استنفار واجتماعات أميركية – أوروبية للجم التدهور

ماكرون اتصل ببري وميقاتي .. ونصرالله: مستمرون

27

من اقصى شمال لبنان الى ابعد نقطة في الجنوب الاسرائيلي، حالة إستنفار قصوى داخل الأجهزة العسكرية والأمنية وفي صفوف حزب الله الذي حدد امينه العام السيد حسن نصرالله اتجاه الرياح في المنطقة، في اعقاب أعنف صفعة مزدوجة تلقاها من الكيان العبري على الاطلاق عبر عملية تفجير اجهزة الاتصال الخاصة بعناصر حزبه على مدى يومين، وجديد حصيلتها 25 شهيدا و608 جرحى.

وقد اكد نصرالله ان الضربة الاسرائيلية كبيرة وموجعة ولكنها لم تسقطنا ولن تسقطنا وهي فشلت بتحقيق اهدافها ، مشددا على ان حرب الاسناد لغزة ستستمر ايا تكن التضحيات .

ولا يقتصر الاستنفار اياه على الدولتين العبرية واللبنانية بل يصل مداه الى عواصم العالم. من باريس التي تستضيف اجتماعا أميركيا- فرنسيا- ألمانيا- إيطاليا- بريطانيا لمناقشة التطورات في الشرق الأوسط، على ان تحضر هي نفسها في لقاء ثنائي يجمع وزير الخارجية الأميركية انطوني بلينكن مع الرئيس ايمانويل ماكرون  في قصر الإليزيه، الى نيويورك التي تعقد فيها مساء اليوم جلسة لمجلس الامن لمناقشة التطورات في لبنان، وقد انتقل وزير الخارجية عبدالله بوحبيب لهذا الغرض الى هناك اليوم.

ونظرا الى فداحة الكارثة التي حلت بالحزب، شهد لبنان أوسع استنفار للدولة بأركانها ووزاراتها واجهزتها اللوجستية وتواصلت الاجتماعات والاتصالات طلبا للمعونة الدولية ومحاولة تدارك الانزلاق الى نقطة اللاعودة. وقد نقلت «يسرائيل هيوم» عن مصادر مطلعة قولها ان القيادة السياسية صدقت على عمليات لإعادة سكان شمال إسرائيل إلى منازلهم.

شهداء واصابات

 في الميدان، وبينما نعى حزب الله 25 من عناصره، كشف وزير الصحة العامة في حكومة تصريف الأعمال فراس الأبيض أن «حجم الأجهزة اللاسلكية الذي انفجر اول أمس كان أكبر من اليوم الذي سبق، لذلك كان هناك عدد أكبر من الإصابات البليغة». وقال في مؤتمر صحافي عقده بعد الظهر: في ما يخص عدد الشهداء 25 شهيداً، أما عدد الجرحى فسجل 608 . ولفت إلى أن «عدد شهداء تفجيرات «البيجر» بلغ 12، أمّا عدد الجرحى فـ2323». وأشار إلى أن «226 حالة ما زالت في العناية المركّزة جراء التفجير الأول لأجهزة الاتصال».

