تباينات في الرؤية الاميركية – الفرنسية للحل

مؤتمر باريس: لا تقدم بوقف النار

28

“الشرق” – تيريز القسيس صعب

نجح مؤتمر الدعم الدولي الذي عقد في العاصمة الفرنسية من حصد  مليار دولار بين مساعدات للشعب اللبناني واخرى للجيش اللبناني، كما تمكن المؤتمر وعلى الرغم من ان هدفه لم يكن سياسيا من توجيه الإتهامات إلى اسرائيل التي ما زالت تمعن في  عدوانها على الجنوب اللبناني وبعض مناطق بيروت، مخلفة شهداء وجرحى.

 

وعلى الرغم من تأكيد الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون حرصه وتمسكه بمساعدة ودعم الشعب والجيش، اكد أن فرنسا ستقدم مساعدات بقيمة 100 مليون يورو، بينما قالت ألمانيا إنها ستقدم 96 مليون يورو، فيما أعلن مسؤول السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي أن الاتحاد سيقدم للجيش اللبناني 20 مليون يورو في ٢٠٢٤ و٤٠ مليون يورو في ٢٠٢٥ ودعما إنسانيا بقيمة ٨٠ مليون يورو.

 

وكان لافتا في المؤتمر تخفيض الولايات المتحدة الاميركية تمثيلها في المؤتمر عبر إرسال مساعد لوزير الخارجية، مما دفع الكثير من المتابعين الدوليين في هذا المؤتمر إلى القول بان اميركا “لن تسمح لأي طرف دولي او اقليمي آخر مشاركتها بالمشاورات القائمة اليوم على خط وقف اطلاق النار في لبنان، لانها ترى ان حماية مصالح اسرائيل تنطلق من استراتيجيتها الخاصة في الشرق الاوسط”.

وكشف مصدر أوروبي مطلع ان إيطاليا بصدد تنظيم مؤتمر خاص لدعم الجيش قريبا، وان الهدف الأساسي تطبيق الوعود التي خرج منها مؤتمر باريس الانساني، والمساعدة على تجنيد وتدريب وتسليح ستة آلاف وحدة جديدة في القوات المسلحة اللبنانية.

واعتبر المرجع الذي رفض كشف هويته ان الجيش هو الضامن الوحيد للاستقرار الداخلي، والذي سيلعب دورا محوريا ومهما في تنفيذ القرار 1701.

ويقول احد الديبلوماسيين المشاركين في مؤتمر الدعم ل “الشرق” صحيح ان فرنسا واميركا يعملان سويا لايجاد حلول والتوصل الى وقف إطلاق النار في لبنان، وقد وضعا ورقة فرنسية – اميركية في نيويورك لهذا الغرض، الا ان هناك تباينات واضحة في تفاصيل ورؤية كل منهما للحل.

وبحسب المرجع اعلاه فان فرنسا تدعو الى تطبيق قرار مجلس الأمن ١٧٠١ من دون ادخال أي تعديلات على مضمونه، ووقف التدخلات الإيرانية في لبنان، ودعم الجيش اللبناني ليتمكن من فرض سيطرته على كامل الحدود مع اسرائيل، ومساعدته في تقديم العتاد المطلوب، وتجنيد عناصر جديدة لتتمكن من الانتشار جنوبا.

في المقابل، تعمل الولايات المتحدة إلى ادخال ملحق للقرار 1701 يعطي إسرائيل حرية المراقبة الجوية والبرية والبحرية لاي خطر قد يداهم او يشكل خطرا على حدودها، على الرغم من انتشار قوات الطوارئ الدولية والجيش اللبناني هناك.

اضافة الى منح قوات اليونيفيل صلاحيات أوسع للتفتيش على الحدود

صحيح ان مؤتمر باريس حقق “نجاحاً” في حشد الدعم الدولي الإنساني للبنان، إلّا أنه لم يسجل اي خطوة متقدمة او تاثير واضح في مسالة وقف اطلاق النار.

وكشف مصدر ديبلوماسي عربي شارك في المؤتمر ان الجلسة المغلقة شهدت بعض التباينات والحدة في الكلام عند طرح المسالة السياسية والاعتداءات الاسرائيلية على لبنان بين عدد من الدول الاوروبية المؤيدة لاسرائيل لا سيما المانيا وبريطانيا وبعض الدول العربية.

الا ان هذا النقاش لم يتوسع او ياخذ مداه لان فرنسا لا ترغب اطلاقا ان يخرج هذا المؤتمر “الانساني” بفشل او عدم توافق بين المجتمعين.

فالام الحنون لديها وجهة نظر مختلفة عن باقي الدول الاوروبية المؤيدة للولايات المتحدة واسرائيل، فهي ترى ان انه حان الوقت لوقف الاعمال العسكرية بين حزب الله واسرائيل وفورا. وراى ان تدمير القدرات العسكرية لـ”حزب الله” لن يكون هو الحل المناسب لتقليص نفوذه على الرغم من الخسارة التي تكبدها جراء اغتيال قادته العسكريين وأمينه العام حسن نصر الله، خصوصا وأنه يظهر إلى العلن أنه ما زال قادرا على المواجهة.

وبالتالي اعتبر المرجع اعلاه أن فرضية إضعاف “حزب الله” من قِبل اسرائيل بسبب تعرضه للضربات المستمرة، “لا تعني إنهاء قدرات حزب الله العسكرية على المستوى الداخلي”.

Tk6saab@hotmail.com

 

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.