إسرائيل تنسف اتفاق وقف النار بغارتين على النبطية

45

الى المرتبة الثانية تراجع الملف الجنوبي، معيدا الاولوية لتشكيل الحكومة، في ضوء الحاجة الملحّة الى حكومة اصيلة من جهة وغياب المواجهات المباشرة بين الاهالي والقوات الاسرائيلية خلافا لليومين الماضيين من جهة اخرى. الا ان المعطيات المتصلة بملف التأليف لا تُنبئ باحتمال ولادة خلال اليومين المقبلين كما توقع البعض، وأقصى ما يمكن توقعه هو استئناف الحوار بين الرئيس المكلف نواف سلام وباقي الأطراف، من أجل البحث عن “خلطة سحرية” توفق بين السقوف المتباينة للأفرقاء المعنيين بتشكيل الحكومة.
وحيال تمدد الوقت الضائع ، بدأ القلق يساور جهات عدة من إمكان أن يشكل هذا الواقع بيئة مناسبة لأي تلاعب بالوضع الأمني، مع بروز أكثر من إشارة في هذا الاتجاه خلال الأيام الماضية، لا سيما مسيرات الدراجات النارية الاستفزازية لحزب الله في المناطق المسيحية، بينما أكدت اوساط امنية أن لا موجب للقلق وأن الوضع ممسوك على الأرض. اما جنوبا فقد بادرت اسرائيل الى خطوة تصعيدية كبيرة تهدد بنسف اتفاق وقف اطلاق النار من خلال غارة استهدفت مدينة النبطية . علما ان لبنان استجاب للطلب الاميركي بتمديد هذا الاتفاق الى 18 شباط المقبل.
سلام يوضح
الاتصالات الهادفة الى تذليل عقبات التشكيل وانضاج الطبخة الحكومية تستمر بعيدا من الاضواء ، في وقت يسعى الرئيس المكلف الى ان تبصر النور هذا الأسبوع. وفي السياق، كتب رئيس الحكومة المكلف على منصة “أكس”: “تعليقاً على كل ما يتردد في الاعلام حول تشكيل الحكومة لجهة موعد إعلانها والاسماء والحقائب، يهمني ان أؤكد مجددا، انني فيما أواصل مشاوراتي لتشكيل حكومة تكون على قدر تطلعات اللبنانيات واللبنانيين تلبي الحاجة الملحة للإصلاح، لا أزال متمسكا بالمعايير والمبادئ التي أعلنتها سابقا”.أضاف: “كما اعود وأؤكد ان كل ما يتردد عار عن الصحة وفيه الكثير من الشائعات والتكهنات يهدف بعضها الى اثارة البلبلة. فلا أسماء ولا حقائب نهائية. اما بالنسبة الى موعد اعلان التشكيلة فإنني اعمل بشكل متواصل لإنجازها”.
اتصالات وتعقيدات
في السياق، اشارت معلومات “المركزية” الى اجتماع مرتقب خلال ساعات بين سلام والثنائي الشيعي وفي ضوء نتائجه سيزور سلام قصر بعبدا. وعلمت ايضا، ان القوات اللبنانية أبلغت سلام بأنها ستسمي وزراءها وتسقطهم على الحقائب اذا كان الثنائي الشيعي سيفعل ذلك، كما ان رئيس التيار الوطني الحر النائب جبران باسيل أبلغه انه في حال كانت القوات ستطلب 4 حقائب فأنا أريد 5.
التصحيح او الفدرلة
على ضفة التعقيدات ايضا، كتب عضو تكتل “الاعتدال الوطني” النائب وليد البعريني على منصة “إكس”: “لقد بلغ السيل الزبى وطفح الكيل، سكتنا لأيام وأعطينا فرصة للرئيس المكلف لكي يكمل استشاراته، لكن ان يمنح الذين هزوا العصا وحركوا موتوسيكلاتهم واستعملوا اسلوب الترهيب أكثر مما يحق لهم ويتم تجاهلنا كممثلين عن عكار وطرابلس والمنية والضنية والشمال فهذا تجاوز لكل الخطوط الحمر. ندعو الرئيس عون الى تصحيح المسار بصفته الضمانة وإلا ستكون هناك انتفاضة في وجه