الخسائر الزراعية في الجنوب والبقاع كارثية والحويك ” للشرق” يتخوف من فرض حصار برّي بعد القصف التي يطال المعابر بين لبنان وسوريا

35

كتبت ريتا شمعون

الصمود … أليس هذا أهم موضوع اليوم ، كم كنا نتمنى أن تركز حكومة تصريف الأعمال على هذا الموضوع ، أليس من ابسط قواعد الصمود المحافظة على فرص العمل في كل القطاعات الإنتاجية لا سيما منها الزراعية.

ففي ظل التطورات السريعة والكبيرة وقد ندخل في نفق أسود، سيدفع كل لبنان ثمنه، ثمة مخاوف جدية من مخاطر انقطاع السلع الأساسية، سواء من الخارج أو بين المناطق اللبنانية ، مما ينذر باحتمال فرض حصار بحري وجوي وبرّي على لبنان الذي في حال حصل سنكون أمام مشكلة كبيرة جدا .

من حوالى الأسبوعين استهدفت غارة إسرائيلية، محيط معبر المصنع اللبناني الحدودي مع سوريا، ما ادّى الى قطع الطريق الدولية بيروت-دمشق التي تعدّ ممراً رئيسيا للحاجات الإنسانية فضلا عن أنه معبر حيوي وممر أساسي للصادرات اللبنانية والتبادلات التجارية لا سيما الزراعية منها مع سوريا والأردن والعراق.

وقد  بدأت  تتأثر سلاسل التوريد الخاصة بالقطاع الزراعي المحلي منذ توسع الحرب في 17 أيلول الماضي ، إلا  أنه لغاية الآن كل المنتوجات متوفرة ، ولكنها معرّضة أن تنخفض بسبب إنخفاض المساحات الزراعية، ومع ذلك تتقدم سلامة الناس كل أولوية اليوم ، وبالتالي لم نعد نحسب الخسائر.

فبعد أن انحصرت وجهة تصدير الخضار والفاكهة اللبنانية برا بسوريا والأردن والعراق، يخشى المزارعون من أن يلحق إغلاق معبر المصنع خللا بالكميات التي تحتاجها أسواقها وفي أوقات وصولها، وقد يحتاج المزارع اللبناني الى جهد إضافي ليتأقلم مع الواقع الجديد .

ففي ظلّ الحرب الدائرة ، توقفت الزراعة حاليا في مناطق عدة من لبنان ، هذا القطاع الذي حقّق إنماءً كبيرا في قرى الشريط الحدودي يقف اليوم في مهبّ الحرب، خسائر بالجملة تلحق بالمزارع وقد شرّدته الحرب وأبعدته عن حقوله.

في هذا الإطار، يقول رئيس جمعية المزارعين اللبنانيين أنطوان الحويك، في حديث لجريدة ” الشرق” ، إن الإعتداءات الإسرائيلية التي استهدفت محيط معبر المصنع اللبناني الحدودي مع سوريا، أدّت الى  قطع الطريق الدولية بيروت-دمشق التي تعدّ ممراً رئيسيا للصادرات اللبنانية والتبادلات التجارية، وزادت معاناة وخسائر المزارعين، متخوفا من سيناريو أوسع باستهداف المعابر الحدودية النظامية ” معبر الدبوسية، العريضة، معبر جوسيه، معبر تلكلخ، ومعبر مطربا “في الواقع تسهل هذه المعابر الحركة التجارية والسياحية في مختلف المناطق بين البلدين واستهدافها بشكل متواصل يعرض لبنان لحصار برّي، مشيرا الى أن الضرر جراء ضرب المعابر سيكون على لبنان تأثيرا سلبيا يمنع حركة التصدير للمنتجات الزراعية وغيرها من المنتجات.

وأكثر من ذلك، يتجاوز الخوف من إغلاق المعابر الشرعية الحدودية لتصل الى تقطيع الأوصال وضرب طرق النقل التي ترتكز عليها سلاسل التوريد، هذا الأمر حتما سينعكس على السوق المحلية،  مما يؤثر على توصيل المزروعات الى المناطق، قائلاً: كان ينبغي على الدولة أن تكون حاضرة لهذا الوضع في خطة الطوارىء، من خلال تأمين برّادات في كل قضاء ،  ومستودعات بحسب حاجة كل منطقة من أنواع الإنتاج الزراعي يمكن ان تكفيها إذا توقفت سلاسل التوريد عن العمل في حال أقفلت المعابر البرية، والحفاظ على الأمن الغذائي لكل محافظة، منتقدا بشدة خطة الطوارىء التي وضعتها الحكومة اللبنانية.

