الراعي: ثقافتنا أن نكون صنّاع سلام ودعاة تفاوض لا خلافات

16

قال البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي، في عظة القاها في القداس السنوي التقليدي على نية فرنسا في بكركي: “(…) عرف أبناء الكنيسة وبناتها عبر الألفي سنة إيجابيّات وسلبيّات في الإيمان والعمل. وهذا ما يجري على مسرح العالم. نذكر مآسي الحروب بين أوكرانيا وروسيا، وبين إسرائيل وفلسطين، والدول تدعم من هنا وهناك، بدون أيّ رؤية سلام، فيما الضحايا البشريّة تتكاثر، والدمار يتّسع والخسائر لا تُحصى”.

أضاف: “ولا ننسى مأساة لبنان الآتية من تدخّلات خارجيّة متفاعلة مع داخليّة أفقدته حياده الإيجابيّ الناشط. والجنوب اللبنانيّ ضحيّة بريئة في كلّ هذا. في هذه المآسي نتذكّر كلمة الربّ يسوع المشجّعة: “سيكون لكم في العالم ضيق، لكن تشجّعوا أنا غلبت العالم” (يو 16: 33). إنّنا نصمد بقوّة الفضائل الإلهيّة الثلاث: الإيمان والرجاء والمحبّة”.

وأِشار الراعي الى “ان فرنسا بالنسبة إلينا وإلى العالم علامة رجاء لقيم الحريّة والمساواة والأخوّة. نصلّي لكي تبقى مشعلًا ينير الطرقات نحو عالم أفضل، وإنسانيّة جديدة (…)”.

وأقام الراعي مأدبة غداء على شرف السفير هيرفي ماغرو واركان السفارة.

وكان الراعي قد ترأس قداس الفصح يوم الاحد، وألقى عظة، مما قال فيها: “(…) ثقافتنا أن نكون صنّاع سلام لا حرب، دعاة تفاوض لا خلافات. بأيّ حقّ يجتاح حكّام الدول وحاملو الأسلحة بيوتًا فيهدمونها ويقتلون أهلها ويشرّدون سكّانها؟ كيف يمكن القبول بهذا القتل والهدم المبرمج في غزّة وساكنيها؟”.

وسأل: “أليس ما نراه هناك جريمة ضّد الإنسانيّة؟ وفي لبنان يجب بذل كلّ الجهد لئلّا يُستدرج وطننا إلى حرب تطال جنوبه وأماكن أخرى. السلام الذي يشكّل في الأصل رسالة لبنان لا يعني فقط انتفاء الحرب، بل أيضًا السلام السياسيّ الذي يؤمّن الخير العام، والسلام الإقتصاديّ الذي يوفّر مستوى مرموقًا لحياة المواطنين، والسلام الإجتماعيّ الذي يؤلّف جماعة وطنيّة تعيش معًا بالإحترام المتبادل والتعاون وبروح الأخوّة الإنسانيّة، والسلام الغذائيّ الذي يوفّر للمواطنين سلامة غذائهم بمستوى أعمارهم (…)”.

التعليقات مغلقة، ولكن تركبكس وبينغبكس مفتوحة.