أسباب سقوط سلاح حزب الله [الحلقة الثانية]

21

كتب عوني الكعكي:

دخل «الحزب» الانتخابات النيابية في 3 تموز عام 1992، ودخل الحكومة أوّل مرّة في تموز عام 2005.

وعلى ما يبدو، فإنّ شهوة السلطة أغرت الحزب، وأغرت معه نظام ولاية الفقيه الذي أعلن، كما قلنا بالأمس، أنه يسيطر على أربع عواصم عربية هي: بغداد ودمشق وبيروت وصنعاء.

قبل أن نتحدث عما فعله الحزب بعد عام 2000، لا بدّ من إعطاء لمحة سريعة عن كيفية استفادة نظام الملالي من غزو أميركا للعراق عام 2003… وكيف كذب الرئيس جورج بوش بقوله إنّ هناك ثلاثة أسباب لغزو العراق:

أولاً: وجود أسلحة دمار شامل.

ثانياً: وجود عناصر من «القاعدة».

ثالثاً: الشعب العراقي يريد أن يتحرّر من صدّام حسين، وسوف يستقبلون القوات الأميركية بالورود، وستكون حرب قصيرة.

وكذّبت مجلة «MONITOR SCIENCE CHRISTIAN» الحجج الثلاث قائلة: أولاً: لم تكن  ولم تجد هناك أسلحة دمار شامل.

ثانياً: ليس هناك أي وجود لأي إرهابي من أي تنظيم له صلة بـ «القاعدة» أو اي احد من عناصر القاعدة كما ادعى.

ثالثاً: العراقيون استقبلوا الأميركيين بالرصاص والمدافع والقتل، فغرق الأميركيون في مستنقع لا يعرفون كيف يخلصون منه.

المشكلة الثانية:

التمديد للرئيس إميل لحود، إذ أرسلت أميركا الى سوريا ريتشارد أرميتاج وذلك في صيف 2004 ليبحث مع الرئيس بشار الأسد اسم الرئيس اللبناني المقبل.

طرح أرميتاج على الرئيس الأسد أن يقدّم الأسد ثلاثة أسماء له وهو يختار أحدهم.

بالفعل، عقد الرئيس بشار الأسد اجتماعاً مع نائب الرئيس عبد الحليم خدام ومع وزير الخارجية فاروق الشرع، وطرح عليهم ما طرحه «مستر» أرميتاج.

كان جواب نائب الرئيس عبد الحليم خدام: «علينا أن نقبل بهذا الطرح لأنّ في لبنان الكثير من الشخصيات الرسمية التي ترغب بأفضل علاقات معنا في سوريا».

كذلك ان الاستقرار الذي حصل في سوريا خلال 30 عاماً من حكم الاسد كان بسبب العلاقات الطيبة بين الاسد وأميركا.

أما فاروق الشرع فقد أصرّ على التمسّك بالرئيس ملك البحار و «المايوه الفوسفوريك» لأنه يشكل ضمانة للمقاومة ولسوريا.

وفي اليوم الثاني عندما اجتمع المندوب الأميركي بالرئيس الاسد وتبلغ القرار بالتمديد للرئيس لحود قال له: يؤسفني أن أقول لك سيدي الرئيس إن قرارك خاطئ، وسوف تدفع الثمن غالياً…

وبدل أن يغيّر بشار رأيه، أرسل الشرع الى بيروت ليبلغ الرئيس لحود قرار الأسد التمديد له.

كما أوفد العقيد رستم غزالي ليبلغ الزعماء اللبنانيين بقرار الرئيس الأسد… وكانت البداية عند الزعيم الدرزي وليد جنبلاط الذي أعلمه العقيد رستم بقرار الأسد، فأجابه جنبلاط إنه أصلاً لم ينتخب الرئيس لحود وهو لن يقبل بالمشاركة بالتجديد له، ولكنه سوف يترك الحرية لجماعته لاتخاذ القرار الذي يرونه مناسباً… هنا كان جواب العقيد رستم أكثر من سيّىء لا بل قليل التهذيب، واستعمل كلاماً لا يليق بقائله. والأنكى أنه بعد خروجه من الاجتماع مع جنبلاط اتصل رستم برئيس الجمهورية وطلب منه إلغاء العشاء الذي كان يقيمه على شرف وليد بك وعقيلته ووالدته… وهكذا اتصل مكتب الرئيس وأعلم جنبلاط بإلغاء العشاء.

للتاريخ، فإنّ الغلطة الكبرى التي كلفت اتخاذ القرار 1559 بتاريخ 12 أيلول (سبتمبر) 2004. جاءت السفيرة امل مدلل من نيويورك الى سردينيا وأبلغت  الرئيس الحريري بأن هناك قراراً سيصدر في الامم المتحدة يطالب بالانسحاب السوري من لبنان. يومها جاء الشهيد رفيق الحريري من إيطاليا في تموز 2004 وأعلم الرئيس بشار بأنّ هناك قراراً سوف يصدر يطلب من القوات السورية الخروج من لبنان فرد عليه الرئىس الأسد «بأن الذي طلع الحمار على المئذنة فلينزله».

عاد الشهيد الرئيس رفيق الحريري الى باريس واجتمع بالرئيس جاك شيراك، وطلب منه أن لا يكون تنفيذ القرار 1559 تحت البند السابع الذي يقول بأنّ تنفيذ القرار يقضي باستعمال القوة. وبعد صدور القرار علّق الشرع قائلاً: إنّ هذا القرار لا يهمنا لأنّ هناك الآلاف من القرارات وإسرائيل تمتنع عن تنفيذها فلماذا علينا أن ننفذ القرار.

قبل نهاية سنة 2004 ذكر تصريح الشرع قائلاً: إننا دخلنا الى لبنان بناءً على طلب من الحكومة اللبنانية، ونحن مستعدون للخروج عندما تطلب الحكومة اللبنانية منا ذلك.

في 15 شباط 2005 اغتيل الشهيد الكبير الرئيس رفيق الحريري في تفجير قرب فندق «سان جورج» في أكبر انفجار قوته 1000 كيلو من المواد المتفجرة.

بعد اغتيال الحريري صدر عن مجلس الأمن قراراً بخروج القوات السورية في نهاية شهر أيار.. وبالفعل أعلن الرئيس بشار الأسد في جلسة لمجلس الشعب في البرلمان السوري الانسحاب قبل 3 أيام من الموعد المطلوب.

غداً سوف نتحدّث عن أغلاط الحزب ومنها الحرب الإلهية عام 2006 والتي سُمّيت بحرب «لو كنت أعلم».

وإلى اللقاء في الحلقة المقبلة.

aounikaaki@elshark.com

التعليقات مغلقة، ولكن تركبكس وبينغبكس مفتوحة.