ويؤكد الحويك، رغم قساوة المشهد، أنه ما زال نقل الإنتاج  ممكنا حاليا من البقاع وعكار من خضر وبطاطا وبصل وإنتاج حيواني ، الى المناطق اللبنانية الأخرى، لافتا الى ان جميع أنواع الخضار والفواكه اللبنانية متوفرة، فمن بين عشرات أصناف الخضر والفاكهة التي يستوردها لبنان عبر معبر العبودية من سوريا، ” الرمان، والعنب، الليمون والحامض” .

وكشف، ان معدل الإستهلاك  في هذه الفترة وصل الى أدنى مستوياته  في الجنوب وقسم كبير من البقاع مشيرا الى أن نسبة النزوح  الكبيرة من تلك المناطق الى مناطق أكثر أمانا ،  ووجود النازحين في  مراكز الإيواء تؤمن البرامج والمبادرات للنازحين وجبات غذائية ساخنة  لا داعي في هذه الحال لشراء الخضر والفاكهة.

ولا يتوقع الحويك ، أن ترتفع أسعار المنتوجات الزراعية في هذه الفترة، لأن الإستهلاك في الأسواق المحلية أقل بكثير مما كان عليه في السابق، فنحن اليوم خسرنا أسواق عدة في الجنوب والبقاع ، وكذلك انعكس هذا الواقع على المزارعين الذين يقومون أحيانا بتلف مزروعاتهم.

وعن حجم الخسائر، يؤكد الحويك، أن الخسائر الزراعية في الجنوب كارثية،  والأعمال في الحقول تعطلت مشيرا أن لا أرقام دقيقة عن حجم الخسائر، مضيفا: ان الأضرار ستنكشف بعد توقف الحرب.

وتابع، قد حدّ الإعتداء الإسرائيلي المستمر من قدرة المزارعين والأسر على قطف الزيتون مشيرا الى ان المساحة الإجمالية التي تغطيها بساتين الزيتون في الجنوب تمثل حوالى 25% من إجمالي المساحة الزراعية المستخدمة في لبنان، وما يفاقم الأزمة الزراعية، هو أن توسع الحرب قد وقع، في لحظة يمر الموسم الزراعي فيه في فترة حرجة، بسبب تزامنه مع فترة الأنشطة الزراعية بما في ذلك ، ” الحصاد والحرث وزراعة المحاصيل وريها متخوفا ان ينسحب الأمر على المواسم المقبلة.

وكشف الحويك، عن الأضرار التي طالت الناقل الرئيسي لمشروع ري القاسمية وانعكاسه على تزويد الأراضي الزراعية بالمياه، في الساحل الجنوبي ، آملا ان تنجح  المصلحة الوطنية لنهر الليطاني في صيانة الأقسام المتضررة لمساعدة المزارعين لا سيما في تزويد آلاف الهيكتارات من الأراضي الزراعية.

ولفت الحويك، الى انه مع استمرار التصعيد الإسرائيلي والقصف المستمر لعدد من القرى والأراضي الزراعية في البقاع الأوسط من بلدة رياق  وصولا الى بلدات الفاكهة  والعين في قضاء بعلبك تسبب بخسارة إنتاج لعدد كبير من المزارعين حيث تبدأ المشاكل بخوف الناس من الخروج الى الأراضي، وصعوبة نقل الإنتاج بين المناطق، مضيفا: أن هناك مواسم عدة من المزرعات مثل  البطاطا وأنواع مختلفة من الخضر تلفت ولم يستطع المزارعون قطفها .

والأسواء من ذلك ، غياب الصندوق الوطني للضمان الزراعي من الكوارث ،بما يتناسب مع الواقع المرير الذي يعيشه المزارع اللبناني للتعويض عن الأضرار التي تلحق بمزروعاته،  وكذلك  تعطيل مصرف الإنماء الزراعي المقدم من الإتحاد الأوروبي متخوفا  الحويك، من كل ما يتم تداوله  من السيناريوهات التصعيدية التي قد تساهم أكثر في قطع الإمدادات.

 

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.