توترات أمنية تزنر لبنان… إشتباكات شرقاً واغتيالات جنوباً

عون وسلام يتابعان ... وهيكل: مسؤوليتنا تنفيذ الـ1701

10

بوتيرة لافتة تزداد معالم التصعيد الميداني على حدودي لبنان شرقاً وجنوباً. الاولى عبر الاشتباكات مع الجانب السوري وقد ادت الى سقوط ثلاثة قتلى، فيما تشكل الثانية استكمالاً لمسار الاغتيالات التي تنفذها تل ابيب مستهدفة عناصر في حزب الله اخرها قتيل وثلاثة جرحى بغارة.

وبدا واضحا ان لبنان الرسمي، عبر حكومته، يخوض حملة ديبلوماسية استباقية تصاعدية تمثلت في الاتصالات والاجتماعات للجم التوتر، وهو ما طرح في جلسة مجلس الوزراء في السراي امس، على رغم تخصيصها لبحث الية التعيينات الادارية، في انعكاس واضح لازدياد المخاوف من المواجهات الميدانية، كما في ظل سيل التحذيرات التي يتلقاها المسؤولون اللبنانيون من تبعات التورط في اي اعمال امنية، بخاصة مع الجانب السوري، ووجوب ضبط الحدود بشكل كامل منعاً للانزلاق الى ما قد تسعى اليه اطراف متضررة من التغييرات الطارئة في البلدين. في الموازاة، تبدو القيادة العسكرية واعية تماما ومدركة لحجم ما يواجه لبنان وعازمة على تنفيذ خريطة طريق العهد وفق ما تظهّر في مضمون امر اليوم لقائد الجيش رودولف هيكل بقوله “إن مسؤولية الجيش في المرحلة الراهنة شديدة الأهمية، من خلال عمله على تطبيق القرار 1701 بالتعاون مع قوة الأمم المتحدة المؤقتة في لبنان – اليونيفيل، فضلا عن تحصين ساحتنا الداخلية من خطر الإرهاب.”

رئيس الجمهورية

اتصل رئيس الجمهورية العماد جوزاف عون بوزير الخارجية يوسف رجي الموجود في بروكسل وطلب منه التواصل مع الوفد السوري المُشارك في “المؤتمر التاسع لدعم مستقبل سوريا” للعمل على معالجة المشكلة القائمة بأسرع وقت ممكن، بما يضمن سيادة الدولتين ويحول دون تدهور الأوضاع.

وأكد الرئيس عون أن “ما يحصل على الحدود الشرقية والشمالية الشرقية لا يمكن أن يستمر ولن نقبل باستمراره وأعطيتُ توجيهاتي للجيش اللبناني بالردّ على مصادر النيران”.

سلام وهيكل

واستقبل رئيس مجلس الوزراء نواف سلام عصر اليوم في السراي قائد الجيش العماد رودولف هيكل في حضور الامين العام للمجلس الأعلى للدفاع اللواء محمد المصطفى، وعرض معه الاوضاع الامنية في البلاد.

 ليس بعيدا، اصدر العماد رودولف هيكل أمر اليوم لمناسبة تسلمه قيادة الجيش ومما جاء فيه: إن مواصلة الجيش أداء دوره الضامن للوطن، تستلزم تضافر جهودنا جميعا كإخوة سلاح، ضباطا ورتباء وأفرادا، وتمسكنا بالثوابت الوطنية، وإيماننا الثابت برسالة الجندية وقدسية الواجب، وإرادتنا الصلبة التي لا تلين. إن التحديات التاريخية التي تواجهنا، وعلى رأسها التهديدات والاعتداءات المستمرة من جانب العدو الإسرائيلي، تبقي رهان العهد الجديد، كما رهان اللبنانيين كافة، على صمودنا واستمرارنا ونجاحنا في توفير الأمن والاستقرار، اللازمين لانطلاق بلدنا في طريق التعافي الاقتصادي والاجتماعي والإنمائي. إن مسؤولية الجيش في المرحلة الراهنة شديدة الأهمية، من خلال عمله على تطبيق القرار 1701 بالتعاون مع قوة الأمم المتحدة المؤقتة في لبنان – اليونيفيل، فضلا عن تحصين ساحتنا الداخلية من خطر الإرهاب.

