أبناء الجنوب بمؤازرة الجيش يطردون الاحتلال من 18 بلدة

37

استفاق الجنوب امس على انتفاضة شعبية عارمة تمثلت باقتحام الاهالي العزل كل الحواجز التي تفصلهم عن قراهم وبلداتهم المحتلة، فتمكنوا من تحرير 18 منها فسارع الجيش اللبناني الى مؤازرتهم وانتشر داخلها، وعجزت قوات الاحتلال الاسرائيلي عن صد هذا الهجوم الشعبي رغم اطلاق النار بكثافة واستشهاد وجرح العشرات من المواطنين.
رئيس الجمهورية
أصدر رئيس الجمهورية جوزف عون بياناً توجه فيه إلى أهالي جنوب لبنان الذين سعوا للعودة إلى بلداتهم وقراهم، اليوم الأحد، رغم وجود القوات الإسرائيلية وجاء فيه: إلى أهلنا الأعزاء في جنوب لبنان، هذا يوم انتصار للبنان واللبنانيين، انتصار للحق والسيادة والوحدة الوطنية. واني اذ أشارككم هذه الفرحة الكبيرة، أدعوكم إلى ضبط النفس والثقة بالقوات المسلحة اللبنانية، الحريصة على حماية سيادتنا وأمننا وتأمين عودتكم الآمنة إلى منازلكم وبلداتكم.
إن سيادة لبنان ووحدة أراضيه غير قابلة للمساومة، وأنا أتابع هذه القضية على أعلى المستويات لضمان حقوقكم وكرامتكم. الجيش اللبناني معكم دائماً، حيثما تكونون يكون ، وسيظل ملتزماً بحمايتكم وصون أمنكم.
معاً سنبقى أقوى، متحدين تحت راية لبنان «.
بري
توجه رئيس مجلس النواب نبيه بري بتحية إجلال وتقدير لأبناء القرى الحدودية اللبنانية الجنوبية قائلاً: «ونحن لا زلنا نزف الشهيد تلو الشهيد على مساحة الجنوب والبقاع والضاحية وكل الوطن، ونقتفي آثار العشرات فلا نجد إلا أثراَ طيباً لهم وأطيافاً وأحلاماً بل هم أحياء عند ربهم ولكن لا تشعرون».
تابع: «طوبى لهؤلاء… طوبى للأمهات طوبى لكم أيها الجنوبيون يا حراس حدود أرضنا وسيادتنا واستقلالنا وعناوين عزتنا وكرامتنا وقوتنا، مجدداً تؤكدون أنكم كما أنتم عظماء في مقاومتكم، كذلك انتم اليوم تثبتون للقاصي والداني أنكم عظماء في إنتمائكم الوطني وأن الارض هي كما العرض ترخص في سبيل الذود عنها أغلى التضحيات وان السيادة هي فعل يُعاش وليست شعارات تلوكه الألسن». وأضاف بري: «فعلكم اليوم أكد أن مقاييس الوطنية والهوية والانتماء للبنان الوطن والرسالة والحرية والتحرر هو أنتم وهي الأرض التي تقفون عليها وتذودون بالدفاع عنها بأغلى ما تملكون، مباركة هي الأرض التي تزداد شموخاً اليوم بحضوركم فوق تلالها وحواكيرها وفوق ركام منازلها المدمرة بفعل غطرسة العدو الإسرائيلي وإرهابه، فعلكم اليوم يؤكد أن وطنا يمتلك عزيمة كعزيمتكم، وإراده كإرادتكم وحباً للارض كمثل حبكم، ووفاء لا يقاس كوفائكم وبأساً كالجمر لا يداس كبأسكم، هو وطن لابد أن ينتصر».
