اشتباك قبل الثقة بين الحزب و”الرئيسين”!
ملاك عقيل
«أساس ميديا»
يتّجه المشهد الأمني إلى مزيد من التأزّم مع توجّه الحكومة اللبنانية إلى تظهير موقفها رسمياً، بإعلان حظر هبوط الطائرات الإيرانية في مطار بيروت. الأهمّ، إصرار العدو الإسرائيلي على عدم الانسحاب بشكل كامل من جنوب لبنان، بعد الثامن عشر من شباط، واستعداد الجنوبيين لمواجهة رابِعة على الحدود يوم غد. لذلك، قد يكون هناك تتمّة للمواجهات بين الجيش والمتظاهرين على طريق المطار، سيّما مع ارتفاع عدد الموقوفين من قبل الأجهزة الأمنية، والتضييق الذي تحوّل إلى أمر واقع مع تعذّر وصول، الآلاف ربما، من طهران للمشاركة في تشييع أمين عام الحزب السيّد حسن نصرالله في 23 شباط.
بين الحزب والحركة
تتوقّع المصادر في ظل هذه المناخات أن يمنح “نواب تكتل التنمية والتحرير الثقة للحكومة، في مقابل إحتمال إمتناع الحزب المفترض أنّه يتمثّل بوزيرين بالحكومة. ما يَعفي سلام من امتحان الميثاقية”، مع تسجيل ملاحظة أساسية تكمن في تسجيل مواقف استياء حيال أحداث المطار وتصرّف الجيش، من جانب نواب وقيادات الحزب، في مقابل صوت خافت من قبل “حركة أمل” التي استنكرت قطع الطرقات. وأيضاً، من دون استبعاد فرضية “صراع الأجنحة” داخل الحزب.
صباح أمس، أصدَر الحزب بياناً أدان خلاله “الحادثة التي استهدفت “اليونيفيل”. واعتبر أن “التصرّف الذي قام به بعض عناصر الجيش، خلال الاعتصام السلمي والحضاري الذي دعا إليه الحزب (عصر السبت)، كان “مُستهجناً” وغير مبرّر”، داعياً “قيادة الجيش إلى فتح تحقيق فوري في الحادث”.
حظر “الطيران الإيراني”
حبل التوتّر قد يمتد، بعد الجلسة الوزارية اليوم في القصر الجمهوري، والتي ذكرت معلومات أنها قد تنعقد قبل جلسة البيان الوزاري لاتّخاذ القرار الرئاسي-الحكومي بحظر هبوط الطائرات الإيرانية في مطار بيروت، واستبدال هذا المسار، بمسار ينطلق من طهران نحو بيروت عبر دولة ثالثة.
هو إقتراح جرى طَرحه في اجتماع السراي، يوم السبت، برئاسة سلام والذي تمحورت خُلاصته، بحضور الوزراء المعنيين، حول “ضرورة تعزيز أمن المطار ونزع أي حجّة يمكن أن يَستغلّها الإسرائيلي لضرب المطار”، ورفع السقف عالياً في شأن “منع قطع الطرقات مجدداً، وبأيّ ثمن”.
جاء الاقتراح، وفق المعلومات، من قبل سلام، بالتنسيق مع رئيس الجمهورية، بتسيير رحلات من وإلى طهران عبر بلد ثالث. فيما كان لافتاً طرح أفكار خلال هذا الاجتماع، كما في اجتماع مجلس الأمن المركزي من قبل ضبّاط، “بضرورة المعالجة السياسية للملفّ، قبل المعالجة الأمنية، بسبب خطورة الوضع الذي يحتاج إلى أخذ قرارات صائبة وحكيمة على أعلى المستويات، تنعكس تلقائياً هدوءاً أمنياً على الأرض”. في السياق نفسه، أعلنت منظمة الطيران المدني الإيرانية أمس أنّه “في ضوء القضايا الامنية التي تسود مطار بيروت حالياً، تمّ إلغاء جميع الرحلات إلى لبنان، حتى الثامن عشر من شباط الجاري كحدّ أدنى”.
الاحتقان يَكبر؟
في الوقائع، انتهت “ثلاثية” أيام المواجهات، من الخميس حتى السبت، إلى احتقان أكبر حاوَل من خلاله الحِزب رَسمَ مسافة زمنية فاصلة عن اليومين الأوّلين، اللذين شهدا مواجهات حادّة مع الجيش.
لكن تحرّك السبت، برعاية مباشرة من الحزب ومشاركة نساء وأطفال، إنتهى بصدام مماثل.
في هذا السياق، تقول معلومات “أساس” بأن “تحرّك السبت كان محدّداً بساعة واحدة وأراده الحزب سلمياً، لكن خلال إلقاء عضو المجلس السياسي محمود قماطي كلمته ألقى عناصر الجيش قنابل مسيّلة للدموع فرّقت المحتجين، وذلك بعدما تبيّن أنّ مجموعة قَدِمت من منطقة الليلكي تجاوزت “جموع الحزب”، وافتعلت “مشكلاً” مع أحد ضبّاط فوج التدخّل الرابع، ما أدى إلى حصول تلاسن واستفزاز من جانب “مجموعة الليلكي”.
الفوج الرابع هو الفوج المُنتشر في الضاحية الذي تولّى مواكبة الاحتجاجات على مدى ثلاثة أيام، بمؤازرة عن بُعد من فوج المغاوير (لم يتدخّل حتى الآن).
إثر ذلك، أعطيت الأوامر خلال دقائق قليلة من التلاسن، بإلقاء القنابل المسيّلة للدموع، ما أدى إلى حالات إغماء وإصابات، وذلك في ظل أوامر عسكرية بالتشدّد في قمع أي اعتداء وقطع الطرقات. كما أفادت معلومات “أساس” عن إصابة رئيس مكتب مخابرات الضاحية العميد ماهر رعد بحجر برأسه، خلال تظاهرة السبت.
أمس أصدر الجيش بياناً أكد فيه أن “أنّه تمّ التنسيق مسبقاً مع منظّمي الإعتصام لناحية الإلتزام بالتعبير السلمي، وعدم قطع الطريق، غير أنّ عدداً من المحتجّين عمد لاحقاً إلى قطع الطريق والتعرّض لعناصر الوحدات العسكرية، والتعدّي على آلياتها، ما أدّى إلى إصابة 23 عسكريّاً، بينهم ٣ ضبّاط، ما اضّطر هذه الوحدات إلى التدخّل لمنع التعدي على عناصرها وفتح الطريق. كما جاء تدخّل الجيش تطبيقاً لقرار السلطة السياسية بهدف منع إقفال الطرقات، والتعدّيات على الأملاك العامّة والخاصة”.
دعم سعودي لعون وسلام
كان لافتاً، في ظل مواقف الاستنكار الخارجية للاعتداء على الجيش و”اليونيفيل”، صدور بيان عن المملكة العربية السعودية أعلنت فيه “دعمها وثقتها بما يتّخذه الرئيسين عون وسلام، وما يقوم به الجيش اللبناني من مهام وطنية تسهم في تحقيق الأمن والاستقرار”.
كما أعربت عن “دعمها الكامل للإجراءات التي اتّخذتها الجمهورية اللبنانية لمواجهة محاولات العبث بأمن المواطنين اللبنانيين، والتعامل بحزم مع الاعتداء على قوة الأمم المتحدة “اليونيفيل”.
ملاك عقيل
التعليقات مغلقة، ولكن تركبكس وبينغبكس مفتوحة.