الغارات تدمر المنازل وتقطع أجساد الأطفال.. والاحتلال يعدم أسرى
المقاومة الفلسطينية تستهدف آليات وتجهز على 15 جندياً إسرائيلياً
استفاق قطاع غزة على مجزرة إسرائيلية مروعة، اقترفتها قوات الاحتلال، وشابهت عدة مجازر ارتكبت خلال الأيام الماضية، بعد استهداف منزل متعدد الطبقات يؤوي عددا من العوائل النازحة في شمال قطاع غزة، الذي يتعرض لعمليات “إبادة جماعية”، فيما سقط عدد من الشهداء في عدة مناطق في القطاع، جراء غارات جوية عنيفة، مزقت أجساد الشهداء خاصة الأطفال.
وأعلنت وزارة الصحة أن جيش الاحتلال ارتكب ثلاث مجازر في القطاع وصل منها للمستشفيات 51 شهيدا و164 مصابا خلال 24 ساعة، وذكرت أن عدد ضحايا العدوان ارتفع إلى 43,603 شهداء و102,929 مصابا منذ 7 أكتوبر من العام الماضي.
وفي مشهد مؤلم في جباليا، وضعت جثامين الضحايا قبل نقلها إلى المشفى وتسجيل أسماء الشهداء، في شارع قريب، وقد لفت ببعض الأغطية، في ظل عدم توفر الأكفان شمالي القطاع، وكان الأهالي الذين هبوا لاستخراج الضحايا من تحت الركام يضعون الجثث التي يجري العثور عليها واحدا تلو الآخر، وقد شوهت أجسادهم وتهشمت رؤوسهم وسالت الدماء منها، من شدة الانفجار الصاروخي الذي أدى لانهيار المبنى، فيما جرى جمع جثامين ممزقة لعدد من الضحايا.
إلى ذلك فقد تواصلت هجمات جيش الاحتلال على مناطق شمال قطاع غزة، مع استمرار الحصار المحكم الذي تفرضه قوات الاحتلال هناك، والذي يحول دون وصول الطعام أو الدواء للسكان، وذكرت مصادر محلية أن عددا من الشهداء والمصابين سقطوا في قصف إسرائيلي استهدف منطقة التوبة بمخيم جباليا، فيما سقط عدد من الضحايا أيضا جراء قصف إسرائيلي استهدف تجمعًا للمواطنين عند الدوار الغربي في بيت لاهيا.
وفي السياق، أعلنت هيئة شؤون الأسرى أن جيش الاحتلال أعدم بالرصاص ثلاثة أسرى من غزة، وهم كبار في السن، بعد لحظات من الإفراج عنهم، من بوابة موقع “زيكيم” شمال غزة، حيث قام باستهدافهم قرب مسجد الخالدي على طريق البحر شمال غرب مدينة غزة، لافتا إلى أن شهود عيان أكدوا قيام جيش الاحتلال بإطلاق نار مباشر صوبهم.
وقالت حركة حماس معلقة على مجازر الشمال، إن ما يحدث من مجازر وحرب إبادة وحرب تجويع وانتهاكات واسعة لكل القيم والقوانين والأعراف، “يستدعي موقفاً عاجلاً من قادة الدول العربية والإسلامية الذين يجتمعون في الرياض غدا وتحمل مسؤولياتهم بوقف هذه الجرائم”.
أما في وسط القطاع، فقد استمرت الهجمات العنيفة على مناطق شمال مخيم النصيرات، وتعرضت أحياء المفتي والدعوة لقصف مدفعي عنيف، كما تخلل الهجمات قيام قوات الاحتلال المتوغلة على أطراف “محور نتساريم” بإطلاق النار من رشاشات ثقيلة، وسط تحليق مكثف من الطيران الاستطلاعي “كواد كابتر” الذي أطلق النار بشكل متقطع، فيما هاجمت الزوارق الحربية ساحل المخيم، كما شهدت أطراف مخيمي البريج والمغازي الشرقية والقريبة من الحدود هجمات مماثلة.
وفي جنوبي القطاع، استهدفت قوات الاحتلال من جديد المناطق الشرقية لمدينة خان يونس، وقصفت المدفعية بلدات القرارة وبني سهيلا وعبسان، بالتزامن مع إطلاق آليات الاحتلال المنتشرة قرب الحدود رشقات نارية على تلك المناطق.
وتبنت عدة تنظيمات فلسطينية مسلحة شن هجمات على قوات الاحتلال المتوغلة في قطاع غزة، والإجهاز على عدد من الجنود من المسافة صفر.
وقالت “كتائب القسام” الجناح العسكري لحركة المقاومة الفلسطينية “حماس”، إن ناشطيها أبلغوا بعد عودتهم من خطوط القتال، عن استهداف ناقلتي جند إسرائيليتين بقذيفتي “الياسين 105″ و”تاندوم” واستهداف جرافة عسكرية بعبوة “رعدية” قرب مسجد الشهيد عماد عقل وسط مخيم جباليا شمال القطاع.
وأعلنت كذلك عن تمكن ناشطيها من استهداف قوة صهيونية راجلة قوامها 15 جندياً بقذيفة “آر بي جي” مضادة للأفراد، والإجهاز عليهم من المسافة صفر بالأسلحة الخفيفة والقنابل اليدوية، وذلك في منطقة تقع غرب منطقة الشيماء شمال بيت لاهيا شمال القطاع.