جبهة درعا السورية مهددة بالاشتعال.. ما خيارات الأردن للمواجهة؟
جددت التطورات المتسارعة في سوريا مخاوف الأردن الأمنية من انتقال تداعياتها إليه، ووفق خبيرين، تعتمد أدوات الأردن في مواجهة هذه التهديدات على التنسيق مع النظام السوري لضبط الحدود، رغم الشكوك بفعالية قوات النظام.لذلك، قد تلجأ المملكة إلى التنسيق مع العشائر المحلية داخل البلد الجار، إضافة إلى التعاون مع القوات الأمريكية في قاعدة التنف جنوب شرقي سوريا.
كما يحتاج الأردن، حسب الخبيرين، إلى تبني استراتيجية استباقية تشمل تعزيز الدفاعات الحدودية ومواجهة أي تهديدات قبل وقوعها، مع إرسال رسالة واضحة بأن الحدود الأردنية غير قابلة للاستهداف ولا أن تكون جزءا من الصراعات الإقليمية.
وفي الأيام الأخيرة، أعادت سيطرة المعارضة السورية المسلحة على مناطق واسعة بمحافظتي حلب وإدلب شمالا احتمالية تجدد المواجهات مع قوات النظام في محافظات أخرى، لا سيما درعا (جنوب) الحدودية مع الأردن، والتي توصف بـ”مهد الثورة السورية”.
ويبدو أن هناك إرهاصات لذلك بالفعل، حيث شهدت درعا خلال اليومين الماضيين مظاهرات مناهضة للنظام، وهو ما قابله الأخير بتعزيز قواته على الطريق الذي يربطها بدمشق.
ومع تزايد التوترات في درعا والقرب الجغرافي من الأردن تواجه المملكة ضغوطا أمنية متزايدة، ما قد يدفعها إلى اتخاذ إجراءات استثنائية لحماية أمنها واستقرار حدودها.
في هذا الصدد، اعتبر الخبير العسكري الأردني نضال أبو زيد أن التطورات في شمال سوريا، التي شهدت سيطرة فصائل المعارضة على مناطق واسعة منها، لا تزال ضمن سياق يمكن السيطرة عليه.
ولفت أبو زيد إلى أن الأردن، على ما يبدو، يراقب التحركات الدبلوماسية التي يجريها حاليا وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي بشأن التطورات في سوريا، وفي الوقت نفسه يراقب الحدود الجنوبية لسوريا، التي تشكل ما وصفه بـ”تهديد مركب” على المملكة.
وفي توضيحه لطبيعة تلك التهديدات، ذكر الخبير العسكري منها “انتشار المليشيات الشيعية (الداعمة للنظام السوري) من مدينة البوكمال (شرق)، إلى مدينة تدمر (وسط)، والعلاقة المتوترة بين الطائفة الدرزية في مدينة السويداء (جنوب غرب) والنظام السوري، وانتشار فصائل المعارضة المسلحة في محافظة درعا وريفها”.
كما تحدث عن تهديدات أخرى للأردن من الجانب السوري، تشمل “استمرار نشاط جيوب تنظيم داعش الإرهابي بالبادية السورية في محيط جبل البشري بريف محافظة الرقة (شمال شرق)، والرصافة ومناطق أثريا والرهجان المتصلة بريف محافظة حماة الشرقي (وسط)، إضافة لبادية السخنة ومدينة تدمر بريف محافظة حمص الشرقي (وسط)، وبادية محافظة دير الزور” (شرق).
وأوضح أن ذلك “يجعل المنطقة الممتدة من المثلث السوري العراقي الأردني ولغاية مدينة صلخد السورية التي تبعد عن حدود المملكة 15 كلم، المنطقة الأكثر انفلاتا أمنيا من الجانب السوري، والتي تشكل التهديد الأكبر على الأردن”.
وعن الأدوات الأردنية لمواجهة هذه التهديدات، لفت أبو زيد إلى أن التطورات المتسارعة في شمال سوريا دفعت الأردن إلى اتخاذ موقف رسمي متقارب مع النظام، في خطوة تختلف عن مواقفه السابقة خلال الثورة السورية عام 2011.واعتبر أن هذا التقارب يشير إلى توجه عمان نحو التنسيق والتعاون مع النظام السوري لضبط الحدود.
مع ذلك، بيّن أبو زيد أن الأردن لن يعتمد بشكل كامل على النظام السوري نظرا لعدم ثقته بقدرة الأخير على ضبط الأمن في جنوب البلاد.
وأشار إلى أن “المملكة تمتلك أدوات إضافية لمواجهة التهديدات، بما في ذلك التنسيق مع العشائر المحلية في مناطق درعا والسويداء وصولا إلى عشائر الرقة؛ للتعامل مع أي تصعيد محتمل قد يخرج عن سيطرة النظام السوري”.