إسرائيل تستهدف بيروت والجيش مجدداً وتكثف غاراتها التدميرية

واشنطن ملتزمة الحل الديبلوماسي وفرنسا: وقف النار قريب

10

كل المؤشرات تدل على ان الامور ليست ذاهبة نحو تسوية او وقف للنار بين اسرائيل ولبنان. رغم الاجواء الايجابية الحذرة التي يصر المعنيون بالمفاوضات في بيروت، على إشاعتها، الا ان وقائع الميدان كلها، تعاكس هذه المناخات، أو أقله تؤشر الى ان المفاوضات من اجل التوصل الى وقف النار – والتي يصعب التكهن في مدتها الزمنية – ستحصل تحت قصفِ ودمارِ آلة القتل الاسرائيلية التي ستجرف كل ما او من يعترض اهدافها، مِن الجنوب حيث بات الجيش العبري على مرمى حجر من الليطاني، وصولا الى قلب العاصمة بيروت، وليس ضاحيتها الجنوبية فقط، مستهدفا كل قيادات الحزب العليا. هذا بالاضافة الى استهداف متعمد جديد للجيش اذ قصف العدو حاجز العامرية بين صور والناقورة (جنوب لبنان) بالقذائف المدفعية قاستشهد عسكري واصيب 18 عسكريا جراح اربعة منهم خطيرة.

قلب العاصمة مجددا

 مرة جديدة، ضربت هذه الآلة في قلب العاصمة اذا، حيث استفاق سكان المنطقة وسكان المتن والجبل عند الرابعة فجرا على دوي صواريخ اسرائيلية خارقة للتحصينات، شبيهة بتلك التي استخدمت في عمليتي اغتيال الأمين العام السابق لحزب الله السيد حسن نصرالله ورئيس المجلس التنفيذي في الحزب السيد هاشم صفي الدين، دك بها الجيش الاسرائيلي البسطة الفوقا، في عملية عٌرف انها لاغتيال قيادي ما في الحزب غير ان الانباء حول هويته تضاربت، كما لم يُعرف ما اذا كان المُستهدف قُتل ام لا، في وقت ترددت معطيات عن استهداف عدد من مسؤولي الحزب في الضربة التي تسببت بسقوط ضحايا (نحو 22 شهيدا) واصابات (نحو 70 اصابة) سيما انها حصلت في منطقة «مدنية» مكتظة بالسكان. كل ذلك تحت زعم استهداف

 رئيس قسم العمليات في «الحزب» النائب السابق محمد حيدر.

العين على الخيام

 في الاثناء، وقبل هذه الضربة المخيفة مِن حيث حجم الاضرار والدمار، وبعدها ايضا، تحذيراتُ الجيش الاسرائيلي الى سكان الضاحية بالاخلاء، لم تتوقف، وتعقبُها في كل مرة، سلسلةُ غارات، بينما استمرت الغارات ايضا عنيفةً في البقاع. اما في الميدان الجنوبي، وغداة التقدم  الذي حققه الجيش الاسرائيلي نحو نهر الليطاني عبر دير ميماس، اشارت معلومات صحافية الى ان القوات الإسرائيلية سيطرت على الجزء الأكبر من بلدة البياضة. وقطعت طريق النبطية مرجعيون، منطقة الخردلي، بشكل كلي بفعل غارة إسرائيلية نفذها الجيش الإسرائيلي عند الساعة الـ 4:30 فجراً. وعينُ الجيش العبري باتت على الخيام، حيث يقوم بعمليات تفجير عنيفة جدا في المدينة، يصل عصفها الى البلدات المجاورة، وقصفت مدفعيته وسط البلدة وأطرافها بالقذائف المدفعية الثقيلة والمتوسطة وشن غارات عنيفة على البلدة ايضا. ويحاول الجيش الإسرائيلي في خطته للتقدم البري في البلدة، تطويقها من جميع الجوانب والمحاور، مع غطاء جوي وبري واسع. ودارت اشتباكات بين منطقتي البياضة ووادي حامول مع محاولة توغل اسرائيلية إلى الناقورة. وترافق ذلك مع شن عمليات تفجير للمنازل في شمع وطيرحرفا..

وامس، رد حزب الله على غارة بيروت فقصف تل ابيب ونهايريا وصفد ، وقصف للمرة الاولى ميناء اشدود العسكري.

لا اتفاق وشيك

 وسط هذه الاجواء الضاغطة، لا معلومات رسمية حقيقية صدرت لا عن الجانب الاسرائيلي ولا عن الجانب اللبناني ولا عن الجانب الاميركي، حول نتائج المباحثات التي اجراها المبعوث الاميركي اموس هوكشتاين في تل ابيب. وفي وقت عاد الاخير الى واشنطن، أشارت مصادر سياسية مراقبة ، الى ان الاكيد هو ان لا اتفاقا وشيكا او خلال ايام، بل ثمة مطالب اسرائيلية في شأن لجنة مراقبة تطبيق التسوية والـ1701، وعضويتها التي رفضت اسرائيل مثلا ان تضم فرنسا، وايضا في شأن إصرار اسرائيل على مطلب حرية التحرك في لبنان حينما ترى ذلك ضروريا ومن دون اي عوائق، وهو الامر الذي لا يمكن ان يقبل به لبنان او حزب الله.

فرنسا والحل القريب

وفي السايق دعا وزير الخارجية الفرنسي جان نويل بارو، اليوم الأحد، اللبنانيين والإسرائيليين إلى اغتنام “فرصة” سانحة من أجل التوصل إلى وقف لإطلاق النار في الحرب الدائرة بين إسرائيل وحزب الله.

وقال بارو لقناة “فرانس 3”: “هناك فرصة سانحة وأدعو جميع الأطراف إلى اغتنامها”.

وإذ أعرب عن “حذره”، أشار إلى أنه “من خلال الدبلوماسية والعمل مع الأطراف المعنية بشأن المعايير التي تتيح ضمان أمن إسرائيل وسلامة الأراضي اللبنانية، أعتقد أننا بصدد التوصل إلى حل قد يكون مقبولاً من جميع الأطراف الذين ينبغي عليهم اغتنامه للتوصل إلى وقف النيران ووقف الكارثة الإنسانية أيضاً”.

أوستن وكاتس

 ليس بعيدا اعلن البنتاغون ان وزير الدفاع الاميركي لويد أوستن أكد التزام واشنطن بحل دبلوماسي في لبنان يسمح بعودة المدنيين إلى منازلهم على جانبي الحدود كما شدد لنظيره الإسرائيلي على أهمية ضمان سلامة وأمن القوات المسلحة اللبنانية وقوة «اليونيفيل». بدوره، قال وزير الدفاع الاسرائيلي يسرائيل كاتس ان الجيش ضرب 70 في المئة من قدرات حزب الله الصاروخية معتبرا ان تطبيق الإتفاق مع لبنان أهم من الإتفاق بحد ذاته.

بوريل

وبعد جولة سياسية له في بيروت التقى خلالها رئيس حكومة تصريف الاعمال نجيب ميقاتي ورئيس مجلس النواب نبيه برّي، أكد مسؤول السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل وجوب ممارسة الضغط على إسرائيل وحزب الله للموافقة على العرض الأميركي لوقف النار.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.