تهاوي “وول ستريت” وسط مخاوف عالمية من عزل ترامب رئيس “الفيدرالي”

6

أمام جيروم باول نحو عام لتنتهي ولايته الحالية التي بدأها عام 2017، وقد عينه ترامب نفسه في هذا المنصب في ولايته الأولى، لكن بدأت المعارك تظهر سريعاً بين الاثنين، إذ يستمع باول، بحكم منصبه، للبيانات الاقتصادية وخصوصاً بيانات التضخم، التي وحدها يبني عليها قراره مستنداً إلى قرار جماعي من فريق من محافظي البنوك المركزية في الولايات الأميركية في مجلس الاحتياطي الفيدرالي.
لقد شهدت الأسواق هبوطاً حاداً جديداً في “وول ستريت” بعد إعلان إدارة الرئيس دونالد ترامب أنها تسعى إلى إقالة رئيس مجلس الاحتياطي الفيدرالي (البنك المركزي الأميركي) جيروم باول، وهو ما أقلق الأسواق باعتبار ذلك أول تدخل تاريخي من السلطة السياسية بأعلى سلطة نقدية في الولايات المتحدة وتهديداً باستقلاليتها وضرب النظام المالي والنقدي في البلاد.
تهاوي “وول ستريت”
كذلك هوت المؤشرات الرئيسة بصورة عنيفة خلال جلسة بداية الأسبوع أمس الإثنين، وأغلقت على تراجعات حادة بلغت 2.3 في المئة لمؤشر “ستاندرد أند بورز 500″، لحقه هبوط بنسبة 2.5 في المئة لمؤشر “ناسداك” المجمع الذي يقيس شركات التكنولوجيا، كما خسر مؤشر “داو جونز” للأسهم الصناعية نسبة 2.5 في المئة.
بيع كل شيء أميركي
وتصاعدت موجة ما بات يعرف بـ”بيع كل شيء أميركي” التي بدأت مع إعلان إدارة ترامب حرباً تجارية على معظم دول العالم عبر فرض تعريفات جمركية مرتفعة، لكنها تفاقمت الآن مع تحول في واشنطن نحو التدخل في قرارات البنك المركزي الأميركي وبحث جدي في كيفية طرد باول من منصبه بإعلان رسمي من مستشار البيت الأبيض.
وأثر ذلك على الفور على الدولار، الذي يعد تاريخياً ملاذاً آمناً للمستثمرين، إذ إن التدخل في البنك المركزي يعني إمكان تحريك الفائدة صعوداً وهبوطاً بحسب ما تريد إدارة ترامب، وهو أمر خطر جداً على سمعة الولايات المتحدة واستقلالية القرار النقدي التي وحدها كان لها حق تقرير مسار الفائدة بحسب البيانات الاقتصادية فقط.
ضربة قوية للدولار
وتلقى مؤشر الدولار ضربة قوية مع تراجعه إلى أدنى مستوى له في 15 شهراً، كما انخفض مؤشر السندات القياسي لأجل 10 سنوات مع وصول العائد إلى 4.4 في المئة، وهي ضربة أخرى للسندات الأميركية التي كانت تعد أيضاً ملاذاً آمناً لدى المستثمرين في أميركا والعالم.
اللجوء إلى الذهب
في المقابل لجأ المستثمرون للذهب الذي يبدو الملاذ شبه الوحيد الآن، إذ قفز سعر الذهب إلى مستوى قياسي جديد، متجاوزاً 3400 دولار للأوقية، بينما ارتفع الفرنك السويسري بنحو واحد في المئة مقابل الدولار، ويلجأ المستثمرون أيضاً للعملة السويسرية كمحاولة للتحوط لما يجري في الأسواق الأميركية من تخبط إداري وتأثير سلبي في العملة والأسواق.
ضغط علني من ترامب
يأتي ذلك في وقت يزيد فيه الرئيس الأميركي ضغطه العلني عبر حسابه في منصته “تروث سوشيال” على رئيس “الاحتياطي الفيدرالي” لخفض الفائدة، ويقول إن التضخم غير موجود وإن باول يتلاعب سياسياً وإنه كان دائماً متأخراً في خفض الفائدة كما ثبت في السنوات الماضية. وباتت الأسواق تتخوف من عزل باول سياسياً، الذي يقول إنه محصن قانونياً ولا يمكن للرئيس الأميركي إزاحته من منصبه بالقوة.

التعليقات مغلقة، ولكن تركبكس وبينغبكس مفتوحة.