«الحزب»  يكثر الحديث عن إنجازاته وأسئلة برسم شارعه

38

لارا يزبك

الشرق – أكد عضو المجلس المركزي في «حزب الله» الشيخ نبيل قاووق في احتفال في حسينية كفررمان اول من امس، أن «المقاومة في لبنان استطاعت أن تفرض على العدو معادلات ليست لصالحه وأجبرت سكان المستوطنات الإسرائيلية على إخلاء منازلهم إلى العمق». وقال «عندما أراد العدو أن يغير المعادلة بسلاح المسيرات، أثبتت المقاومة قدرتها على إسقاط مفخرة الصناعات العسكرية الإسرائيلية «هيرمز 900» و»هيرمز 450». ولفت إلى أن مسيرات المقاومة تتجاوز منظومات الدفاع الجوي الإسرائيلي يوميا والمسافة بيننا وبين المستوطنات والمواقع قاب قوسين أو أدنى والمسافة بين كفركلا والمطلة صفر كما مسكفعام والمنارة». وشدد على أن «مسيّرات المقاومة بأقل من دقيقة تكون قد أصابت أهدافها في المستوطنات والمواقع الإسرائيلية ورأيتم مذلتهم في عرب العرامشة، كيف استطاعت المسيّرة أن تنقض على القوة الإسرائيلية وأثبتنا بذلك قدرة المقاومة على تجاوز كل منظومات الدفاع الجوي الإسرائيلي». وشدد على أن «تصعيد الإغتيالات وقصف المنازل في القرى الحدودية لن يغير من المعادلات ومن قرار المقاومة بالمساندة في شيء ولن تعيد المستوطنين إلى منازلهم. العدو الإسرائيلي يتعملق بالتهديدات ويتقزم في المواجهات».

لو كان حزب الله فعلا منتصرا بالحرب وبنتائجها التي تعطيه تفوّقا فيها على العدو الاسرائيلي، لما اضطر الى إخبار ناسه، في كل اطلالة لمسؤوليه، بـ»إنجازات» الحزب وبالخسائر التي يلحقها بالاسرائيليين. هذا ما تقوله مصادر سياسية معارضة لـ»المركزية»، مؤكدة ان المنتصر ليس بحاجة الى إبراز انتصاره.

لكن وفق المصادر، الحزب يدرك جيدا انه في ظل كم الدمار والخراب الذي لحق بالجنوب اللبناني وبأرزاق الناس وممتلكاتهم، من بيوتهم الى الطرقات والحقول الزراعية… لا بد له من ان يقول لشارعه ان الناس على الجبهة الاخرى، ايضا متضررون. لكن شتان ما بين تهجير الاسرائيليين الذين تؤمّن لهم دولتهم والعالم كل مقومات الصمود والدعم، وتهجير الجنوبيين المتروكين لقدرهم والقابعين في «المدارس»، هذا اذا وُجد لهم مكان فيها، من دون اي مساعدات فعلية، في ظل دولة مفلسة. والاخطر ان لا احد يعرف مَن سيعيد بناء منازلهم المهدّمة ومَن سيعوّض لهم خسائرهم. عليه، يكرر مسؤولو الحزب مرارا وتكرارا في كل مناسبة شعبية، الحديث عما فعلوه بالاسرائيليين. لكن ماذا ينفع الجنوبي اذا كان الاسرائيلي مهجرا وهو ايضا مهجّر ومن دون تعويض؟ وماذا ينفعه اذا أسقط الحزب كل مسيّرات الجيش الاسرائيلي بينما الطيران الحربي الاسرائيلي يسرح ويمرح في اجواء لبنان، من الجنوب الى البقاع الى الشمال، ويغير حيث ما يشاء ويغتال مَن يشاء ساعة يشاء؟ هل هذه المعادلة متوازنة وعادلة؟ الجواب لمناصري الحزب، تختم المصادر.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.