تهميشنا، كذلك أدعو نواب الشمال وخارجه للاجتماع ورفض منطق الاقصاء والالغاء ورفع السقف عاليا، وقد أعذر من أنذر”. وأشار إلى أن “لم تعد المسألة تتعلق بتمثيل وزاري لعكار والشمال، القصة باتت تطال كرامة كل عكاري واعتباره مواطنا درجة عاشرة، وأمام عدم إعارتنا اي اهتمام، سواء بالإنماء او بالتمثيل، لم يعد أمامنا سوى المطالبة بالفدرالية، وعندها ندبر كعكاريين شؤوننا بأنفسنا ونعرف أن لا دولة تتطلع فينا بل نتطلع بأنفسنا”.
عاجلا ام آجلا
الى ذلك، قال نائب رئيس مجلس النواب الياس بوصعب من عين التينة بعد لقائه رئيس المجلس نبيه بري: تكلمنا عن الموضوع الحكومي وتشكيل الحكومة وحكماً مع بداية هذا العهد وتشكيل هذه الحكومة هناك أمل عند اللبنانيين وهذا الأمل لا يجب أن ندعه يذهب، هذا الأمل بتشكيل الحكومة حالياً وستشكل ومع تشكيلها هناك عدد من القوانين الإصلاحية التي يجب ان تقر ونحن ناقشناها مع دولة الرئيس الذي هو طبعا معها ومصر على إنجازها في المجلس النيابي ، كل القوانين الإصلاحية سنعمل على إقرارها لتسهيل عمل الحكومة وإنطلاقة هذا العهد لتعطي أملاً للبنانيين ببلدهم للعودة الى الإستقرار المالي والاقتصادي والسياسي وهناك شيء واحد لا يمكن ان نقبل به او أن يشرع في هذا المجلس وهو شطب ودائع الناس. باستثناء ذلك كل القوانين الاصلاحية سينظر بها وإن شاء الله نستطيع ان نقرها في المجلس النيابي ونمشي بوقت اسرع مما كان متوقعا. هذه المواضيع التي ناقشتها مع دولة الرئيس وان شاء الله في الايام القادمة نشهد تشكيل الحكومة وبعد التشكيل نبدأ بموضوع المشاريع وإقرار القوانين في المجلس النيابي.
عامل مسهل
من جانبه، قال النائب طوني فرنجية من قصر بعبدا: نحن سنكون عاملًا مسهّلًا لتشكيل الحكومة، وداعماً لمشروع هذا العهد ، ونرى أن أمامنا فرصة حقيقية، ولن ننتظر لنرى إذا كانت هذه الفرصة ستأخذ حقها أم لا. سنضع أنفسنا وكل طاقتنا لإنجاح هذه الخطة وإنجاح هذا المشروع. لن ننتظر على ضفة النهر لنرى إذا كانت البوسطة ماشية والأوضاع جيدة، فنركب فيها، وإذا الأوضاع سيئة نتركها ونبقى على الطريق. هذا ليس أسلوب تعامل، ولا يعتبر من المسؤولية الوطنية.
العودة
وسط هذه الاجواء، عودة الاهالي الى القرى الجنوبية مستمرة شأنها شأن الخروقات الاسرائيلية لاتفاق وقف النار الممدد، حيث اعمال التفجير والنسف مستمرة. وامس، دخل الجيش اللبناني، بلدة يارون مع المواطنين، بعد ان ألقت درون اسرائيلية قنبلة مرتين، في محيط مكان تجمع الجيش والمواطنين في البلدة. وأفرجت القوات الاسرائيلية ليل أمس عن 6 مواطنين كانت اعتقلتهم خلال توافد الأهالي يوم الأحد الى بلدتي حولا ومركبا. في المقابل نفذ الجيش الاسرائيلي عملية تفجير قرب المسجد في الوزاني. وتقدم للجيش الاسرائيلي من جهة بلدة عديسة باتجاه مدخل الطيبة حيث وضع أتربة وصخورا وسط الطريق لقطعها أمام محاولات المواطنين التوجه إلى بلدة عديسة. وقامت القوات الاسرائيلية بجرف وهدم واحراق عدد من المباني والمنازل في منطقة المفيلحة غرب بلدة ميس الجبل.

التعليقات مغلقة، ولكن تركبكس وبينغبكس مفتوحة.