“إسرائيل” وحماس على موقفيهما وبلينكن يراهن على خرق مستحيل
كتبت تيريز القسيس صعب
من تل أبيب إلى القاهرة فقط، تنقل وزير الخارجية الاميركية أنتوني بلينكن في مسعى “الفرصة الاخيرة” كما أسماها للتوصل إلى وقف لاطلاق النار في غزة بين إسرائيل وحماس واطلاق الرهائن.
وبحسب المعطيات والمعلومات المتوافرة فإن المسعى الديبلوماسي الاميركي لم يصل حتى ألان إلى أي تسوية او اتفاق بين الطرفيين، على الرغم من ان رئيس الديبلوماسية الاميركية اعلن عن “موافقة اسرائيل على خطة التسوية” التي عرضتها واشنطن خلال جولة مفاوضات في الدوحة الأسبوع الماضي، مشدّدا على أن “من واجب حماس أن تفعل الشيء نفسه.”
وعلى الرغم من ان نتنياهو جدد تمسكه ببقاء جيشه في محور فيلادلفيا وممر نتساريم، تبقى الانظار شاخصة الى المرحلة المقبلة من المفاوضات في القاهرة خلال الساعات المقبلة لمعرفة ما إذا كانت حماس ستوافق على المقترح الاميركي خصوصا وان القاهرة وقطر تمارسان دورا ضاغطا ومتمايزا في هذا الإطار.
ويبدو ان حماس متمسكة باقتراح الرئيس الأميركي جو بايدن الذي قدمه في ايار الفائت وهي اكدت عبر موفديها على ضرورة “إلزام الاحتلال بتنفيذ ما تم الاتفاق عليه”.
وللتذكير فان مقترح بايدن ينص في مرحلة أولى على هدنة مدتها ستة أسابيع يرافقها انسحاب إسرائيلي من المناطق المأهولة في غزة والإفراج عن رهائن، وتتضمن مرحلتها الثانية انسحابا إسرائيليا كاملا من القطاع.
وكشف ديبلوماسي اميركي متابع لحراك بلينكن ان الاخير يحاول جاهدا احراز خرق ما على خط الصراع القائم الا ان عقبات كثيرة وشروطا تعجيزية يفرضها المفاوض الاسرائيلي في اللحظات الاخيرة مما يعيق التوصل إلى اتفاق يوقف نزف الدم الفلسطيني في غزة ويبعد شبح حرب اقليمية محتملة.
واشار الديبلوماسي الذي يتخذ مقرا له في واشنطن ان الإدارة الأميركية وعلى ابواب انتخابات مقبلة تريد خلق ديناميكية جديدة في سياستها الخارجية لاسيما في الشرق الاوسط، وهي على يقين تام بأن اي تقدم او خطوة إلى الأمام من شأنه أن يدفع في اتجاه تسوية شاملة وكاملة في منطقة الشرق الاوسط، خصوصا وأنه في حال فوز الديموقراطيين في الرئاسة الجديدة، ويبدو الامر كذلك، فهذا يعني أن الإدارة الجديدة قد تسهم الى حد ما في تطبيق خريطة طريق لسياستها الخارجية الجديدة في المنطقة.
وفيما تتواصل مساعي الوسطاء مصر، قطر والولايات المتحدة من أجل الدفع نحو وقف إطلاق النار في غزة بين إسرائيل وحركة حماس، اعتبر مرجع دولي خلال اتصال مع الشرق ان الولايات المتحدة تتوقع ابرام اتفاق وقف إطلاق النار في القطاع خلال الأيام المقبلة على الرغم من ضبابية تصريحات المسؤولين.
وقال أيام فاصلة وحاسمة قد تبدل وتعدل في المعطيات وربما قد تكون الفرصة الاخيرة والنادرة في التوصل إلى الاتفاق التاريخي للمنطقة.