الساعات الفاصلة ستكشف ملامح المرحلة المقبلة

رهان على الديبلوماسية لإبعاد شرارة الحرب

42

كتبت تيريز القسيس صعب

الشرق – كشفت مصادر ديبلوماسية اممية ان الاتصالات والمشاورات الدولية وصلت إلى ذروتها قبيل انعقاد جلسة مجلس الامن اليوم والمخصصة لبحث الاعتداء السيبراني الذي تعرض له لبنان منذ ليل الثلاثاء الماضي. وقال المصدر الذي يرفض تسميته والذي يشارك في جلسة مجلس الامن والتي ستعقد في مبنى الجمعية العمومية في نيويورك بناء على طلب لبنان، ان الديبلوماسية الغربية واصدقاء لبنان من دول عربية شقيقة وصديقة ودول اوروبية حركوا عجلات اتصالاتهم بهدف الخروج بقرار اممي مشرف وعلى مستوى الحدث الامني الخطير. واشار إلى أن وزير الخارجية عبدالله بو حبيب والذي وصل إلى نيويورك لترؤس وفد لبنان أحضر ورقة سيتم توزيعها على أعضاء مجلس الأمن تفند بالوقائع الحثية تطورات الأحداث عند الحدود الجنوبية بين لبنان واسرائيل، ويفند فيها مجريات الاعتداءات الاسرائيلية اليومية على الأراضي اللبنانية وصولا الى عملية الاختراق الأمني الخطير الذي تعرض له الشعب اللبناني خلال اليومين الماضيين. واكد ان هذه العملية الاسرائيلية ضربت عرض الحائط كل الجهود الدولية التي كانت تبذل توصلا لوقف لاطلاق النار في غزة والذي سينعكس بطبيعة الحال على الوضع الميداني في الجنوب، وان إسرائيل أعادت الامور إلى نقطة الصفر، وتخطت كل القيم والاعراف الدولية في اعتداءاتها على لبنان والشعب اللبناني، متجاوزة كل المواثيق الدولية لحقوق الانسان. واشار المرجع ان من حق لبنان التقدم بشكوى ضد أعمال إسرائيل الاجرامية، كما من حقه الدفاع عن نفسه عبر الوسائل المتاحة اليه. في المقابل، اعتبر الديبلوماسي الاممي انه لا يجوز اطلاقا لأعلى مرجع دولي في العالم ان يبقى صامتا امام هول ما يحصل ان في لبنان او غزة، وان يبقى متفرجا لا خطة له، ولا تحركا من شأنه ردع إسرائيل واتخاذ اجراءات عملية وصارمة بحقها.

فالساحة الدولية مشرعة لإسرائيل في استخدام ما تشاء، وفي استكمال مخططاتها واهدافها في المنطقة. وعلى الخط نفسه، وتحضيرا لاجتماع اليوم في الامم المتحدة لم يبد المصدر تفاؤلا كبيرا في توصل المجتمعين على الاجماع في اصدار قرار او بيان في نهاية اجتماعهم. وقال ان الامور ما زالت ضبابية على الرغم من تضامن عدد كبير من الدول مع لبنان، لكنه اكد ان الجهود الديبلوماسية اللبنانية والدولية تصب في إمكانية التوصل الى قرار دولي الزامي تحت بند الفصل السابع يدين اسرائيل على جرائمها وافعالها ضد الشعب اللبناني من دون استعمال حق الفيتو. والا، فنحن أمام خيار صدور قرار غير ملزم في التنفيذ تحت الفصل السادس، وفي حال تعذر ذلك لأسباب سياسية لبعض الدول، فإننا امام صدور بيان عن رئيس مجلس الامن حول الاجتماع لن يقدم ولن يؤخر في شيئ، إنما يكون في مثابة تسجيل موقف مؤيد للبنان يدين الاعتداءات الاسرائيلية على سيادته وارضه ويدعو الاطراف كافة العمل معا في تنفيذ القرار 1701.

فالساعات الفاصلة ستكشف ملامح المرحلة المقبلة على الرغم من ان الجميع يعول على أن الجهود الديبلوماسية لابعاد شرارة الحرب الاقليمية في الشرق الاوسط ما زالت قائمة وبزخم قوي، وآخرها اللقاء الذي جمع امس في العاصمة الفرنسية مسؤولين وديبلوماسيين، من الولايات المتحدة، فرنسا، ألمانيا، إيطاليا، والمملكة المتحدة لبحث القضايا المتعلقة بلبنان ومسار المحادثات بشأن الهدنة في غزة. واشارت مصادر ديبلوماسية أوروبية إلى أن المجتمعين سيتناولون الجهود الديبلوماسية التي تبذل لوقف إطلاق النار في غزة ونتيجة محادثات وزير الخارجية انطوني بلينكن في القاهرة واسرائيل، اضافة الى الاعتداءات الاسرائيلية على الأراضي اللبنانية والتهديدات المتواصلة لاجتياح الجنوب بعد الاختراق الأمني الفاضح في اليومين الفائتيين. وفي هذا الاطار التقى بلينكن في باريس الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون وتناول البحث جلسة مجلس الامن اليوم، في محاولة فرنسية لمنع اي فيتو اميركي ضد اي قرار داعم للبنان.

Tk6saab@hotmail.com

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.