التاريخ يثبت أنّ فلسطين عربية….
كتب عوني الكعكي:
سكن العرب الكنعانيون أرض فلسطين منذ عصور ما قبل التاريخ، وقد استقروا وبدأوا باستصلاح الأرض والزراعة وبناء البيوت، وهو ما لم يكن دارجاً في تلك الفترة. وقد وُجدت آثار وأدوات زراعية تعود لفترة لم يكن فيها اليهود أصلاً. وهذا يدل على أنّ هناك سكاناً سبقوا الجميع في الحياة على هذه الأرض.
ووصل تطوّر الحياة في فلسطين الى مرحلة «الدويلات» في بداية العصر البرونزي (3000- 2000ق.م). هذه المرحلة شهدت وجود تكتل سكاني وبيوت ومزارع واستقرار.
ثم تطوّر الكنعانيون بعد ذلك الى مرحلة التمدّن، حيث أسّس الفلسطينيون أول مدينة في تاريخ الإنسانية وهي مدينة أريحا. كما ذكرت وأثبتت ذلك الحفريات الأثرية.
استمر الوجود الفلسطيني بالتمدّد والانتشار وبناء مراكز وتجمعات أخرى على الساحل الفلسطيني. وعلى مدار تلك العصور كانت فلسطين محط أطماع المحتلين. فسكن فلسطين الرومان والفرس، ووصل الإسكندر الأكبر الى حدود غزة التي احتلها الصليبيون وغيرهم. فهل نقول إنّ فلسطين رومانية مثلاً؟ أو هي تتبع بلاد الفرس؟
بالتأكيد لا.. لأنّ السكان الأصليين ما زالوا موجودين، وكل هذه الأعراق كانت عابرة لا يمكن نسبتهم للأرض ولا نسب الأرض لهم أبداً.
معركة أريحا
وتتحدّث الروايات اليهودية عن معركة قاد فيها يوشع بن نون اليهودي واقتحامهم أريحا التي كان يسكنها الكنعانيون في ذلك الوقت، فقاموا بتدميرها وإحراقها.
بعد ألفي عام
عام 1839 زار موسى مونتفيوري، أحد أثرياء اليهود، محمد علي وفاوضه ليسمح ببناء قرى ومساكن لليهود، وكانت فلسطين تحت الحكم المصري، أي حكم محمد علي، ولم تتم هذه الاتفاقية.
إذ ذاك قامت الدولة في عهد محمد علي بعمل إحصائية توضّح عدد اليهود في فلسطين، فوجد أن نسبة اليهود لا تتجاوز 2% حيث بقيت فلسطين فارغة من اليهود منذ هزيمتهم أمام الرومان، وهؤلاء اليهود هم من يهود الأندلس الذين هربوا مع المسلمين عام 1494 عندما سقطت الدولة الإسلامية في الاندلس (إسبانيا).
يحاول اليهود إثبات وجود هيكل سليمان المزعوم مكان المسجد الأقصى، وقد توصلوا لإثباتات افتراءات من خلال علم الآثار التوراتي. لكن علم الآثار التاريخي نفى وجود أي آثار ترجع الى بني إسرائيل رغم الحفريات الهائلة التي يقوم بها الاحتلال في القدس وأسفل المسجد الأقصى وفي عدة مواقع في فلسطين.
يتضح مما سبق:
أولاً: الوجود الفلسطيني لم ينقطع أبداً على أرض فلسطين منذ وجودهم الأول حتى في فترة أي احتلال.
ثانياً: الوجود الإسرائيلي الذي كان محدوداً جداً في فترة معيّنة وبأماكن معينة لم يكن وجوداً حقيقياً وراسخاً.. بل كان عبارة عن «حلم» في إقامة دولة لهم على أرض فلسطين.
ثالثاً: أول وجود لليهود على أرض فلسطين كان بعد عام 1460 قبل الميلاد حسب رواية التوراة نفسها.
رابعاً: أول إقامة وحكم لليهود كان في عهد «القضاة» وكان قصيراً في تجمعات صغيرة.
خامساً: كانت نسبة اليهود بسيطة جداً مقارنة بالسكان الأصليين الكنعانيين.
سادساً: بنو إسرائيل لم يبنوا حضارة أبداً، ولم يصلوا في تطورهم الإنساني للمستوى السائد. في حين أن الآثار كلها دلت على وجود حضارة كنعانية.
سابعاً: الأدلة التاريخية التي يعتمد عليها الإسرائيليون ضعيفة وتحمل تناقضات.
ثامناً: بعد «وعد بلفور» وزير خارجية بريطانيا لليهود بإقامة دولة لهم في فلسطين، بدأ تدفق المهاجرين اليهود الذين لم يكونوا من سكان فلسطين بل جاؤوا من شتى بقاع الأرض للسكن في فلسطين واغتصابها. وكان هذا الوعد ضمن رسالة بتاريخ 2 تشرين الثاني (نوڤمبر) عام 1917 موجهة من وزير خارجية المملكة المتحدة (بريطانيا) آرثر بلفور الى اللورد ليونيل دي روتشيلد أحد أبرز أوجه المجتمع اليهودي البريطاني، وذلك لنقلها الى الاتحاد الصهيوني لبريطانيا العظمى وإيرلندا.
كل هذا يدلّ على أنّ التاريخ يثبت أن فلسطين عربية، وهي ليست لأي شعب آخر، عكس ما تروّجه الدعايات الصهيونية والغربية الـمُغرضة.
التعليقات مغلقة، ولكن تركبكس وبينغبكس مفتوحة.