جاريد كوشنر: إيران لم تخسر أبداً أي مفاوضات..
إيمان شمص
«أساس ميديا»
اعتبر جاريد كوشنر، كبير مستشاري الرئيس الأميركي السابق والمرشح الحالي للرئاسة الأميركية دونالد ترامب لشؤون الشرق الأوسط، أنّ يوم 27 أيلول 2024 أي يوم اغتيال الأمين العام للحزب حسن نصر الله هو اليوم الأكثر أهمية في الشرق الأوسط منذ توقيع اتفاقيات أبراهام التي شكلت اختراقاً للمنطقة.
وأشار كوشنير، وهو أيضاً صهر ترامب في تغريدة طويله على منصة “اكس”X أنه “أمضى ساعات لا تحصى في دراسة الحزب”، واعتبر “أنه لا يوجد خبير على وجه الأرض يعتقد أنّ ما فعلته إسرائيل لقطع رأسه وإضعافه كان ممكناً”، وهذا أمر هام في رأيه،” لأنّ إيران أصبحت الآن مكشوفة تماماً. والسبب وراء عدم تدمير منشآتها النووية، على الرغم من ضعف أنظمة دفاعها الجوي، هو أنّ الحزب كان بمثابة مسدس محشو موجه نحو إسرائيل. فهي أمضت السنوات الأربعين الماضية في بناء هذه القدرة كرادع لها”.
وكتب: “كان الرئيس ترامب يقول غالباً: “إيران لم تنتصر أبداً في حرب ولكنها لم تخسر أبداً أي مفاوضات”. إن نظام الجمهورية الإسلامية أكثر قسوة وصرامة عندما يخاطر بحياة حماس والحزب والسوريين والحوثيين مقارنة بالمخاطرة بحياته. إنّ جهوده العبثية لاغتيال الرئيس ترامب واختراق حملته تنضح باليأس وتقوي تحالفاً كبيراً ضده.
القيادة الإيرانية عالقة في الشرق الأوسط القديم، في حين يسارع جيرانها في دول مجلس التعاون الخليجي نحو المستقبل من خلال الاستثمار في شعوبهم وبنيتهم التحتية. لقد أصبحت إسرائيل نقطة جذب ديناميكي للمواهب والاستثمارات في حين تتخلف إيران أكثر فأكثر عن الركب. ومع تبدّد وكلاء إيران وتهديداتها، ستزداد مستويات الأمن والرخاء الإقليميين للمسيحيين والمسلمين واليهود على حد سواء.
اليوم تجد إسرائيل نفسها الآن وقد تمّ تحييد تهديد غزّة إلى حد كبير، وأصبح لديها الفرصة لتحييد الحزب في الشمال. ومن المؤسف كيف وصلنا إلى هنا، ولكن ربما يكون هناك بصيص أمل في النهاية. إنّ أي شخص كان يدعو إلى وقف إطلاق النار في الشمال مخطئ. ولا مجال للتراجع بالنسبة لإسرائيل. فهي لا تستطيع الآن أن تتحمّل عدم إنهاء المهمة وتفكيك الترسانة التي كانت موجّهة إليها بالكامل. ولن تحصل على فرصة أخرى أبداً.
بعد النجاحات التكتيكية السريعة التي حققتها عملية أجهزة البيجر وأجهزة الراديو واستهداف القيادات، أصبح مخبأ الأسلحة الضخم للحزب بلا حراسة ولا ضباط. ويختبئ معظم مقاتلي الحزب في أنفاقهم. ولم يعد باستطاعة أي شخص لا يزال موجوداً ومهماً بما يكفي حمل جهاز البيجر أو الدعوة إلى اجتماع قيادي. كما تشعر إيران بعدم الأمان وعدم اليقين بشأن مدى اختراق استخباراتها. إنّ الفشل في الاستفادة الكاملة من هذه الفرصة لتحييد التهديد هو أمر غير مسؤول.
لقد سمعت بعض القصص المذهلة عن كيفية قيام إسرائيل بجمع المعلومات الاستخباراتية على مدى الأشهر العشرة الماضية، باستخدام بعض التكنولوجيا الرائعة ومبادرات حشد المصادر والمعلومات.
الان، ومع تأكيد مقتل نصر الله والقضاء على ما لا يقل عن ستة عشر من كبار القادة في تسعة أيام فقط، بدأت أفكر في الشرق الأوسط كمنطقة من دون ترسانة إيران، المحمّلة بالكامل والموجّهة إلى إسرائيل. وهناك الكثير من النتائج الإيجابية الأخرى الممكنة.
انها لحظة للوقوف وراء دولة إسرائيل الساعية إلى السلام، والجزء الأكبر من اللبنانيين الذين ابتليوا بالحزب والذين يريدون العودة إلى الأوقات التي كانت فيها بلادهم مزدهرة، وبيروت مدينة كوزموبوليتية عالمية. القضية الرئيسية بين لبنان وإسرائيل هي إيران؛ وإلا فإنّ هناك الكثير من الفوائد لشعبي البلدين من العمل معاً.
إنّ الخطوة الصحيحة الآن بالنسبة لأميركا هي أن تطلب من إسرائيل إنهاء المهمة. وهي تأخرت كثيراً. فالمعركة ليست معركة إسرائيل فقط. فقبل أكثر من أربعين عاماً، قتل الحزب 241 عسكرياً أميركياً، بما في ذلك 220 من مشاة البحرية. ويظل هذا اليوم الأكثر دموية بالنسبة لسلاح مشاة البحرية الأميركي منذ معركة “إيو جيما”. وفي وقت لاحق من نفس اليوم، قتل الحزب 58 من المظليين الفرنسيين.
على مدى الأسابيع الستة الماضية أو نحو ذلك، قضت إسرائيل على عدد من الإرهابيين على قائمة الإرهابيين المطلوبين الأميركيين بقدر ما فعلت الولايات المتحدة في السنوات العشرين الماضية. بما في ذلك إبراهيم عقيل، زعيم منظمة الجهاد الإسلامي التابعة للحزب الذي خطط لقتل هؤلاء المارينز في 1983.
كتب الفيلسوف برنارد هنري ليفي على موقع “إكس”: “أقرأ في كل مكان أنّ لبنان على وشك الانهيار. لا. إنه على وشك الراحة والخلاص”.
إنّ لحظات مثل هذه تأتي مرة واحدة في كل جيل، إن أتت على الإطلاق.
غالباً ما يكون الشرق الأوسط جامداً قليل التغيّر. اليوم، أصبح سائلاً والقدرة على إعادة تشكيله غير محدودة. فلا تضيعوا هذه اللحظة.
فلنصلي جميعاً من أجل نجاح قادتنا وسلامهم وحكمهم الرشيد.
إيمان شمص