تركيا دولة ناجحة وإيران دولة فاشلة
كتب عوني الكعكي:
بكل ثقة يمكن القول إنّ هناك دولة ناجحة وهناك دولة فاشلة… ويبقى السؤال: كيف يريد الشعب أن تكون دولته؟
بصراحة كاملة، الشعوب تريد أن تعيش في دولة ناجحة… يعيش المواطن فيها عيشة كريمة على جميع الأصعدة، ويستطيع المواطن ان ينشئ عائلة ناجحة… وهنا ما حصل تماماً في تركيا.
كما يعلم الجميع فإنّ تركيا كانت تعاني من أوضاع اقتصادية صعبة، حتى إنه أطلق عليها لقب «رجل أوروبا المريض».. هكذا كانت تاريخياً…
أذكر في الثمانينات أنني ذهبت الى اسطنبول… وتعرفت على رئيس الحكومة في ذلك الوقت دميرال… وبالفعل اتجهت نحو القيام ببعض الأعمال التجارية ولكن فوجئت بعدم وجود ثبات في سعر صرف العملة… وهذا طبعاً جعلني أهرب من الأعمال والاستثمار في تركيا.
هكذا كانت الحال أيام دميرال، ويومذاك كان أردوغان رئيساً للبلدية.. حين وصل الى الحكم كان الجميع يراهنون على انتمائه الى الإخوان المسلمين، لذا فإنه سيفشل… ليتبيّـن بعد ذلك أن العكس هو الصحيح. لقد كانت نظرية أردوغان تتمحور حول أنه يجب أن يكون هناك فصل بين الدين والعمل.. فلا علاقة بينهما. فمن يريد أن يصلّي فهو حر، ومن لا يريد أن يصلّي أيضاً هو حرّ، فالحساب عند الله، وبسرعة فائقة بدأت النجاحات الاقتصادية والتطوّرات الإيجابية في الدولة، وبدأت تأخذ أبعاداً كبيرة.. حيث أصبحت تركيا من الدول الناجحة اقتصادياً وتجارياً وصناعياً. هذا بالاضافة الى أنها استفادت من موقعها الجغرافي.. وبنى أردوغان أكبر مطار في العالم فيها، وأصبحت اسطنبول أهم مدينة تربط العالم بعضه ببعض.
اما إيران فكانت من أهم الدول أيام الشاه عسكرياً واقتصادياً وزراعياً وصناعياً.
فعلى الصعيد العسكري كانت خط الدفاع الأول ضد الاتحاد السوڤياتي، وكانت تشكل بالنسبة لأميركا خط دفاع صلب ومتين لها. وعلى صعيد الصناعات انتشرت آلاف المصانع، وأهمها مصنع لتجميع سيارات «الرينو» الفرنسية وهو ينتج مليون سيارة سنوياً، وآخر لشركة «بيجو» الفرنسية ينتج مليون سيارة أيضاً، هذا بالاضافة الى صناعات الآلات الأميركية التي كانت تصنع وتجمّع في إيران.
ببساطة، كانت إيران دولة كبرى… حتى جاء آية الله الخميني فعمل على تدمير تلك الدولة القوية… وساهمت أميركا في إضعافها، من أجل مصلحة إسرائيل. فعندما رفض الشاه شن حرب ضد العراق، لتدمير جيشه، وصل الخميني في بداية 1978 الى طهران وطرد الشاه الذي لم يقبل أي رئيس أو أية دولة استقباله، باستثناء الرئيس أنور السادات الذي أعطاه قصراً واستقبله كما يستقبل الملوك… حتى توفي بعد فترة قصيرة بسبب إصابته بمرض عضال.
اليوم، وبعد مرور 48 سنة على حكم آية الله… أين كانت إيران وأين أصبحت؟ باختصار، تحوّلت من دولة غنية الى دولة فقيرة شعبها «يشحد» ويكفي أن 50 مليون مواطن إيراني يحصل على 40 يورو شهرياً مساعدة من الحكومة.. فالدولة عاجزة، وعملتها منهارة، وتتراجع قيمتها يومياً.. فأين كان التومان وأين أصبح اليوم؟
مئات المليارات صرفت وأهدرت على مشروع التشييع، الذي أفلس إيران، وأفلس العراق خصوصاً أن اللواء قاسم سليماني سيطر على مداخيل النفط العراقي وصرفها أيضاً على السلاح، وعلى تنفيذ ودعم مشروع ولاية الفقيه. ويكفي أن ننظر الى إيران، كيف كانت وكيف أصبحت اليوم، لنقول: إنّ نظام «آية الله» أفلس أهم دولة في الشرق الأوسط ودمّر معها العراق وسوريا وفلسطين ولبنان واليمن..
في النهاية، وبعد نجاح «هيئة تحرير الشام»، بدعم من أردوغان… أرى أن هناك مستقبلاً زاهراً وواعداً لسوريا في ظل العهد الجديد.