الدخول إلى رفح … ليس كالخروج منها…

70

كتب عوني الكعكي:

لا نبالغ حين نقول: إنّ الدخول الى رفح ممكن وبسهولة لأسباب عدّة:

أولاً: إسرائيل تملك أكبر أسطول طيران عسكري في الشرق الأوسط، يحتوي على كل أنواع الطائرات الأميركية الحديثة، والبعض منها لا يوجد إلاّ مع الجيش الأميركي مثل F-35… وهي أحدث وأخطر طائرة عسكرية في العالم ومن الصعب جداً منافستها.

ثانياً: أسطول الدبابات الحديثة الذي يمتلكه الجيش الاسرائيلي، وأهمها الميركاڤا، التي تعتبرها إسرائيل من أهم الدبابات في العالم والتي يبلغ سعر الواحدة منها 5 ملايين دولار.

ثالثاً: الخطة أصبحت معروفة… تبدأ بقصف عشوائي لعدّة ساعات بعد حرق الأخضر واليابس وتدمير كل البيوت والمباني بحيث تصبح بيوت مدينة رفح كلها مهدّمة.. ثم يبدأ دخول الدبابات، لأنّ الجيش الاسرائيلي من الجيوش “الجبانة” التي تريد أن تربح الحرب من دون خسائر بشرية.

رابعاً: عامل الخوف الذي يزداد يومياً خصوصاً بعدما خسر الجيش الاسرائيلي خلال 8 أشهر أكثر من 2000 قتيل، وجُرح عشرة آلاف من جنوده لأوّل مرّة في تاريخ الحروب الاسرائيلية – العربية… وإذا ما قيست هذه الخسائر بحربي 1948 و1967 وحرب 1973 فإنها تعتبر الأكثر فداحة بتلك الحروب التي تبدو أنها ليست حروباً بالمعنى الحقيقي، لأنّ الخسائر الاسرائيلية كانت ضئيلة جداً فيها.

لذلك، فإن هذه الحرب اليوم قلبت جميع المقاييس، وأصبحت إسرائيل تحسب مليون حساب لكل عدوان تخطط له.

خامساً: اللافت ان حروب إسرائيل، كما قلنا، سريعة وتحرز فيها النصر، فعلى سبيل المثال “حرب الأيام الـ6” عام 1967، حين استطاع الجيش الاسرائيلي الانتصار على 3 جيوش عربية هي: الجيش المصري واحتلال صحراء سيناء، والجيش السوري واحتلال القنيطرة وهضبة الجولان التي تشرف على كامل فلسطين، فمن يحتل هضبة الجولان يعتبر انه يحتل كامل فلسطين، والجيش الاردني حيث احتلت إسرائيل الضفة الغربية وقطاع غزّة والقدس. كل ذلك كما قلنا خلال 6 أيام..

أما اليوم، وبعد مرور 8 أشهر على حرب غزّة، فيقف الجيش الاسرائيلي عاجزاً عن احتلال غزّة بالكامل.

وما نقوله اليوم، وما يؤكد كلامنا ان شمال مدينة غزّة وبعد احتلالها منذ بداية حرب “طوفان الأقصى” واحتلال منطقة جباليا شمال مدينة غزّة وإعلان إسرائيل انها استطاعت السيطرة على المنطقة، رأينا كيف جرت عمليات عدّة خلال الأيام الأخيرة تكبّد فيها الجيش الاسرائيلي خسائر فادحة رغم همجيته في الهجوم وقصفه العشوائي، خصوصاً ما حدث أخيراً من قصف مدمّر لخيم النازحين في رفح، حيث أفاد عاملون بوزارة الصحّة الفلسطينية ان هناك ما لا يقل عن 35 شهيداً جرّاء الغارات الاسرائيلية العنيفة التي شُنّت على نازحين فلسطينيين يوم الاحد الماضي جنوب قطاع غزة وتحديداً في رفح.. في حين أنّ آخرين أصيبوا وجلّهم من النساء والأطفال.

هذا العدوان جاء بعد يوم واحد من إصدار محكمة العدل الدولية أمراً لإسرائيل بإنهاء هجومها على رفح والانسحاب من القطاع حيث يسكن في رفح اليوم ما لا يقل عن ما بين 2 الى 3 ملايين نسمة يبحثون عن مأوى.

الهجمات الاسرائيلية خلّفت دماراً هائلاً… جيش الاحتلال الاسرائيلي اعترف بالهجوم على مخيم للنازحين تسبب في مقتل عدد كبير من الفلسطينيين، لكنه -كعادته- نفى أن يكون قد هاجم المدنيين وقال بأنه هاجم قادة لـ”حماس” كانوا متواجدين في المنطقة المقصوفة.

وأعلنت وزارة الصحّة الفلسطينية انها لا تزال تبحث عن الشهداء والمصابين، وأنّ عمّالها يتابعون عمليات البحث بين الانقاض في منطقة تل السلطان البعيدة 102 ميل عن وسط مدينة رفح.

وكأنّ بنيامين نتانياهو لم يتعلّم من الدرس أو انه مصمّم على متابعة مسيرته خوفاً من السجن، لذا فإنّ الخسائر الاسرائيلية باتت كبيرة جداً، فقد خسرت 101 دبابة خلال أسبوع وأكثر من 40 جندياً.. وبالتأكيد، فإنّ إسرائيل لا تعترف بالأرقام دائماً.. وكي تعرف خسائر الجيش الاسرائيلي فأنت بحاجة أن تضرب الأرقام الاسرائيلية بـ4 مرّات أو 5 مرّات..

أخيراً، أنصح إسرائيل وعلى رأسها مجرم المجرمين السفاح بنيامين نتانياهو أن يذهب الى الاتفاق السياسي مع أبطال “طوفان الأقصى” وخصوصاً مع البطلين محمد الضيف ويحيى السنوار، لأنّ الحل الوحيد للوصول الى الافراج عن الرهائن هو الاتفاق مع البطلين المذكورين السنوار والضيف، وأي طريق غير هذا الطريق سيكون عبر مزيد من الضحايا من الفلسطينيين ومن الاسرائيليين ومن الرهائن على حد سواء.

aounikaaki@elshark.com

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.