إسرائيل تقر بمقتل 5 من جنودها في جباليا .. والقمة العربية تُصدر بياناً!
تجددت الاشتباكات بين المقاومة الفلسطينية وقوات الاحتلال الإسرائيلي في مخيم جباليا (شمال) ورفح (جنوب) قطاع غزة بالتزامن مع قصف جوي ومدفعي عنيفين، وقد خلّف القصف الإسرائيلي عشرات الشهداء والمصابين، بينما أقرت تل أبيب بمقتل 5 من جنودها في جباليا.
وفي شمال القطاع، إصيب مسعفان في قصف مسيّرة إسرائيلية سيارة إسعاف تابعة لمستشفى العودة بمخيم جباليا، وباستشهاد 3 أشخاص بينهم طفل، وبإصابة عدد آخر في قصف استهدف منزلا في شارع الصحابة بمدينة غزة.
ودمر القصف الإسرائيلي سوق مخيم جباليا المركزي، ما أدى إلى احتراق عدد من المنازل في المخيم.
وشهدت أحياء جنوب مدينة غزة، الزيتون والصبرة وتل الهوا، قصفا مدفعيا متواصلا، وهو ما أدى لسقوط شهداء وجرحى.
وأفيد عن استشهاد الصحافي محمد جحجوح وزوجته وأمه وأطفاله، إثر قصف إسرائيلي استهدف منزل عائلته في منطقة أبو إسكندر بحي الشيخ رضوان شمالي مدينة غزة.
ووفق معطيات صادرة عن المكتب الإعلامي الحكومي في غزة، ارتفع إلى 145 عدد الصحافيين الشهداء في قطاع غزة منذ الـسابع من تشرين الأول الماضي. في المقابل، أعلن جيش الاحتلال الإسرائيلي مقتل 5 جنود وإصابة 16 آخرين في تفجير مبنى بمنطقة جباليا الأربعاء. وقال الجيش إن الجنود القتلى والجرحى سقطوا في تبادل لإطلاق النار بالخطأ بين قوتين إسرائيليتين.
وكانت مصادر إسرائيلية قد أكدت في وقت سابق مقتل وجرح نحو 20 جنديا إسرائيليا كانوا داخل مبنى تم تفجيره في جباليا في قطاع غزة.
ونشرت حسابات إسرائيلية صورا لهبوط مروحية عسكرية في مستشفى “شعاري تصيدق” بالقدس لنقل جنود مصابين.
هجمات المقاومة
وكانت كتائب القسام -الجناح العسكري لحركة المقاومة الإسلامية (حماس)- قد أعلنت قتل 12 جنديا إسرائيليا في كمين مركب، وبثت صورا لاستهداف مقاتليها قوات خاصة إسرائيلية أثناء دخولها أحد المنازل شرق مخيم جباليا. وقد أعلنت كتائب القسام تدمير ناقلة جند إسرائيلية بقذيفة الياسين 105 في معسكر جباليا، وإيقاع طاقمها بين قتيل وجريح.
وفي رفح جنوبي قطاع غزة، نشرت القسام مقاطع لاستهداف مقاتليها جنود الاحتلال الإسرائيلي وآلياته في محاور القتال شرق المدينة. ونشرت سرايا القدس مشاهد لاستهداف جرافة إسرائيلية خلال معارك حي الزيتون شرق غزة. وأفادت صحيفة معاريف بأن الجيش الإسرائيلي يستعد لتعميق وتوسيع العملية العسكرية في رفح.
وأضافت معاريف أنه تم إدخال اللواء 89 من الكوماندوز في الجيش الإسرائيلي إلى القتال في رفح الليلة الماضية. وهو ما يدل على نوايا الاحتلال توسيع الهجوم البري ضد مدينة رفح، وهو امر ينذر بكوارث انسانية خطيرة، كما دفعت اسرائيل بلواء من الدبابات من محيط المقبرة الشرقية ومول العرب وحي السلام شرق المدينة على وقع غارات وقصف مدفعي للمناطق التي تقدم إليها اللواء.
القمة العربية الـ33 تدعو لمؤتمر دولي للسلام ووقف الحرب على غزة
انطلقت امس أعمال القمة العربية الـ33 في العاصمة البحرينية المنامة، في ظل تصاعد الحرب المتواصلة على قطاع غزة منذ أكثر من 7 أشهر، ودعت البحرين وجامعة الدول العربية إلى عقد مؤتمر دولي للسلام في الشرق الأوسط.
جاء ذلك في كلمتين لعاهل البحرين الملك حمد بن عيسى آل خليفة، والأمين العام للجامعة العربية أحمد أبو الغيط، في أثناء الجلسة الافتتاحية للقمة العربية.
ودعا ملك البحرين لعقد مؤتمر دولي للسلام في الأوسط، إلى جانب دعم الاعتراف الكامل بدولة فلسطين وقبول عضويتها في الأمم المتحدة.
وبدوره، أكد أبو الغيط دعمه إقامة مؤتمر دولي للسلام بالشرق الأوسط، مطالبا بـ”إسكات أصوات البنادق” في السودان فورا، كما وصف العدوان الإسرائيلي على غزة “بالمتوحش”، وقال إن الشعوب العربية لن تنسى “هذا العنف الأعمى”.
من جانبه، دعا ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان المجتمع الدولي لدعم جهود وقف إطلاق النار في غزة، وطالب بوقف أي نشاط يؤثر على سلامة الملاحة البحرية في المنطقة، مشددا على أن المملكة تدعو إلى حل جميع النزاعات بالطرق السلمية لتحقيق الأمن والسلام والازدهار في المنطقة.
وقال عاهل الأردن الملك عبد الله الثاني إن الحرب على غزة وضعت جميع المواثيق والعهود الدولية على المحك، وأضاف أنه يجب على الحرب أن تتوقف، وعلى العالم أن يتحمل مسؤوليته الأخلاقية والإنسانية لينهي صراعا ممتدا منذ أكثر من 7 عقود.
من جهته، قال الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي إن إسرائيل تحاول استخدام الجانب الفلسطيني من معبر رفح البري مع بلاده لإحكام الحصار على قطاع غزة.
وتحدث السيسي عن عجز مؤسف من المجتمع الدولي بقواه الفاعلة ومؤسساته الأممية إزاء ما يحدث في غزة، واتهم إسرائيل بالوقوف والتهرب من مسؤولياتها والمراوغة حول الجهود المبذولة لوقف إطلاق النار.
في حين طالب الرئيس الفلسطيني محمود عباس الدول العربية والأصدقاء بمراجعة علاقاتهم مع إسرائيل، وربط استمرارها بوقف حرب تل أبيب على الشعب الفلسطيني وأرضه، والعودة لمسار السلام والشرعية الدولية.
وتابع أن الأولوية الآن هي الوقف الفوري للعدوان، وزيادة وصول المساعدات الإنسانية، ومنع تهجير الشعب الفلسطيني من غزة أو الضفة، والبدء فورا بتنفيذ حل الدولتين المستند للشرعية الدولية.
وتضم جامعة الدول العربية 22 دولة، ومنذ بدء القمم العربية العادية والطارئة في القاهرة عام 1946، تستضيف المنامة للمرة الأولى اجتماع مجلس الجامعة على مستوى القمة (القادة) في دورته العادية الـ33.
وسبق أن عُقدت قمة طارئة في العاصمة السعودية في تشرين الثاني الماضي، لكنها عجزت عن اتخاذ قرارات مباشرة ضد إسرائيل.
وأعلن أمس العراق سيكون المضيف للقمة العربية الـ ٣٤ في جولتها المقبلة.