الراعي: غاية المطالبين بتعديل الدستور السيطرة على الدولة وليس تحديث النظام

12

قال البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي في عظة الاحد في قداس الأحد في بكركي: «الكل يطالب بتغيير النظام في لبنان، لكنّ اللبنانيّين يختلفون على تعريف النظام الذي يريدون تطويره، وعلى توقيت إطلاق هذه الورشة المفعمة بالمغامرات والمفاجآت. نحن نعيش في ظلّ نظام ديمقراطيّ برلمانيّ لا غبار عليه، وفي ظلّ صيغة تعايش مسيحيّ-إسلاميّ نموذجيّة، وفي ظلّ ميثاق وطنيّ يرعى النظام والصيغة».  أضاف الراعي: «عاش لبنان مراحل نشوئه واستقلاله واستقراره على ثلاثيّة: النظام والصيغة والميثاق. لم تكن الديموغرافيا معيار هذه الثلاثيّة بل الشراكة. وكانت الخلافات ذات طابع قوميّ مستقلّ عن الديموغرافيا. وكانت التعدّدية والفدراليّة والمركزيّة، حتى السبعينيات الماضية، مفردات غريبة عن قاموسنا السياسيّ والدستوريّ. كان العدد تعبيرًا حسابيًّا لا وطنيًّا. كان للفكرة اللبنانيّة فلاسفتها، وللعروبة روّادها». وتابع: «غاية البعض هي السيطرة على الدولة، وليست تحديث النظام. يوم يصبح العدّ والطائفة معيار التقدّم تموت الحضارة. وحين يصبح تطوير النظام انتزاعَ الحكم، تولد الحرب الأهليّة».

وختم الراعي: «إنّ بعض الذين يطالبون بالتغيير الدستوريّ يرمون إلى توسيع سلطتهم في إدارة الدولة، لا إلى تحسين الدولة. المطلوب اليوم أن تتنازل الطوائف للدولة، لا الدولة للطوائف، وأن يحضن الطرفان المواطنين الباحثين عن دولة مدنيّة. فدور المواطن هو الغائب في دولة لبنان (…)».

وبعد قداس الاحد، التقى البطريرك الراعي في بكركي وفدًا ضخمًا من مجموعة العمل من اجل لبنان «atfl». وخلال اللقاء جرى عرض للأوضاع في لبنان والمنطقة مع التشديد على ضرورة تنفيذ اتفاق وقف إطلاق النار، وقد شدد الوفد على اهمية دور الجيش اللبناني في تنفيذ القرار 1701.

وعقب اللقاء المطوّل الذي دام ساعة تقريباً، عقد البطريرك لقاء مع المدير العام للأمن العام اللواء حسن شقير.

التعليقات مغلقة، ولكن تركبكس وبينغبكس مفتوحة.