برّي ينتظر جواب هوكستين خلال 48 ساعة

42

بقلم جوزفين ديب

«أساس ميديا»

تحت وقع النيران المشتعلة أعرب الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترامب موافقته على أن يستكمل الرئيس جو بايدن مسعاه للوصول إلى اتفاق وقف لإطلاق النار في المنطقة قائلاً: “I am in“.

 اللقاء الذي جمع الرئيس المنتخب ترامب بالرئيس الذي يتحضر لمغادرة البيت الأبيض بايدن، أكثر من صورة بروتوكولية. رسائل متعددة بأكثر من اتجاه في أهمية الديمقراطية الاميركية أهمها الحرب الإسرائيلية على لبنان. وعلى طاولة الرئيسين حضرت المنطقة وتحديداً لبنان مكتسباً ضوءاً أخضر مشترك بتأييد مسعى هوكستين. وإن حصل قبل وصول ترامب إلى البيت الأبيض.

هوكستين يواصل حراكه

أشارت معلومات “أساس”، أنّ اتصالاً حصل بين الموفد الاميركي آموس هوكستين والرئيس ترامب. أبلغ فيه الأخير هوكستين بأنه يؤيد أي اتفاق لوقف إطلاق النار يمكن أن يتوصل إليه في الأسبوعين المقبلين. وترامب بحسب المصادر الأميركية لن يعترض على أي اتفاق تبرمه الإدارة الحالية لا بل يشجع عليه لأنه لا يريد استمرار هذه الحرب.

ولكن لوقف إطلاق النار شروط. وهذه الشروط لن تتغير مع تغير الإدارة الأمريكية. فبحسب مصادر أميركية مطلعة على الملف أكّدت لـ”أساس”، أنّ هوكستين سيتواصل مع الرئيس برّي قريبا ليعرض عليه المسودة التي حضرها للاتفاق. وسيتواصل مع الجانب الإسرائيلي. وفي حال وجد أرضية حاضرة للاتفاق سيتوجه إلى لبنان في الأسبوعين المقبلين وبعدها إلى تل أبيب. ولكنه لن يزور المنطقة قبل أن يضمن أرضية مشتركة حاضرة للاتفاق كما تقول المصاد . فيما أشارت مصادر وزارية أنّ لبنان ينتظر جواباً من هوكستين خلال ثمان وأربعين ساعة.

مضمون الاتفاق

تتحدّث المصادر الأمريكية عن أن لا مهرب من تطبيق القرار 1701. وتشير إلى أنّ قول الرئيس برّي أنه يضمن التزام تطبيق القرار ليس كافياً. لا بل ذلك يحتاج إلى التزام أكبر وضمانات أكبر لإسرائيل كي توقف حربها. لأنّ حرب العام 2006 وما بعدها لم تقنع المجتمع الدولي بأنّ أي من لبنان عبر الحزب أو إسرائيل طبق القرار. وبالتالي فإنّ المعلومات تتحدّث عن تطبيقه على مراحل.

– اولاً: وقف إطلاق نار فوري

– ثانياً: دخول خمسة آلاف عنصر من الجيش اللبناني إلى جنوب الليطاني كدفعة أولى لأن لا إمكانية لتجنيد عدد كبير حالياً.

– ثالثاً: انسحاب القوات الاسرائيلية من الجنوب تزامناً مع دخول الجيش.

– رابعاً: مسح الجيش اللبناني لما بقي من سلاح للحزب ومواقع له.

– خامساً: ضمان انسحاب الحزب من جنوب الليطاني

– سادساً: تشكيل لجنة دولية مؤلفة من الولايات المتحدة الأمريكية وبريطانيا وفرنسا ودولة رابعة قد تكون عربية لكي تكون لجنة مراقبة تطبيق القرار 1701.

– سابعاً: عدم إعطاء اي أحقية لاسرائيل بالاعتداء على لبنان في حال وجدت أي تحرّك تعتبره مشبوه.

