الرئيس القبرصي زار السرايا وعين التينة متفهماً “موقف لبنان من ملف النازحين”

بري: محادثات جيدة وتعاون مثمر .. ميقاتي: لمعالجة جذرية لأزمات اللاجئين

82

أكد رئيس جمهورية قبرص نيكوس خريستودوليدس “إن قبرص تتفهم الاوضاع اللبنانية وحساسية الموضوع بالنسبة الى لبنان وأهمية الحل النهائي والشامل لموضوع النازحين السوريين، عبر الضغط على الاتحاد الأوروبي والمحافل الدولية لاستيعاب التحديات التي يواجهها لبنان”، وقال: وفي الوقت نفسه نحن نتفهم موقف لبنان الرسمي بأن الحل النهائي لن يتم الا عبر عودتهم الى أراضيهم، خصوصا ان هناك مناطق معينة أصبحت امنة في سوريا، وأكثرية النازحين هم نازحون اقتصاديون وعلى المجتمع الدولي والمنظمات الدولية العمل لتمويل مشاريع إنمائية في سوريا وتحفيز عودتهم الى بلادهم لحل هذه الأزمة التي لا تضرب أمن لبنان وقبرص فقط بل أمن البحر المتوسط”.

وشدد الرئيس القبرصي على “ان بلاده تدعم لبنان في كافة المحافل الدولية عبر زيادة الدعم التقني والمادي لمؤسسات الدولة اللبنانية بما فيها الجيش اللبناني”.

وصل الرئيس خريستودوليدس، الى بيروت أمس في زيارة ليوم واحد، وكان في استقباله على أرض المطار رئيس الحكومة نجيب ميقاتي وانتقلا الى السراي، حيث عقدا اجتماعا ثنائيا أعقبته محادثات موسعة شارك فيها عن الجانب اللبناني وزير الداخلية والبلديات القاضي بسام مولوي، قائد الجيش العماد جوزاف عون، سفيرة لبنان في قبرص كلود الحجل، المدير العام لرئاسة الجمهورية انطوان شقير، الأمين العام لمجلس الوزراء القاضي محمود مكية، المدير العام لقوى الأمن الداخلي اللواء عماد عثمان، المدير العام للامن  العام بالانابة اللواء الياس البيسري، مستشارة وزارة الخارجية والمغتربين فرح الخطيب ومستشار الرئيس ميقاتي زياد ميقاتي.

وقد اعتذر عن عدم المشاركة في الاجتماع وزير الخارجية والمغتربين عبدالله بو حبيب لوجوده في زيارة رسمية الى اليونان. كذلك اعتذر وزير الدفاع الوطني موريس سليم عن المشاركة.

وعن الجانب القبرصي شارك وزير الخارجية كوستاندينوس كومبوس، وزير الداخلية كوستانتينوس يوانو، سفيرة قبرص في لبنان ماريا حاجي تيودوسيو، الناطق باسم الحكومة  كوستانتينوس ليتمبيوتيس، وقائد الجيش القبرصي الجنرال جورج تسيتسيكوستاس.

وأكد الرئيسان خريستودوليدس وميقاتي “حرص لبنان وقبرص على العلاقات التاريخية والاخوية بينهما، وسعيهما المشترك للحفاظ على أمن الدولتين وشرق البحر المتوسط”. وشددا على “أهمية إيجاد حل شامل ومستدام لازمة النازحين السوريين وما تتركه من انعكاسات على دول المنطقة وفي مقدمها لبنان وقبرص”.

وبنتيجة المحادثات تم التوافق على ان تقوم قبرص بمسعى لدى الاتحاد الاوروبي لوضع “اطار عملي” مع لبنان على غرار ما حصل بين الاتحاد الاوروبي وكل من مصر وتونس، ومن شأن هذه الخطوة المرتقبة منح الحكومة اللبنانية المزيد من المساعدات الضرورية واعطاء النازحين السوريين حوافز للعودة الى بلدهم.