وختم بري: «إن معمودية الدم التي جسدها اللبنانيون الجنوبيون اليوم نساءاً وأطفالاً وشيوخاَ بصدورهم العارية وبمزيد من الشهداء والجرحى الذين إرتقوا بالرصاص الحي الذي إطلقه جنود الإحتلال الإسرائيلي على المدنيين العزل في ميس الجبل وحولا وكفركلا وبليدا وعيترون ويارون ومارون الراس والخيام يؤكد بالدليل القاطع أن إسرائيل تمعن بإنتهاك سيادة لبنان وخرقها لبنود وقف إطلاق النار وإن دماء اللبنانيين الجنوبيين العزل وجراحاتهم هي دعوة صريحة وعاجلة للمجتمع الدولي والدول الراعية لإتفاق وقف النار للتحرك الفوري والعاجل لإلزام إسرائيل بالإنسحاب الفوري من الاراضي اللبنانية التي لاتزال تحتلها في جنوب لبنان».
ميقاتي
صدر عن رئيس الحكومة نجيب ميقاتي البيان الأتي: «في هذا اليوم الذي عبّر فيه أبناء الجنوب الجريح عن تعلقهم بارضهم وهويتهم رغم تهديدات العدو الاسرائيلي، نتوجه بتحية إكبار الى أهلنا الصامدين في أرضهم الجنوب أو الذين اضطرهم العدوان الى النزوح قسراً عن ارضهم، وبشكل خاص الذين قرروا العودة اليوم، وواجهوا نيران العدوان ببسالة». اضاف: «إن وطنيتكم باتت مثالا يحتذى وشهادة بالدم بأن لا حق يضيع ووراءه مطالب»، داعيا «الدول التي رعت تفاهم وقف النار الى تحمّل مسؤولياتها في ردع العدوان واجبار العدو الاسرائيلي على الانسحاب من الاراضي التي يحتلها، وهذا ما ابلغناه الى المعنيين مباشرة محذرين من أن أي تراجع عن الالتزام بمندرجات وقف النار وتطبيق القرار 1701 ستكون له عواقب وخيمة».
نواف سلام
اتصل رئيس الحكومة المكلف نواف سلام برئيس الجمهورية جوزف عون صباح اليوم لمواكبة تطورات الوضع في الجنوب، مؤكدا انه يشاركه الثقة الكاملة بدور القوات المسلحة اللبنانية، وفي مقدمها الجيش، في حماية سيادة لبنان وتأمين العودة الآمنة لأهلنا في الجنوب الى قراهم ومنازلهم.
وقال سلام: «اغتنم هذه المناسبة لأعيد التأكيد على ما قلته في تصريحي الأول بعد التكليف حول أولوية تأمين شروط إعادة بناء القرى والمنازل المهدمة في الجنوب والبقاع وبيروت»، مكررا ان «إعادة الاعمار ليست مجرد وعد بل التزام منه».
السنيورة
استنكر الرئيس فؤاد السنيورة في بيان، «إقدام قوات العدو الإسرائيلي على اطلاق النار على المواطنين اللبنانيين العائدين الى قراهم وبلداتهم في الجنوب والتسبب بسقوط الشهداء وعشرات الجرحى وذلك نتيجة عدم انسحابه من الأراضي والقرى اللبنانية المحتلة، تنفيذا للتفاهم الذي تم التوصل اليه حول اليات تنفيذ القرار 1701 برعاية الراعيين الأميركي والفرنسي، والذي يوجب على إسرائيل الانسحاب من جميع الأراضي اللبنانية التي احتلتها مؤخرا وتثبيت وقف اطلاق النار».
نوه «بما يواصل الجيش اللبناني القيام به من اجل تطبيق خطة تعزيز عمليات الانتشار العسكري اللبناني في منطقة جنوب الليطاني».

