الفاشل يحتاج إلى مائة سنة كي يصير ناجحاً

24

كتب عوني الكعكي:

هناك مثل شعبي يقول: «شفناك فوق وشفناك تحت». هذا المثل ينطبق على الطفل الأنبوب والمعجزة كما تشتهون، وتطبيقاً لذلك كان في الحكم لمدة 8 سنوات. والسؤال: ماذا فعل؟ لقد وعد بأنه إذا وصل الى الحكم سوف يفعل كذا وكذا.

المصيبة أنه تعاون مع الشياطين ليصل الى الحكم.. فماذا كانت النتيجة؟ حكمه أفشل حكم في تاريخ الجمهورية… انهيار مالي لم نرَ في العالم له مثيلاً. إذ يكفي أنه كان مشغولاً في الصفقات: من البنزين الى الفيول أويل الى السدود.. كل وقته صفقات، ويُقال إن هناك أكثر من 400 عقار في البترون يملكها بأسماء وهميّة.

فبالفعل، لم أرَ في حياتي إنساناً فاشلاً كالطفل المعجزة.. والعجيب الغريب أنه عندما يفشل إنسان في أي مشروع، «يطبّل ويزمّر» له لسنوات طويلة ثم يسكت كي ينساه الناس… بينما الطفل المعجزة وقح، فإنه بدل أن يسكت و «يأكل» بسكوت… فإنه لا يتوقف عن الكلام على سيرة «بدي وما بدي».

سقط مرتين متتاليتين في دورتين انتخابيتين، وبالرغم من سقوطه ودعم عمّه الجنرال الذي يرى «قبرص» من خلاله لم يهدأ، بل استغل وصول عمّه الى الرئاسة ليغيّر القانون الانتخابي ويفصّل قانوناً غريباً عجيباً أقل ما يمكن القول فيه إنه قانون يحرّض على أن يكره الأخ أخاه. كل هذا لأنه يريد أن يصل الى البرلمان، ووصل الى هدفه، وكما يقولون «ليته ما وصل»، لأنه لم يكتفِ بفشله خارج الندوة البرلمانية بل دخل هذه الندوة ليفشل أكثر وأكثر.

المهم أن 6 سنوات من الفشل انتهت بتدمير البلد، وانهيار الاقتصاد، وبدل أن يكون الذي خرّب البلد وأنفق 65 مليار دولار على مشاريع الكهرباء «في السجن» نراه يصرّح بوقاحة ويقول «ما خلونا». المصيبة لو صدقناه أنهم «ما خلوه» فهل يمكن أن يقول لنا «مين ما خلاه» ومن وقف بدرب هذا العملاق الجبار الذي يشبه شمشون الجبار.

يا جماعة «من رأى أحدكم كذاباً كذب كذبة ومات». لذلك فإنّ الصهر متأثر بوزير إعلام هتلر غوبلز الذي رفع شعار «اكذب اكذب فلا بد من أن يصدقك أحدهم».

في احتفاله الأخير، وفي حفلة مميزة «جلب» عمّه وامرأة عمّه كي يستطيع القول إنّ الناس معه. «ويلي مش مصدّق شوفو الصالة نصفها فاضي ونصفها مليان ومعظم الحضور جاؤوا من أجل عمّه».

قبل أن ينتقل الى المعارضة خسر ثلث الكتلة النيابية التي ادعى زوراً أنها ملكه، ولكن الحقيقة هي ملك «الختيار» عمّه وامرأة عمّه، ولن ننسى الذين ابتعدوا عنه وقالوا إنهم لم يعودوا يستطيعون تحمّل «غلظته» و «تقل دمه وقلة أخلاقه وعنجهيته».

الانتخابات البلدية قادمة حسب قول رجال الدولة، بعد أشهر قليلة، ونقول من الآن: إنّ الفضيحة الكبرى لشعبيته التي يتغنى بها سوف يتأكد منها في الانتخابات من خلال مجموع عدد الأصوات التي سيحصل عليها، والتي حصل عليها في الانتخابات النيابية الأخيرة مقارنة مع عدد الأصوات التي حصل عليها سمير جعجع… لقد تبيّـن الفرق الكبير مع الأخير. فالفاشل هو على كرسي الرئاسة كان سعيداً وهو اليوم بعد خروجه من القصر «يا حرام».

aounikaaki@elshark.com

التعليقات مغلقة، ولكن تركبكس وبينغبكس مفتوحة.