الحاجة إلى سعد الحريري

26

بقلم حسن صبرا

«الشراع»

بيروت تحديداً وكل لبنان، بحاجة إلى وجود سعد الحريري السياسي والشخصي في البلاد، وهذا واجبه كما هو حقه في جميع الأحوال…

اما هذه الايام.. فحضوره ملح وضروري بل ومصيري..!! لماذا ؟

اهم اسباب الإلحاح في حضور سعد الحريري هو ان هناك خوف حقيقي من الاحتقان الموجود في نفوس الكثيرين من أنصاره (وغيرهم) من إغراق العدو الصهيوني لبيروت بالشيعة المهجرين من قراهم في الجنوب، ومن الضاحية الجنوبية للعاصمة.. ومن البقاع..

نعم 

شكل الشيعة المهجرون قوة شرائية إضافية في بيروت، رفعت دخول الكثيرين من التجار على درجاتهم في العاصمة البيضاء، كما رفعت ايجارات البيوت، ومبيعات الوقود للسيارات والدراجات، كما ملأت المقاهي والمطاعم.. لكن هذا لم يشفع لهم في نفوس مواطنين سنة تجاوز الحساسيات المذهبية التي يتحمل بعض الشيعة بعض المسؤولية عن إثارتها سابقاً ( وشعار شيعة شيعة ما زال يجهض اي مسعى للمصالحة في نفوس البعض، وكذلك اجهاض الانتفاضة الوطنية ضد الحرامية، وإطلاق النار على عيون المتظاهرين المطالبين بالإصلاح).. وربما بعد التهجير، بالازدحام، والسيارات والدراجات والفوضى وما يعتبره السنة استفزاز شيعي بكثافة الحضور الشعبي في كل شارع وحي ومنطقة سكنية في بيروت..

كما لم يشفع لحزب الله انه وجمهوره دفع ويدفع الثمن غاليا نتيجة التزامه القوي والتام، بمساندة شعب فلسطين العربي، وحركة حماس الاسلامية السنية..اذ يبدو يا دولة الرئيس ان غياب جمال عبد الناصر ثم مصر وغياب صدام حسين وغياب معمر القذافي وياسر عرفات، قلب المقاييس رأساً على عقب، علماً اننا لا نلغي ابداً ان ايران الشيعية كانت المستفيدة الاولى من احتلال أميركا للعراق، كما ان ايران وحزب الله كان لهم دور في منع نظام الأسد من السقوط، بما ولد الكثير من الكراهية في نفوس السنة من هذا التواطؤ الاميركي – الإيراني لإسقاط صدام العروبي السني، وإبقاء بشار العلوي المذهبي (اما دور روسيا بوتين الحاسم في إبقاءبشار في السلطة بموافقة أميركية وبطلب صهيوني فهذا امر ناقشناه سابقاً عدة مرات ويحتاج إلى متابعة طويلة، إلى ان يقضي الله امراً كان مفعولا) 

يا دولة الرئيس سعد الحريري : إذا كان الإنتماء الوطني والقومي العربي والناصري عند السنة في بيروت، لم يحل دون بروز هذا الاحتقان الذي تقرأه في كتابات بعض اصحاب مواقع التواصل الاجتماعي البيارتة ومن معهم.. التي لا تكتفي بالشماتة بما حصل للشيعة، بل وتتمنى ان تخلص منهم تحت عنوان الخلاص من حزب الله، اي المقاومة التي وحدها تقاتل العدو الصهيوني، وهو عدو الوطن والعروبة وقد قتلوا جمال عبد الناصر الذي كان معبود آباء وأجداد هؤلاء البيارتة انفسهم..

لقد كنت انت يا دولةالرئيس نموذجاً وطنياً وعربياً وإنسانياً راقياً، لكيفية الإيثار حين نطق حكم المحكمة الخاصة بلبنان، بتحميل قيادات في حزب الله مسؤولية قتل الرئيس المظلوم رفيق الحريري، وهو والدك.. ثم مددت يدك للحزب للتعاون من اجل لبنان واللبنانيين، والإسلام والمسلمين، وقد رتبت أولوياتك في انتماءاتك والوطنية والقومية.. لكن قسماً كبيراً من جمهورك يا دولة الرئيس، ما زال يقدم خلافه مع حزب الله.. وكثير منه لإعتبارات مذهبية،يتقاسم مع غلاة الشيعة المسؤولية عنها على كافة الاعتبارات التي ذكرناها في الوحدة الإسلامية والوطنية وفي العروبة وخصوصاً في الناصرية 

وجودك يا دولة الرئيس سعد الحريري، حاجة اساسية لإجهاض واحدة من اهداف المشروع الصهيوني في حرب الابادة، التي يشنها هذا العدو على لبنان وهو إشعال فتنة مذهبية بين المسلمين السنة والشيعة.. فما نبت كالفطر بعد غيابك القسري، من مدعي التحدث باسم السنة، هم كتل احقاد ومزاعم لا قيمة شعبية لها حتى لو جمع احدهم امواله بالسمسرة، والآخر بالسرقة والثالث بالفشخرة، والرابع بالتبعية الرخيصة..

وحين تعود يا دولة الرئيس.. سيعود هؤلاء إلى جحورهم.. بل وسيلهث بعضهم نحوك مستجديا العفو والسماح!!

عد يا دولة الرئيس 

فأنت تملك بإسمك، وبرصيد رفيق الحريري الضخم، ما تؤثر فيه على الجمهور الأكبر من السنة في لبنان ليظلوا منسجمين مع تاريخهم وأنفسهم وعروبتهم، متعالين عن هذا المشهد الجديد الطارىء والمؤقت.

حسن صبرا

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.