المحور “المُتَراجِع”… هل يهدي لبنان رئيساً قبل ترامب؟

41

بقلم جوزفين ديب

«أساس ميديا»

قال الإمام خامنئي: “إذا تراجعتم أمام العدوّ المهاجم، بأنواعه، فقد يكون المهاجم شاهراً سيفه، ويقابلكم في ساحة المعركة وجهاً لوجه، وأحياناً يكون دعائيّاً، وأحياناً أخرى يكون اقتصاديّاً، ورابعاً يكون عسكريّاً باستخدام تجهيزات حديثة، تراجعاً غير تكتيكيّ، في بعض الأحيان، يكون التراجع تكتيكيّاً كما هي الحال مع التقدّم، ولا ضير في ذلك. هكذا يكون التكتيك. والأمر كذلك في الميدان العسكريّ، وينطبق كذلك في الميدان السياسيّ.” فهل أعطى خامنئي إشارة “تراجع” المحور، سياسياً وعسكرياً، في المرحلة المقبلة؟

كلام خامنئي هذا يمكن إسقاطه على واقع الصراعات في المنطقة، وتحديداً فقدان موازين القوى بين “المحور” وإسرائيل. وانطلاقاً من هذا المنطق السياسي والعسكري يمكن وضع بعض العناوين التي تقدّر الأوساط الدبلوماسية أن ترى النور قبل موعد الانتخابات الأميركية المقبلة في 5 تشرين الثاني المقبل.

6 نقاط… وراء تراجع “المحور”

تقول مصادر دبلوماسية غربية لـ”أساس” إنّ إشارات وصلت إلى المعنيين من السفراء توحي بجهوزية القوى السياسية للذهاب إلى تسوية. وتضيف هذه المصادر أنّ هذه التسوية يمكن أن تنضج تحت عناوين عدّة:

– أوّلاً: حاجة القوى المحلّية إلى تسوية في عهد الديمقراطيين لأنّ عهد الجمهوريين في حال فوز دونالد ترامب سيكون أكثر قساوة في شروطه على محور الممانعة.

– ثانياً: إدراك “المحور” صعوبة وصول مرشّحه في العهدين، الديمقراطي والجمهوري. وبالتالي اختلفت الحسابات وأصبحت الأولوية تحسين الشروط قدر المستطاع.

– ثالثاً: اعتراف المحور بأنّ موازين القوى ليست لمصلحته. وبالتالي الاستعداد للذهاب إلى تسوية أو ما سمّاه خامنئي “تراجعاً تكتيكياً”، بهدف الحدّ من الخسائر.

– رابعاً: اعتبار توقيف حاكم مصرف لبنان رياض سلامة بمنزلة إنذار للمنظومة، على اعتباره أوّل العنقود، لا سيما أنّ توقيفه كان مفاجأة لكلّ أركان السلطة الحالية.

– خامساً: التلويح بوضع لبنان على “اللائحة الرمادية” في مجال تبييض الأموال واقتصاد الكاش، أي الانزلاق إلى الأسوأ ليس فقط على الشعب بل على المسؤولين أيضاً.

– سادساً: التهديدات الإسرائيلية المستمرّة، لا سيما على أبواب موسم المدارس، وإمكانية أن يشهد جنوب لبنان تصعيداً أمنيّاً للتخفيف من حدّة أزمة النازحين الإسرائيليين من المستوطنات. ورئيس حكومة العدوّ بنيامين نتنياهو لا يريد الإخلال بوعده لهم بأنّهم سيعودون إلى منازلهم قبل الخريف.

اجتماع الخماسيّة هذا الأسبوع

بناء على هذا المعطى، تفصلنا أسابيع قليلة عن الحدّ الذي لا عودة عنه. وبالتالي تقول المصادر الدبلوماسية الغربية لـ”أساس” إنّ اللجنة الخماسية ستجتمع في الأيام المقبلة، قبل نهاية الأسبوع على الأرجح، في قصر الصنوبر. وفي اجتماعها ستضع خطّة عمل تقوم على التواصل مع القوى السياسية للضغط لانتخاب رئيس للجمهورية.

تضيف هذه المصادر المعنيّة بانتخاب الرئيس أنّ الموفد الفرنسي سيصل إلى بيروت نهاية أيلول أو بداية تشرين الأول ليختتم المسعى أملاً بانتخاب رئيس في أحد التشرينين.

في المعلومات أنّ رهان الخماسية هذه المرّة هو على إشارات وصلتها من قوى محلّية تبشّر بنضوج المواقف لانتخاب رئيس للجمهورية قبل وصول دونالد ترامب إلى الرئاسة.

تستعيد هذه المصادر تجربة انتخاب الرئيس ميشال عون قبل وصول ترامب في المرّة الأولى إلى البيت الأبيض قائلة: “يمكن أن يتكرّر المشهد. لكن هذه المرّة في انتخاب رئيس توافقي بين اللبنانيين يكون خياراً ثالثاً بين خيارين متناقضين”.

بين برّي والحزب: مواقف ورسائل

لا يزال الحزب متمسّكاً بمرشّحه رئيس تيار المردة سليمان فرنجية. ويوضح بحسب مصادر مطّلعة على موقفه أن لا شيء تغيّر وأنّ الحرب لا تزال شغله الشاغل. في حين يعمل رئيس مجلس النواب نبيه بري على تحضير الأرضية لإيجاد قواسم مشتركة لسقوط الأضداد.

وفق مصادر معنيّة، بدأ برّي برسائله الإيجابية انطلاقاً من قوله إنّ الانتخاب بحاجة إلى الدعوة إلى جلسة واحدة بدورات متتالية لا جلسات عدّة بدورات متتالية. وهذا تطوّر رأت فيه المصادر في حديث لـ”أساس” تقدّماً ملحوظاً في موقف رئيس المجلس.

في المقابل، يضيف عضو كتلة الاعتدال النائب سجيع عطية لـ”أساس” موقفاً إضافياً يعتبر تعقيداً للطريق أمام الرئاسة. إذ يقول إنّ الرئيس بري أبلغ التكتّل أنّه مستعدّ ليلعب دور الحكم في أيّ جلسة تشاورية وأن لا يتمسّك بمرشّحه سليمان فرنجية، على اعتبار أنّ كتلة التنمية والتحرير ستكون خير ممثّل عن فرنجية في حلقة التشاور.

طرح جديد: مخرج للجميع

يتمّ حالياً في الكواليس العمل على طرح يشجّع القوى السياسية على الحضور إلى مجلس النواب للتشاور. ويقوم هذا الطرح على دعوة الرئيس بري إلى جلسة انتخابية رئاسية تحضرها القوى المختلفة ومن بينها القوات اللبنانية. ثمّ يتشاور الجميع لوقت محدّد قبل أن يفتتح بري جلسة الانتخاب.

على قاعدة “لا غالب ولا مغلوب” يأتي الحلّ معلّقاً بتسوية مقبلة تنقذ لبنان من المجهول المقبل عليه في حال استمرّت الحرب والفراغ، وفي حال استقبل لبنان صانع “صفقة القرن”، وصاحب قرار اغتيال الجنرال قاسم سليماني، وداعم إسرائيل المطلق، الجمهوري دونالد ترامب.

جوزفين ديب

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.