اسرائيل لن تنسحب الأحد وترقب لرد الفعل اللبناني
بيان الجيش وميقاتي يطلب من واشنطن تطبيق الاتفاق
في الرابعة فجر الاثنين المقبل، تنتهي هدنة الستين يوماً التي أوقفت أعنف حرب اسرائيلية على لبنان على الاطلاق.
إسرائيل اعلنت “اننا لن ننسحب من جنوبي لبنان لأن الاتفاق لم يتم تنفيذه،” وأبلغت الأميركيين نيتها البقاء في جنوب لبنان لمدة شهر آخر على الأقل…الامم المتحدة افادت ان لا مؤشرات ميدانية على أن القوات الإسرائيلية ستستكمل انسحابها من لبنان بحلول الأحد المقبل. المعطيات الميدانية تظهر أن إسرائيل تستعد للاحتفاظ بنقاط في القطاعين الاوسط والشرقي. الكابينت يقرر البقاء في مواقع الجيش الحالية ويهدد برد قاس على أي خرق من حزب الله ، لكنّ التنسيق مستمر مع الجانب الأميركي بشأن الخطوات المقبلة في لبنان.
اهالي القرى الحدودية التي لم تنسحب منها القوات الاسرائيلية بعد، يعدون العدة للعودة وقد حددوا في بيانات نقاط تجمع وانطلاق، وابلغوا مخابرات الجيش “انهم سيدخلون بالقوة الاحد حتى لو لم ينسحب جيش العدو”. اما حزب الله فاصدر اول امس بيانا اعلن فيه “إن أي تجاوز لمهلة الـ 60 يوماً يُعتبر تجاوزاً فاضحاً للإتفاق وإمعاناً في التعدي على السيادة اللبنانية ودخول الاحتلال فصلاً جديداً يستوجب التعاطي معه من قبل الدولة بكل الوسائل والأساليب التي كفلتها المواثيق الدولية بفصولها كافة لاستعادة الأرض وانتزاعها من براثن الاحتلال”. فماذا بعد؟
استنادا الى المعطيات المتجمعة من مصادر معنية، فإن التوقعات تشير الى ان مدة بقاء اسرائيل في بعض المواقع الاستراتيجية ولا سيما المُشرفة على شمال اسرائيل في القطاعين الأوسط والشرقي ترتبط على الارجح بالانتشار الكامل والشامل للجيش اللبناني ومعه اليونيفيل فيهما. وتشير مصادر مطلعة لـ”المركزية” الى ان موقفا يتصل بهذا الوضع سيصدر عن قيادة الجيش في الساعات المقبلة يدعو الاهالي الى التريث وعدم تعريض حياتهم للخطر لأن الارض ليست جاهزة وعمليات المسح وازالة رواسب الاحتلال ما زالت مستمرة. ودعت الى انتظار ما قد تحمله هذه الساعات من تطورات ليتخذ المقتضى في ضوئها.
لن ننسحب
على وقع التكهنات والمؤشرات القوية الدّالة الى نية اسرائيل عدم الانسحاب من لبنان، أعلن مكتب رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو رسميا أن الانسحاب الإسرائيلي من لبنان سيتأخر إلى ما بعد مدة الـ60 يوما، مضيفا: “لن ننسحب من جنوب لبنان لأن الاتفاق لم يتم تنفيذه”. وأفاد ديوان رئاسة الوزراء الإسرائيلية بأن عملية الانسحاب التدريجي من لبنان ستتواصل بالتنسيق الكامل مع الإدارة الأميركية.
