تعثر كبير في محادثات التهدئة بشأن غزة والوسطاء لم يباشروا بترتيبات جديدة منذ الجولة الأخيرة
قالت مصادر فلسطينية مطلعة ، إن وسطاء التهدئة لم يقوموا مجددا، بأي اتصالات لتحديد موعد جديد لإجراء جولة مفاوضات بين المقاومة الفلسطينية وإسرائيل، بسبب التعقيدات الأخيرة التي وضعتها حكومة تل أبيب، وفي مقدمها عدم القبول بإنهاء كامل للحرب.
وحسب المصادر، فإنه وعقب الجولة الأخيرة من المفاوضات قبل أسبوعين، والتي جرت في العاصمة المصرية القاهرة، وشارك فيها مسؤولون كبار من الوسطاء (مصر، قطر وأميركا)، لم يتم حتى اللحظة تحديد أي موعد جديد، كما لم تجرَ اتصالات بهذا الشأن.
وتشير المصادر الفلسطينية المطلعة إلى أن ذلك يعود لتيقن الوسطاء بعدم وجود أي نقاط تقارب بين الطرفين، وفي ظل عدم القدرة على إقناع إسرائيل بتغيير مواقفها، والقبول بمبدأ وقف الحرب كاملة، والذهاب نحو تطبيق باقي مراحل الاتفاق الذي جرى التوافق عليه في باريس قبل أشهر بين الوسطاء، ويتضمن ثلاث مراحل.
وأكدت المصادر وهي مقربة من فصائل المقاومة، أن العقبة الأساسية التي تفشل مفاوضات التهدئة، هي عدم الوصول إلى تعهد تتكفل بتطبيقه “الدول الضامنة” لأي اتفاق تهدئة، يُلزم إسرائيل بسحب قواتها كاملة من قطاع غزة، في المرحلتين الثانية والثالثة، وإنهاء الحرب.
وتشير المصادر إلى أن عودة النازحين بشكل كامل، ستطبق بدون أي قيود في حال انسحب جيش الاحتلال من المحور الذي يفصل شمال القطاع عن جنوبه، فيما ستترك مسألة تبادل الأسرى إلى مراحل لاحقة سيجري الاتفاق عليها برعاية الوسطاء، وتشمل إطلاق سراح أعداد كبيرة من الأسرى الإسرائيليين العسكريين، مقابل أعداد كبيرة من الأسرى الفلسطينيين، بعد الانتهاء من مرحلة إطلاق سراح المدنيين والنساء من الأسرى الإسرائيليين.
وتوضح المصادر أنه جرى “تقييم” في الفترة الأخيرة من قبل فصائل المقاومة الفلسطينية التي تقودها حركة حماس، لمحادثات التهدئة، وأن هناك آراء كثيرة كانت تشير إلى أنه لا توجد نية للاحتلال لإبرام صفقة تنهي الحرب، وأن ما يقوم به فقط هدفه تخفيف الضغط الدولي، والمطالبات بالتوصل لوقف إطلاق النار، وبث إشاعات بأن المقاومة هي من تعطل الاتفاق.
ولذلك، رفضت حركة حماس أخيرا، المقترحات التي قدمتها إسرائيل للدخول في “تهدئة موقتة” غير مرتبطة بتهدئة شاملة تنهي الحرب على غزة، حيث تطلب الحركة أن يكون الاتفاق على وقف شامل لإطلاق النار في المرحلة الأولى، على أن تخصص المرحلتان الثانية والثالثة، في ظل استمرار الهدوء، لبحث صفقة التبادل وإنجاز الانسحاب الإسرائيلي من كامل أراضي القطاع.
كما ترى المقاومة الفلسطينية، أن الوقائع التي يحاول الاحتلال فرضها في هذا الوقت على الأرض، تشير إلى وجود نوايا بأنه لا يفكر في مغادرة قطاع غزة، وأنه في حال انسحب من المدن ومناطق العمق، سيبقى متمركزا في مناطق الحدود، وكذلك على طول الخط الذي أقامه ويفصل شمال القطاع عن جنوبه،” ما يتيح له أيضا استمرار السيطرة على الممر المائي الذي يشيد حاليا، ويربط القطاع بجزيرة قبرص. ولذلك، أدركت المقاومة أن جولات التفاوض هدفها فقط تسهيل عملية تبادل الأسرى، ومن ثم عودة العدوان على غزة بشكل أعنف، حتى لو توقفت الحرب لعدة أسابيع.
وقد أكد على ذلك، تقرير لصحيفة “هآرتس” العبرية، ذكرت فيه أنها اطّلعت على صور بالأقمار الاصطناعية وأخرى فوتوغرافية، تكشف أن جيش الاحتلال يعكف على بناء وتطوير بؤرتين على ذلك الطريق الجديد الذي يقسم غزة إلى قسمين.