السعودية في لبنان بعد غياب 15 سنة: تأكيد واضح لدعم انطلاقة العهد
وزير خارجية المملكة: ثقتنا كبيرة بفخامة الرئيس ودولة الرئيس المكلّف
الشرق – تيريز القسيس صعب
تستكمل الزيارات الديبلوماسية في اتجاه لبنان تأييدا لدعم العهد الجديد في تطبيق ما وعد به الرئيس جوزاف عون في خطاب القسم.
وبحسب متابعين للحراك الدولي العربي في اتجاه لبنان، فقد اعتبر مصدر عربي رفيع مرافق لوزير الخارجية السعودي فيصل بن فرحان امس ان هذه الزيارة الاولى لمسؤول رفيع المستوى في المملكة لها دلالات مهمة جدا في اعادة تفعيل العلاقات اللبنانية السعودية.
وقال المرجع: صحيح بعد غياب 15 عاما يعود لبنان ليستحوذ اهتمام المراجع الخارجية، ويؤكد حضوره ودوره بين اشقائه العرب.
واشار إلى أن هذه الزيارة هي باكورة العمل الجدي والصحيح التي تعول عليه المملكة، وهي تاكيد واضح وثابت للدعم الكامل والمطلق لانطلاقة العهد، والوقوف إلى جانب لبنان ومساعدته على النهوض من جديد عبر تطبيق الإصلاحات، والعمل الشفاف.
المصدر الذي رفض كشف اسمه اكد ان محادثات بن فرحان مع المسؤولين في بيروت ركزت في الدرجة الاولى على تطبيق تنفيذ القرارات الدولية، والاتفاقات الدولية التي أوقفت الحرب الاسرائيلية، اضافة الى اهمية الدعم الكامل للمؤسسات الأمنية وبشكل خاص الجيش اللبناني للقيام بواجبه وتوسيع انتشاره على الحدود.
وكشف المصدر عن نية المملكة إعادة تفعيل الهبة السعودية التي تم تجميدها إبان ثورة 17 تشرين وما تبعها، اضافة الى تعهدها في المساهمة في اعادة إعمار الجنوب وذلك عبر انشاء صندوق ائتماني بإشراف دولي.
اما في ما خص تشكيل الحكومة، فقد نفى المصدر أن يكون بن فرحان بحث وعون في مسألة تشكيل الحكومة الأولى للعهد، لكنه اكد في المقابل ان المملكة حريصة جدا ان يكون أعضاء هذه الحكومة أشخاص ذوي اختصاص وشفافين، وان يعطوا الأولوية في عملهم للاصلاحات المطلوبة بهدف إطلاق عجلة الحركة الاقتصادية في البلاد، وتحقيق المساواة بين كافة فئات الشعب.
وأشار المصدر إلى أن السعودية على تواصل مستمر مع اصدقائها وحلفائها لا سيما مع فرنسا وغيرها من الدول الغربية لمساعدة العهد الجديد في الانطلاقة الصحيحة خصوصا وان ولي العهد محمد بن سلمان كانت له اليد الطولى في الوقوف إلى جانب لبنان ومساعدته، وذلك أن عبر التعهدات التي أعطاها من خلال مؤتمر الدعم الذي عقد العام الفائت في باريس، او من خلال الاتفاق الاخير الأميركي الفرنسي الذي اوقف الحرب على لبنان.
وكان الوزير فرحان والوفد المرافق وصل إلى قصر بعبدا، والتقى رئيس الجمهورية العماد جوزاف عون الذي شكر «الجهود التي بذلتها المملكة العربية السعودية لمساعدة لبنان، لا سيما لجهة إنهاء الفراغ الرئاسي»، معتبرا ان هذه الزيارة «رسالة أمل»، مستذكرا الروابط التاريخية بين لبنان والمملكة، معربا عن أمله في أن تتعزز العلاقات الثنائية بين البلدين وتزداد قوة في المجالات كافة.
في مستهل اللقاء، نقل وزير الخارجية السعودي تحيات خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز وولي العهد الأمير محمد بن سلمان بن عبد العزيز إلى الرئيس عون بانتخابه رئيساً للجمهورية، وتمنياتهما له بالتوفيق في قيادة لبنان نحو مرحلة جديدة من الازدهار والنمو والرخاء.
وأكد الوزير بن فرحان «حرص القيادة السعودية على أن يعود لبنان كما كان نبراسا في المنطقة ونموذجا للتعايش والازدهار»، منوها بقيادة الرئيس عون وبخطاب القسم الذي وضع البوصلة في الطريق الصحيح. وأكد «أن المملكة ستكون إلى جانب لبنان وستتابع مسيرته الجديدة خطوة بخطوة، وستعمل مع شركائها في هذا الاتجاه». وقال:
وأعلن بن فرحان «ثقتنا كبيرة بقدرة فخامة الرئيس ودولة رئيس الوزراء المكلف بالشروع في الإصلاحات اللازمة لتعزيز أمن واستقرار ووحدة لبنان».
وتابع: «كما تطرقت خلال حديثي مع فخامته إلى أهمية الالتزام باتفاقية وقف إطلاق النار، بما يشمل الإنسحاب الكامل لقوات الاحتلال الإسرائيلية من الأراضي اللبنانية. وأكد «نحن متفائلون بتكاتف القيادة اللبنانية لاغتنام الفرصة والعمل بجدية لتعزيز أمن لبنان وسيادته والحفاظ على مؤسساته ومكتسباته».
كلمة في السجل
وعند إنتهاء اللقاء، دوَّن وزير الخارجية السعودي كلمة في السجل الذهبي للقصر الجمهوري: «بسْمِ اللهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ.
سعدت وتشرفت بتواجدي في الجمهورية اللبنانية الشقيقة، راجيا المولى عز وجل أن يُوفّقنا جميعاً لتحقيق تطلعات قيادتي البلدين وتعزيز وشائج العلاقات بينهما في كل المجالات. والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.»
عين التينة: ومن بعبدا، توجه بن فرحان والوفد المرافق الى مقر الرئاسة الثانية في عين التينة، واستقبله رئيس مجلس النواب نبيه بري في حضور مستشار وزير الخارجية السعودي المكلف بالملف اللبناني الأمير يزيد بن محمد بن فهد الفرحان والسفير السعودي لدى لبنان وليد بخاري والنائب علي حسن خليل حيث جرى عرض للأوضاع في لبنان والمنطقة والمستجدات السياسية والعلاقات الثنائية بين لبنان والمملكة العربية السعودية.
السرايا الحكومية: كما زار الوزير السعودي، رئيس الحكومة نجيب ميقاتي في السرايا. وتمنى ميقاتي في خلال الاجتماع «أن تكون زيارة معالي الوزير فاتحة لعودة جميع الاخوة السعوديين الى لبنان».
الرئيس المكلف : وزار بن فرحان الرئيس المكلف تشكيل الحكومة نواف سلام،في دارته في قريطم، وهنأه بتكليفه، وأكد «وقوف المملكة الى جانب لبنان»، متمنيا على «اللبنانيين تغليب المصلحة العليا على المصالح الضيقة والسير في الإصلاحات الضرورية».
من ناحيته، رحب الرئيس سلام بالوزير بن فرحان، مشددا على «دلالة هذه الزيارة بعد 15 سنة على آخر زيارة لوزير خارجية سعودي الى لبنان».
التعليقات مغلقة، ولكن تركبكس وبينغبكس مفتوحة.