موسكو، فهاجمت المنشآت العسكرية الجوّية والبرّية والبحرية السورية، والأسلحة الكيميائية والبيولوجية، واحتلّت مؤقّتاً المنطقة المنزوعة السلاح في مرتفعات الجولان التابعة للأمم المتحدة وبعض الأراضي السورية الأخرى. وعلى الرغم من انتقادات الدول العربية الخليجية، فإنّ الإجراء الوقائي الإسرائيلي كان مبرّراً بسبب عدم استقرار سوريا وخطر استيلاء الإرهابيين على السلطة في دمشق. حتى إدارة بايدن تحرّكت عسكرياً، فقصفت أهدافاً مهمّة لتنظيم الدولة الإسلامية لمنع عودته، أو سمحت لهيئة تحرير الشام باستيعاب مقاتلي التنظيم وموارده”.

يعتقد أنّه “مع تدهور الدفاعات الجوّية السورية، كما حدث مع الدفاعات الإيرانية بسبب الضربات الإسرائيلية السابقة، أصبح الطريق مفتوحاً الآن إلى حدّ كبير من إسرائيل إلى إيران، إذا قرّرت القدس وواشنطن ضرب قلب البرنامج النووي لطهران. وقد لا تكون هناك أبداً فرصة أفضل من هذه. فالمصالح الأساسية للأمن القومي للولايات المتحدة، ولا سيما نضالاتنا الطويلة ضدّ انتشار أسلحة الدمار الشامل والإرهاب العالمي، تبرّر القضاء على قدرات طهران الحالية”.

يعتبر بولتون، الذي أصرّ على ترامب خلال تولّيه مهمّة مستشاره القومي إنهاء الصفقة النووية الإيرانية، أنّ “إدارة بايدن أخطأت بضغطها على رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو لعدم القضاء على التهديد النووي الإيراني”. وفي رأيه أنّ “الدبلوماسية قد فشلت بشكل واضح، والتاريخ اليوم أصبح جاهزاً لصنعه في سوريا والشرق الأوسط. وعلى إدارة ترامب المقبلة أن تسعى إلى تحقيق ذلك”.

إيمان شمص

التعليقات مغلقة، ولكن تركبكس وبينغبكس مفتوحة.