 

الجنوبيون يتحدّون غطرسة إسرائيل بقرار العودة والثمن 22 شهيداً وعشرات الجرحى
وخطف شابين والجيش اللبناني يواكب دخول الأهالي إلى قراهم وبلداتهم ويقدم شهيداً
الشرق – انتهت رسميا في تمام الساعة الرابعة فجر امس مهلة الـ60 يوما الواردة في اتفاق وقف إطلاق النار بين لبنان وإسرائيل والتي دخلت حيز التنفيذ فجر السابع والعشرين من تشرين الثاني الماضي.
وكما بات معلوما لم ينسحب العدو الاسرائيلي من مناطق عدة في الجنوب خصوصا البلدات والتلال التي تتمركز فيها بالقطاع الشرقي، وتحضر سكان عدد من البلدات الجنوبية منذ فجر امس ضمن مواكب للتوجه إلى بلداتهم الحدودية رغم التحذيرات الإسرائيلية، وشهدت مداخل القرى والبلدات في القطاعين الغربي والاوسط منذ ساعات الفجر الأولى وبدء نهاية المهلة لوقف إطلاق النار تجمعات لعدد من الاهالي الذين وصلوا الى العديد من الأحياء في بلداتهم الجنوبية، فيما عملت وحدات الجيش اللبناني على حفظ أمن الوافدين. وبعد الظهر دخل الجيش اللبناني مع المواطنين بلدات مركبا ورب ثلاثين وبني حيان وطلوسة وحولا وميس الجبل ومارون الراس وعيترون ويارون والضهيرة وأم التوت والزلوطية ويارين والطيبة ودير سريان والقنطرة وعيتا الشعب والقوزح وتتبقى بلدات البستان ومروحين،كما افيد عن وصول عدد من الآليات والجرافات التابعة لقوات اليونيفيل الى منطقة المفيلحة غرب بلدة ميس الجبل، كذلك وصلت تعزيزات للجيش اللبناني الى المكان مع استمرار توافد الأهالي وابناء البلدة، وفي الاثناء، افيد عن تجدد إطلاق النار على اهالي بلدة كفركلا الموجودين على طريق برج الملوك ووقوع اصابات، وافيد بأن قوة اسرائيلية مؤلفة من عدد من الجنود ومعززة بدبابة ميركافا وجرافة نفذّت تقدماً معاكساً باتجاه تجمع أهالي ميس الجبل في منطقة المفيلحة غرب البلدة، حيث اطلق جنود العدو النار بكثافة بإتجاههم لإرهابهم وإبعادهم. وصدر عن قيادة الجيش – مديرية التوجيه البيان الآتي: تواكب وحدات من الجيش دخول المواطنين إلى بلدات: عيتا الشعب – بنت جبيل، ودير سريان، عدشيت القصير، الطيبة، القنطرة – مرجعيون، إضافة إلى مناطق حدودية أخرى، وسط إمعان العدو الإسرائيلي في خرق سيادة لبنان، واعتدائه على المواطنين موقعًا بينهم شهداء وجرحى، ورفضه الالتزام باتفاق وقف إطلاق النار والانسحاب من الأراضي اللبنانية التي احتلها في المرحلة الأخيرة،تُجدد قيادة الجيش دعوة المواطنين إلى ضبط النفس واتباع توجيهات الوحدات العسكرية حفاظًا على سلامتهم. وأضافت في بيان ثان: دخلت وحدات من الجيش إلى بلدة الضهيرة – صور ومناطق حدودية أخرى، فيما يواصل العدو الإسرائيلي اعتداءه على المواطنين موقعًا المزيد من الشهداء والجرحى، ورفضه الالتزام باتفاق وقف إطلاق النار والانسحاب من الأراضي اللبنانية، ونعت قيادة الجيش المعاون أول محمد يوسف زهور الذي استشهد بتاريخ
26 / 1 / 2025 جراء استهدافه بإطلاق نار من قبل العدو الإسرائيلي على طريق مروحين الضهيرة – صور. بدوره أصدر الجيش الاسرائيلي تحذيرات إلى سكان البلدات الحدودية الجنوبية بعدم العودة إليها حتى إشعار آخر. ووصل العشرات من أهالي بلدتي ميس الجبل وحولا سيرا على الاقدام الى الاحياء الغربية للبلدتين بعد تخطي حواجز الحيش اللبناني وامكنة قطع الطرقات من قبل الجرافات الاسرائيلية إلى ذلك، اصر أهالي بلدة الطيبة على دخول البلدة. في السياق، وصل عدد من مدينة الخيام إلى المدينة. وفتح الجيش اللبناني طريق عام الطيري – بنت جبيل أمام أهالي بلدة عيتا الشعب المتوجهين إلى بلدتهم بعد إصرار الأهالي على العبور، من جهتها، أبلغت اليونيفيل قيادة الجيش استعدادها لمساعدته في الاجراءات اللازمة لحماية المواطنين، وتفادي المخاطر التي قد تترتب عن تحرك اهالي الجنوب نحو قراهم الحدودية، وأشارت معلومات إلى أن الجيش الإسرائيلي خطف شابين في حولا. وصدر عن مركز عمليات طوارئ الصحة العامة التابع لوزارة الصحة العامة بيان أعلن أن اعتداءات العدو الإسرائيلي خلال محاولة مواطنين الدخول إلى بلداتهم التي لا تزال محتلة أدت إلى ارتفاع حصيلة الشهداء باستشهاد مواطن في العديسة واستشهاد مواطن ومواطنة شابة في ميس الجبل واستشهاد مواطن في مركبا ما يرفع العدد الإجمالي للشهداء حتى الساعة إلى خمسة عشر شهيدا، ووفق حصيلة سابقة تبين سقوط:- شهيدان وشهيدة في عيترون واثنا عشر جريحا، شهيد في بليدا وجريحان، – ثلاثة شهداء في حولا وأربعة عشر جريحا، شهيدة وشهيد في مركبا واثنا عشر جريحا، شهيد في كفركلا وخمسة عشر جريحا، عسكري شهيد في الضهيرة، سبعة جرحى في ميس الجبل، جريحان في بني حيان، جريح في مارون الراس، جريح في شقرا، جريح في دير ميماس، جريح في رب تلاتين، جريحان في الطيبة، ستة جرحى في العديسة، سبعة جرحى في يارون.
ومساء صدر عن مركز عمليات طوارئ الصحة العامة التابع لوزارة الصحة العامة بيان أعلن أن اعتداءات العدو الإسرائيلي خلال محاولة مواطنين الدخول إلى بلداتهم أدت إلى ارتفاع عدد الشهداء إلى اثنين وعشرين، من بينهم ست سيدات والجرحى إلى 124 من بينهم إثنتا عشرة سيدة ومسعف.

التعليقات مغلقة، ولكن تركبكس وبينغبكس مفتوحة.