إيران تعيش صراعات داخلية وعرض ترامب سيفاقمها.. والرئيس بزشكيان قد يستقيل

7

نشرت صحيفة “أوبزيرفر” تقريراً أعده محررها للشؤون الدبلوماسية باتريك وينتور قال فيه إن إيران تعيش صراعاً داخلياً، وعليه فإن عرض الرئيس الأمريكي دونالد ترامب لن يخفف منه.
وأشار وينتور إلى أن السياسة الداخلية الإيرانية تعيش حالة عدم استقرار، بشكل يزيد من حالة التصعيد الخارجي.
وأضاف أن الرسالة التي وجهها ترامب إلى القيادة الإيرانية يعرض فيها فتح المفاوضات من جديد بشأن البرنامج النووي الإيراني، تتزامن مع صراعات داخلية، ففي الشهر الماضي، أكد البرلمان، الذي يهيمن عليه المحافظون، سلطته على الرئيس الإصلاحي مسعود بزشكيان، الذي انتخب في حزيران/يونيو الماضي، من خلال عزل وزير الاقتصاد المخضرم عبد الناصر همتي وإقالته، في حين أُجبر محمد جواد ظريف، نائب الرئيس والإصلاحي الأبرز، على التنحي أيضاً.
ومن الواضح أن النزاع على السلطة الأخير حصل ضد رغبات الرئيس بزشكيان، ولكن مع ترنح الاقتصاد تحت وطأة العقوبات الاقتصادية الأمريكية، قرر المرشد الأعلى، البالغ من العمر 85 عاماً، علي خامنئي، على ما يبدو، عدم دعم بزشكيان. وبعد شعور البرلمان بأنه في حالة صعود، استدعى 11 وزيراً ووجّه إليهم 49 سؤالاً حول أدائهم، فيما نظر إليه على أنه محاولة للتحرش ببزشكيان وحكومته وإجباره على الخنوع أكثر.
وتنتشر الشائعات في إيران عن قرب استقالة بزشكيان، وهو رجل عاطفي يولي أهمية كبيرة للنزاهة.
ومن شأن رحيله أن يؤكد أن الدولة العميقة، أو ما يسميه البعض في إيران حكومة الظل، لن تتسامح مع فقدان السلطة. وإذا رحل، فمن المعروف من سيحمله المسؤولية.
ففي خطاب صريح، أكد أخيراً على نفسه، قائلاً إنه فضل المفاوضات مع الغرب، لكن المرشد الأعلى رفضها، لذا “انتهى الأمر”.
وقال بزشكيان: “لقد كان موقفي وسيظل أنني أؤمن بالمفاوضات، ولكن الآن يتعين علينا اتباع المعايير التي وضعها المرشد الأعلى” و”عندما يحدد المرشد الأعلى اتجاهاً يجب أن نتكيف معه، ومن أجل التكيف يجب أن نحاول إيجاد طريقة”. و”منذ اليوم الذي تولينا فيه الحكومة، واجهنا مشاكل في الطاقة والمياه والكهرباء وديوناً باهظة على المدفوعات لقطاع الزراعة للقمح وقطاع الصحة والطب، ورواتب التقاعد، وما إلى ذلك”.
وبالمثل، قال إن جهوده لتخفيف الضغط عن النساء لارتداء الحجاب كانت موضع تحدٍ مستمر. وفي يوم السبت أصدر اعتذاراً آخر عن نقص إمدادات الطاقة.
ويرى وينتور أن الكثير من المعارك التي تدور حول الاقتصاد وسوء إدارته، هي في الحقيقة معارك أوسع حول العلاقات مع الغرب، مع اقتناع المحافظين بأن التجربة تظهر أن ترامب وإسرائيل، حليفته، لا يستحقان الثقة فحسب، بل وعازمان أيضاً على تغيير النظام في إيران.
وكان بزشكيان قد زعم في الانتخابات أن إيران يمكن أن تنهي مواجهتها مع الغرب وتظل مستقلة. وسيشعر المحافظون الآن بأن موقفهم كان صحيحاً، وبخاصة بعد الرسالة التي أرسلها ترامب إلى المرشد الأعلى للجمهورية الإسلامية، آية الله علي خامنئي، ووضع فيها شروطاً شاقة للمحادثات بشأن البرنامج النووي، فالثمن الذي تطالب به واشنطن هو باهظ جداً.
ولكن إذا رفضت طهران نهج ترامب، فإن القصف الإسرائيلي للمواقع النووية الإيرانية يصبح أكثر إلحاحاً. ولن تأتي القيود على إسرائيل لضرب البرنامج النووي الإيراني من طهران وتهديداتها بالرد، لأنها تعتقد أنها دمرت الدفاعات الجوية لطهران، بل ومن دول الخليج.
فقد أجرى رئيس وزراء قطر المتزن الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني مقابلة أثارت الخوف، مع تاكر كارلسون، حذّر فيها من أنه إذا تعرّضت محطة بوشهر للطاقة النووية الإيرانية للهجوم، وتسرّبت المواد المشعة إلى الخليج، فلن يكون لدى أي من دول المنطقة مياه شرب في غضون ثلاثة أيام. فهي تعتمد جميعاً على تحلية المياه لتوفير إمداداتها من المياه. وقال إن الأمر لن يقتصر على تدمير الحياة البحرية فحسب، بل وتدمير الحياة في المنطقة بأسرها.
وفي الوقت الحالي، تمسك الدبلوماسيون الإيرانيون المحترفون بخطهم، قائلين إنهم لن يتفاوضوا مع أمريكا مباشرة. وهذا يبقي احتمال إجراء محادثات غير مباشرة بوساطة روسيا مفتوحاً، وهو شكل مختلف من المفاوضات المرهقة التي جرت في فيينا في عهد إدارة بايدن، والتي فشلت في إحياء الاتفاق النووي لعام 2015. وقد يمنح العرض إيران بعض الوقت. والإجماع داخل إيران هو أن رسالة ترامب تأتي في توقيت مناسب كجزء من الحرب النفسية المصممة لإجبار طهران على الرفض، وتعميق الانقسامات الإيرانية حول إستراتيجيتها، ونقل الأزمة بين الغرب وإيران إلى أعلى المستويات.

التعليقات مغلقة، ولكن تركبكس وبينغبكس مفتوحة.