– ثامناً: على إسرائيل أن تبلّغ عن أي تحرك تراه مشبوه إلى اللجنة الدولية التي بدورها تبلغ الجيش اللبناني للقيام بالمقتضى.

– تاسعاً: تكريس دور وسلطة الجيش اللبناني على كل الأراضي اللبنانية والمعابر والمحافظة على السيادة اللبنانية على مراحل مع ضمان تنفيذه للقرار 1559.

– عاشراً: استكمال خطة دعم الجيش وتمويله في مراحل لاحقة ليكون قادراً على بسط سيطرته على كل الأراضي اللبنانية

واخيراً في حال وصول اي شكوى لموقع تعتبره اسرائيل مشبوه جنوب الليطاني أو في أي منطقة لبنانية، ولم يقم الجيش بواجباته، فإنّ إسرائيل ستعتبر أنّ الاتفاق قد سقط وستعيد شنّ هجماتها على لبنان وسيفتح باب حرب جديدة.

فصل الجبهة عن الرئاسة

خارطة الطريق المفروض أن يعرضها هوكستين على الرئيس برّي قريباً بحسب المعلومات، تتحدّث عن أمر بالغ الأهمية بالقول “لا جدوى للتعمية على الـ1559 بعد اليوم. يجب الاعتراف من لبنان بأن التزامه تطبيق الـ1701هو التزام أيضاً بتطبيق القرار 1559 على اعتباره أحد مندرجات القرار. وبالتالي إن التعامي عن الاعتراف بوجوب تنفيذ سحب كل سلاح غير شرعي هو خرق للقرار 1701 ويعرض الاتفاق على الفشل. هذا الاستحقاق ينتظر المعنيون بالملف في واشنطن، كيف سيتعامل معه المسؤولون في لبنان تحديداً الرئيس نبيه بري الذي سبق ان اكد التزام لبنان بالقرار 1701 ولكن اسقط معه 1559.

هذه المرة وصل التفاوض إلى طريق النهاية. وهو ليس مرتبطاً بالاستحقاق الرئاسي كما تقول مصادر “أساس” بيد الرئيس بري القرار ، هل يوافق أو يؤكّد استمرار حرب الميدان؟ وإلى ان يجيب عن هذا التساؤل، فإن كل شيء معلقاً حتى التزام لبنان بالقرار الدولي. وكأن البلد وضع أمام خيارين، الاول الموافقة على الاتفاق والاكتفاء بهذا الحجم من الأضرار، والثاني هو الاضطرار إلى الموافقة بعد جحيم أكبر. هكذا تحسم المصادر الاميركية قائلة، ان لا خيارات كثيرة أمام لبنان. ايران فقدت قواتها الدفاعية، الحزب فقد الكثير من قدرته القتالية، لم تعد اسرائيل تريد أن تتوقف قبل ضمان أمنها وهو أمر على اللبنانيين أن يعتادوا عليه.

يقول السفير ديفيد ساترفيلد، صاحب الباع الطويل في ملفات الشرق الأوسط، انه كان الأخير الذي خرج من السفارة عام 1989 قائلاً لقائد الجيش يومها ميشال عون، اقبل بالاتفاق واذهب إلى اتفاق الطائف لان البديل سيء جدا. وبعدها حصل ما حصل. اليوم يقول ساترفيلد نفسه لللبنانيين اقبلوا بالـ1701 كما هو لان البديل سيكون أسوء.

أسبوعان اثنان ويظهر كل شيء. اما وقف أطلاق مار واتفاق، وأما حرب مستمرة.

بانتظار جواب هوكستين للرئيس بري يستند الأخير مطمئناً على مضمون الاتصال الهاتفي الذي تلّقاه من رئيس مجلس الشورى الإيراني محمد باقر قاليباف قبل ثلاثة أيام، الذي أكّد فيه وقوف إيران إلى جانب لبنان ومؤازرته بتنفيذ القرار الأممي رقم 1701.

جوزفين ديب

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.