لودريان في لبنان

 وبينما افيد عن زيارة سيقوم بها المبعوث الرئاسي الفرنسي جان ايف لودريان الى بيروت قبل زيارة رئيس الجمهورية جوزاف عون الى باريس والمقررة في 28 الجاري، بقيت المتابعات منصبّة على الوضع الامني جنوبا وشرقا.

همنا الاول

 ايضا، تمت امس مراسم التسليم والتسلم في قيادة المديرية العامة للامن العام بين اللواء الياس البيسري وخلفه المدير العام للامن العام اللواء حسن شقير، في حضور وزير الداخلية والبلديات العميد أحمد الحجار والضباط الكبار في المديرية. وقد استقبل اللواءان البيسري وشقير الوزير الحجار عند مدخل المديرية حيث قدمت له ثلة من الامن العام مراسم التشريفات على وقع موسيقى الامن العام ، ومن بعدها بدأت مراسم التسليم. في المناسبة، قال الوزير الحجار: لقد باشرنا في الحكومة اللبنانية بمعالجة المشاكل الآنية ونعكف على وضع الخطط القريبة والمتوسطة والبعيدة المدى، للنهوض الوطني الكبير على مختلف الصعد بما ينسجم مع خطاب القسم لفخامة رئيس الجمهورية العماد جوزاف عون ومضمون البيان الوزاري لحكومة الاصلاح والانقاذ. ويبقى همنا الاول، إزالة الاحتلال الاسرائيلي عن أرضنا الطاهرة في الجنوب، ودورنا ودوركم أساسيان في تثبيت أهلنا في قراهم ودعم صمودهم بالتنسيق الكامل مع المؤسسات الامنية والعسكرية وفي مقدمها الجيش اللبناني. كما اننا نعمل في وزارة الداخلية والبلديات على التحضير المتواصل لانجاز الانتخابات البلدية في مواعيدها، اضافة الى العمل اليومي لترسيخ الامن على كامل التراب الوطني”.

“تهشيل” الطاقات

 وعشية جلسة وزارية مرتقبة هذا الاسبوع كان يفترض ان يتخللها تعيين حاكم جديد لمصرف لبنان، توقفت مصادر متابعة عند الحملة التي يشنها بعض الاطراف الدائرة في فلك رئيس الحكومة ضد طاقات لبنانية مشهود لخبرتها وتألقها في ارفع المناصب الدولية، لا لشيء الا لأنها مطروحة في اطار التعيينات لبعض المناصب لا سيما حاكمية مصرف لبنان. واستغربت ان يعمد هؤلاء الى تشويه صورة لبنانيين تُرفع لهم القبعة في دول العالم، عوض الاشادة بهم وتشجيعهم على المجيء الى لبنان وتسلم المراكز التي تليق بخبراتهم ويحتاجها لبنان مع انطلاقة العهد الواعد، ومن بين هؤلاء كريم سعيد الذي استهدفته حملة شعواء لا اساس لها. واكدت المصادر وجوب تنبه الرئيس نواف سلام ورئيس الجمهورية لما يدور في هذا المجال، والا فإن بداية العهد ستكون متعثرة وطاقات لبنان الفكرية لن تعود اليه، بل تستفيد منها دول العالم، باستثناء الوطن الام.

آلية التعيينات

وامس، رأس رئيس مجلس الوزراء نواف سلام جلسة لمجلس الوزراء في السراي امتدت لخمس ساعات حضرها نائب رئيس الحكومة طارق متري وعدد من الوزراء خصصت للبحث في التعيينات الادارية والآلية الافضل لاجرائها.

التعليقات مغلقة، ولكن تركبكس وبينغبكس مفتوحة.