وفي خلال الاجتماع، رحب رئيس الحكومة بالرئيس الضيف(…)، وقال: “أنا على ثقة من أن مناقشاتنا وتفاعلاتنا ستعزز أواصر التعاون والتآزر بين لبنان وقبرص. وإن وجودكم هنا هو شهادة على أهمية علاقاتنا الثنائية، وأنا حريص على الدخول في حوار مثمر وبناء خلال فترة وجودكم في بلادنا من أجل توثيق العلاقات المشتركة وإيجاد حل مستدام لملف النازحين من لبنان واليه”. أضاف: “لدى لبنان وقبرص مصلحة مشتركة في معالجة التحديات التي يواجهانها بفعل الهجرة غير الشرعية، وهناك إمكانية للتعاون في تمكين المؤسسات المختصة من ضبط الحدود البحرية. لبنان وقبرص عضوان فاعلان في المنظمات الإقليمية مثل جامعة الدول العربية والاتحاد الاوروبي، حيث سيرفعان الصوت للمساعدة في بلورة الحلول المطلوبة للقضايا المشتركة.

وقال: “باعتباره أحد أكبر البلدان المضيفة للاجئين من حيث عدد السكان، يتحمل لبنان أعباء متعددة ليس لها تأثير فوري على أمنه واستقراره فحسب، بل على وجوده المستقبلي. فواقعنا الديموغرافي فريد من نوعه، ولبنان لا يستطيع تحمل أي تغيير في هذا الواقع”.

وشدد ميقاتي على ضرورة “أن يتخذ الاتحاد الأوروبي وسائر المجتمع الدولي اليوم خطوات جديدة ويعيدوا النظر في سياساتهم بشأن أمن سوريا، لان معظم مناطق سوريا أصبحت آمنة لعودة النازحين اليها”. وقال: “يبذل الجيش والقوى الامنية اللبنانية قصارى جهدهم لوقف الهجرة غير الشرعية، ولكن لا يمكن تحقيق ذلك إلا من خلال عودة اولئك الذين يبحثون عن الأمان الى المناطق الامنة في سوريا او تأمين إقامتهم في بلد ثالث. ومن الضروري أيضا بذل المزيد من الجهود لمعالجة الأسباب الجذرية لأزمات اللاجئين. وسيعمل البلدان عبر المنطمات الدولية لدعم سياسات منع عمليات النزوح في المستقبل وتعزز السلام والاستقرار الدائمين في شرق البحر الأبيض المتوسط”.

بدوره، أعرب الرئيس القبرصي عن أهمية الزيارة الأخوية التي يقوم بها مع وفد حكومي الى لبنان، مشددا على “أن سياسة الجوار التي تعتمدها قبرص مع لبنان قائمة على الاخوة التي تربط العلاقات التاريخية التي تربط البلدين”. وقال: “إن زيارتي للبنان هي الاولى بعد تولي رئاسة الجمهوربة، وتأتي في أعقاب التطورات الأخيرة الحاصلة جراء الإعداد الكبيرة للنازحين والمهاجرين السوريين غير الشرعيين، الذين ينطلقون من السواحل السورية او عبر الساحل اللبناني والمراكب غير الشرعية التي تنطلق من السواحل اللبنانية الى دولة قبرص”.

ومن السراي، توجه الرئيس القبرصي الى مقر الرئاسة الثانية في عين التينة، حيث استقبله رئيس مجلس النواب نبيه بري، مع الوفد المرافق، حيث تم عرض للأوضاع العامة في لبنان والمنطقة، إضافة الى العلاقات الثنائية بين لبنان وقبرص والقضايا ذات الإهتمام المشترك بين البلدين.

بعد وداعه الرئيس القبرصي، رد الرئيس بري على أسئلة الإعلاميين، وقال: “إن المحادثات كانت جيدة جدا”. ونفى ان “يكون هناك عتب من قبل الجانب القبرصي”، وقال: “بالعكس هناك تعاون مثمر”.

وأشار رئيس المجلس الى “أن التطورات في الجنوب وقطاع غزة والوضع الفلسطيني ككل كانت حاضرة في اللقاء”.

وحول إمكانية حصول حلحلة في الملف الرئاسي بعد عطلة الاعياد؟ أجاب بري: “ان شاء الله”.

وكان وزير الداخلية والبلديات القاضي بسام مولوي ونظيره القبرصي كوستانتينوس يوانو قد عقدا اجتماعا ثنائيا على هامش محادثات السرايا تناول القضايا المشتركة بين البلدين.

بدوره، قائد الجيش العماد جوزاف عون عقد اجتماعا مع نظيره القبرصي الجنرال جورج تسيتسيكوستاس، تم في خلاله البحث في التعاون الامني بين البلدين.

 

التعليقات مغلقة، ولكن تركبكس وبينغبكس مفتوحة.