نسف وتفجير
ميدانياً، دخلت وحدات من الجيش اللبناني، اللواء الخامس، إلى بلدتي الجبين وشيحين في القطاع الغربي. وباشرت بفتح الطرقات وإزالة الركام من الشوارع الرئيسية، بمؤازرة من قوات اليونيفيل. في المقابل، تواصلت الخروقات الاسرائيلية لاتفاق الهدنة، وقد بلغ عددها حتى يوم اول امس 639 خرقاً ، فيما نفذ الجيش الاسرائيلي اليوم عملية نسف في بلدة كفركلا حيث سمع دوي الانفجار في عدد من المناطق الجنوبية.وسقطت قذيفتان مدفعيتان قرب مبنى المهنية في الخيام قضاء مرجعيون،قبل تفجير الجيش لذخائر غير منفجرة بنصف ساعة.كما نفذ تفجيرا عنيفا جدا في بلدة رب ثلاثين. وعند منتصف الليل، توغلت قوة إسرائيلية مؤللة داخل بلدة بني حيان وقامت بعملية تمشيط بالاسلحة الرشاشة، وسمعت اصوات الرصاص في المناطق المجاورة، قامت بعدها بإحراق عدد من المنازل ومبنى بلدية بني حيان.
ميقاتي يتحرك
وفي السياق، كشفت مصادر “الحدث”، عن أن رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي، طلب من الأميركيين التدخل لضمان تطبيق القرار 1701 وانسحاب إسرائيل، بعد أن أعلن مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أن الجيش الإسرائيلي لن ينسحب من جنوب لبنان عقب انتهاء مهلة الـ60 يومًا. واستقبل ميقاتي، سفير فرنسا لدى لبنان هيرفي ماغرو، والمدير العام للامن العام بالإنابة اللواء الياس البيسري.
للشيعة لا للثنائي
في ملف تشكيل الحكومة، ووقت بات مؤكدا ان لا ولادة حكومية هذ الاسبوع بفعل عقد تعترض المسار، اشارت مصادر الرئيس المكلف نواف سلام “الى انه لم يطلب موعداً من رئيس جمهورية جوزاف عون إنما هذا لا يعني أن العلاقة ليست ممتازة وهو سيطلب الموعد عند الانتهاء من مفاوضاته لتشكيل الحكومة. وأضافت بأن الرئيس المكلف لا يزال يُفسح في المجال أمام التوافق. ولفتت الى ان عون وسلام لا يعترضان على منح حقيبة “المال” للطائفة الشيعية إنما ليس لـ”الثنائي”.
اسس جديدة للتعاون
الى ذلك، وغداة انتهاء زيارة وزير خارجية السعودية الامير محمد بن فرحان لبيروت وانتقاله الى دمشق في اول زيارة رفيعة المستوى بعد اندحار النظام الاسدي، وصل الى بيروت وزير خارجية الكويت عبد الله علي اليحيا والأمين العام لمجلس التعاون لدول الخليج العرب جاسم محمد البديوي مع وفد من الخارجية الكويتية ومجلس التعاون.
وبدأ محطته اللبنانية من قصر بعبدا حيث استقبله الرئيس جوزاف عون واكد امامه “عمق العلاقات اللبنانية- الكويتية المتجذرة عبر التاريخ، معربا عن امله في ان يعود أبناء الكويت خصوصا ودول الخليج عموما لزيارة الربوع اللبنانية، مشدداً على ان وحدة الدول العربية هي الأساس لمواجهة التحديات الراهنة. ولفت الى انه بعد تشكيل الحكومة سيتم التواصل مع دول الخليج لوضع أسس جديدة للتعاون.
الحريري راجع
كشفت مصادر سياسية مطلعة لـ”المركزية” ان الرئيس سعد الحريري سيعود الى بيروت في 12 شباط المقبل عشية الذكرى العشرين لاغتيال الرئيس رفيق الحريري، موضحة انه يعد خطابا مهما سيلقيه في المناسبة قد يعلن فيه وقف قرار تعليق العمل السياسي له شخصيا ولتيار المستقبل. واشارت الى ان توجيهات اعطيت لكوادر المستقبل الذين تم استدعاؤهم للاستعداد للمرحلة المقبلة التي ستشهد انتخابات نيابية بعد عام واربعة اشهر، وان امين عام التيار احمد الحريري يشرف على التحضيرات مباشرة.
التعليقات مغلقة، ولكن تركبكس وبينغبكس مفتوحة.