الصديق مروان أسكندر رحل قبل أن يوقع لي كتابه

10

بقلم: حسن صبرا

“الشراع”

قبل ثلاثة اسابيع، غاب الصديق الكبير عن لقاء الثلاثاء، الذي كان الصديق العزيز عبد الله الزاخم يجمعنا فيه على مائدة غداء في مطعم “بوبوف “في الأشرفية.

سألت عن سبب غيابه فعلمت انه نزيل مستشفى رزق في المنطقة نفسها.

قصدته بعد الغداء، فوجدته نائماً وزوجه معه في الغرفة، لحظات ويستيقظ مروان، ليشير لي ان اقترب منه، ليخبرني بصوت خفيض، انه بعد خروجه من المستشفى سيسلمني كتابه الجديد بعد ان يوقعه لي..

في الثلاثاء الثاني، وبعد الغداء التقليدي، توجهت مع الصديق عبد الله إلى منزل العزيز مروان إلى منزله في الأشرفية ايضاً، فتحت الباب لنا السيدة عقيلته، واعتذرت ان مروان نائم، فإحترمنا راحته وغادرنا على امل ان نراه لاحقاً، وفي الوقت نفسه اعتبرنا ان خروج الرجل من المستشفى، مؤشر إلى تحسن حالته الصحية.

لكن الصديق الزاخم يهاتفني صباح اليوم، لينقل لي بكل اسى،  رحيل مروان اسكندر.

رحل علامة البحث العلمي في النفط والمال والاقتصاد … الرجل الصادق الصريح بحماسة الشباب مروان اسكندر وهو يتجاوز الثمانين من عمره ببضع سنوات.

كنا نتحدث عن الكارثة الإنسانية التي حلت بالصديق الراحل بعد رحيل ابنه الوحيد د سامر في باريس التي  كان يعيش فيها مع زوجه الفرنسية وابنته (14 سنة).

كسر رحيل سامر ظهر مروان إسكندر، قبل ان يكسر رجله اثناء محاولته ركوب سيارته في بيروت، فهبطت عليه الكآبة، ولاحقته وهو يعجز عن مقاومتها حتى استسلم لها اليوم الثلاثاء في 4/2/2025

إلى رحمة الله ايها الصديق العلامة، الذي نجحت معه في المحافظة على صداقة طيبة واحترام متبادل، على الرغم من خلافات عميقة في مواقف سياسية.

حسن صبرا

 

التعليقات مغلقة، ولكن تركبكس وبينغبكس مفتوحة.