تنفيذ اتفاق وقف النار على السكة بدفع أميركي: سينهي حزب الله
الشرق – أعلنت قيادة الجيش عصر الاربعاء أن «وحدات الجيش تمركزت في خمسة مواقع حول بلدة الخيام – مرجعيون بالتنسيق مع قوة الأمم المتحدة المؤقتة في لبنان- اليونيفيل ضمن إطار المرحلة الأولى من الانتشار في المنطقة، بالتزامن مع انسحاب العدو الإسرائيلي منها، وذلك بعد الاتصالات التي أجرتها لجنة الإشراف الخماسية». وأكد الجيش، أنه «سوف يُستكمل الانتشار في المرحلة المقبلة، فيما ستُجري الوحدات المختصة مسحًا هندسيًّا للبلدة بهدف إزالة الذخائر غير المنفجرة»، داعياً «المواطنين إلى عدم الاقتراب من المنطقة والالتزام بتعليمات الوحدات العسكرية إلى حين انتهاء الانتشار». وبالفعل استكمل هذا الانتشار امس.
أتت هذه التطورات الميدانية غداة اجتماع هو الاول من نوعه، عقدته لجنة الاشراف على تطبيق اتفاق وقف النار في الناقورة، وتزامنت ايضا مع وجود قائد القيادة الوسطى الأميركية الجنرال Michael E. Kurilla، في بيروت، وقد استقبله قائد الجيش العماد جوزف عون يوم الاربعاء في مكتبه في اليرزة، وتناول البحث الأوضاع العامة في لبنان والمنطقة وسبل استمرار دعم الجيش في ظل بدء العمل على تطبيق اتفاق وقف إطلاق النار في الجنوب. وأوضحت القيادة المركزية الأميركية، في منشور على إكس، أنّ كوريلا، زار مقر مراقبة وقف إطلاق النار في بيروت والتقى العماد جوزيف عون. كما أوضحت أنّ زيارة كوريلا جاءت لمراقبة الانسحاب الأوّل الجاري للقوات الإسرائيلية وانتشار الجيش اللبنانيّ، في منطقة الخيام في لبنان كجزء من الاتفاق. وقال كوريلا «هذه خطوة أولى مهمة في تنفيذ وقف دائم للأعمال العدائية وتضع الأساس للتقدم المستمر».
بحسب ما تقول مصادر سياسية مطّلعة لـ»المركزية»، فإنه بغض النظر عن ان الادارة الاميركية الآن في وضعية «البطة العرجاء»، اي انها تستعد لتسليم الحكم الى ادارة جديد في الاسابيع القليلة المقبلة، فإن القرار مشترك ومبرم لدى الديمقراطيين والجمهوريين على حد سواء، بأن هذا الاتفاق وجد ليطبق.
هو لن يكون حبرا على ورق كما كانت حال اتفاقات عدة اخرى، وقرارات دولية كالقرار 1559 والقرار 1701، بل يصر الاميركيون على تنفيذه هذه المرة بحذافيره، من اجل اقفال ملف «الحدود اللبنانية التي تتهدد أمن اسرائيل»، مرة لكل المرات. في الواقع، هو اتفاق ينهي حزب الله «العسكري». ولهذه الغاية ثمة دفع أميركي – دولي قوي من اجل تطبيقه جنوب الليطاني وشماله، بدأ مع ادارة جو بايدن وسيستمر وبشكل اكثر صرامة مع تسلم الرئيس المنتخب دونالد ترامب الرئاسة. ولضمان تقيّد لبنان وإقفال الطريق امام أي حجج أو أعذار مِن قبل الدولة او حزب الله، تريد واشنطن من اسرائيل ان تنفّذ أيضا الشق المتعلق بها في الاتفاق، وتحديدا الانسحاب سريعا من جنوب لبنان.
هذا الاتفاق وما سيقود اليه خاصة على صعيد سلاح حزب الله، وُضع على سكة التطبيق ولا عودة الى الوراء في مسار هذا القطار.