ماكرون

 وسط الاجواء المقلقة هذه، وعشية جلسة لمجلس الامن مقررة مساء غد لمناقشة التطورات في لبنان، تلقى رئيس مجلس النواب نبيه بري ورئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي بعد الظهر، إتصالًا هاتفيًا من الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون قدم خلاله التعازي بالشهداء الذين سقطوا جراء العدوان الاسرائيلي على لبنان متمنياً الشفاء العاجل للجرحى. وجدد ماكرون خلال الاتصال مع رئيس المجلس موقف فرنسا المؤازر والداعم لتجاوز الأوضاع الراهنه التي يمر بها لبنان. بدوره، شكر الرئيس بري للرئيس الفرنسي إتصاله ومشاطرته اللبنانيين أوجاعهم مقدماً للرئيس الفرنسي شرحاً حول تفاصيل الجريمة التي إرتكبتها إسرائيل بحق لبنان، كل لبنان وطالت ألآلاف من اللبنانيين على نحو غير مسبوق في التاريخ وهي تشكل جريمة حرب موصوفة ، متمنياً دعم فرنسا لموقف لبنان في الأمم المتحدة. وجدّد رئيس المجلس التأكيد على ضرورة أن يبادر المجتمع الدولي للضغط على إسرائيل لوقف عدوانها على قطاع غزة وعلى لبنان قبل فوات الآوان، مثمّناً الدور الفرنسي الداعم للبنان في مختلف الحقبات لا سيما في المرحلة الراهنة. وعبّر الرئيس الفرنسي خلال الاتصال مع ميقاتي عن ادانته للتفجيرات التي حصلت في اليومين الاخيرين والتي اوقعت مئات الضحايا، معبّرا عن تضامنه وتعاطفه مع لبنان في هذه المحنة الاليمة. ودعا جميع الاطراف الى ضبط النفس وعدم التصعيد الذي لا يفضي الى اي حل .وشكر رئيس الحكومة الرئيس الفرنسي على عاطفته ودعمه المستمر للبنان. وطلب ان يصار الى اتخاذ موقف حازم من العدوان الاسرائيلي خلال جلسة مجلس الامن المقررة غدا بطلب من الحكومة اللبنانية.

الحل يتلاشى

 في الغضون، أكد وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف غالانت في محادثة هاتفية مع نظيره الأميركي لويد أوستن أن «احتمالات الحل على الحدود مع لبنان تتلاشى»، مشيرًا إلى أن «إسرائيل ستعمل بأي وسيلة ضرورية من أجل إعادة الرهائن المحتجزين في غزة وتدمير حماس». وقال غالانت إن «أهداف الجيش في الشمال واضحة»، مؤكدًا أن «إسرائيل ملتزمة بإعادة السكان الذين تم إجلاؤهم إلى منازلهم في الشمال». بدوره أكد أوستن خلال المحادثة على «الدعم الأميركي الثابت لإسرائيل ضد تهديدات إيران وحزب الله وشركاء طهران الإقليميين»، مجدّدًا التأكيد لنظيره الإسرائيلي على «أولوية التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار في غزة». كما أكد أوستن»أولوية الحل الدبلوماسي للصراع مع حزب الله بما يسمح للمدنيين بالجانبين بالعودة إلى ديارهم».

اسرائيل صنعت الاجهزة

 على خط الاجهزة المتفجرة، وفي نبأ مفاجئ، كشف تقرير لصحيفة «نيويورك تايمز» الأميركية، أن شركة «بي إيه سي» المجرية التي ارتبط اسمها بتفجير أجهزة «البيجر» في لبنان، ما هي إلا جزء من «واجهة إسرائيلية». وكانت شركة «غولد أبوللو» التايوانية لصناعة أجهزة «البيجر»، ذكرت، أن نموذج الأجهزة الذي استخدم في تفجيرات لبنان هو من إنتاج شركة «بي إيه سي كونسلتنغ»، التي تتخذ من بودابست مقرًا ولديها ترخيص لاستخدام علامتها التجارية. وقالت «نيويورك تايمز» نقلاً عن 3 مصادر استخباراتية وصفتها بالمطلعة، إن الشركة المجرية وشركتين وهميتين أخريين على الأقل تم إنشاؤهما أيضا لإخفاء الهويات الحقيقية للأشخاص الذين يصنعون أجهزة «البيجر»، مشيرةً إلى أن المُصنع الحقيقي لهذه الأجهزة «الاستخبارات الإسرائيلية». وقالت إن شركة «بي إيه سي» تعاملت مع عملاء عاديين وأنتجت لهم مجموعة من أجهزة «البيجر»، لكن «العميل الأهم كان حزب الله».

 

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.