أبطال “طوفان الأقصى” غيّروا الرأي العام العالمي!!!
كتب عوني الكعكي:
ما يجري في العالم اليوم من تظاهرات تأييد للفلسطينيين، ما كان ممكناً لولا عملية “طوفان الأقصى” التي فضحت الكذب والإجرام الاسرائيلي..
إذ بدأ العالم ينظر الى الجرائم التي يرتكبها الجيش الاسرائيلي ضد المواطنين الفلسطينيين المسالمين في بيوتهم، إذ يكفي أن تقوم إسرائيل بتدمير 80% من مباني غزّة.. ولم يقتصر التدمير على البيوت والمباني فقط بل امتدّ الى دُوَر العبادة، إذ لم تسلم كنيسة واحدة في غزّة من التدمير، مع العلم ان كنائس غزّة تاريخية، يعود بناؤها الى بداية المسيحية… وكما نعلم ان السيد المسيح ولد في بيت لحم. ولم يكتفِ الإجرام بحق الكنائس بل امتد الى المساجد، وأيضاً هذه المساجد لها تاريخ طويل منذ بداية نشر الدعوة الاسلامية. أما المستشفيات فكان لها نصيب كبير من التدمير، إذ قضت إسرائيل على جميع المستشفيات وآلاف المرضى الذين قتلوا في المستشفيات، حتى الاولاد الذين هم حديثو الولادة طالهم القتل.
35 ألف مواطن استشهدوا، 80% منهم من الاطفال، وهم قتلوا بشكل وحشي وإجرامي. 75 ألف مواطن، 80% من الاطفال والنساء جرحوا بالقصف، والطائرات التي كانت ترمي أكبر وأضخم الصواريخ حيث يصل وزن الواحدة الى 500 كيلوغرام، بالاضافة الى استعمال قذائف الدبابات وغيرها من الاسلحة المتطورة.
كل هذا جعل العالم يتغيّر، وتأكيداً على قولنا لا بد من استعراض ما يجري اليوم والبارحة في العالم… وخير دليل على تغيّر الرأي العالمي بالعزوف عن تأييد إسرائيل ودعم الفلسطينيين المحطات التالية:
أولاً: ما قاله الرئيس الايرلندي مايكل دانييل هيجينز:
“إنّ أكبر من يخون الفلسطينيين هو العالم الاسلامي بأكمله… فجميع الدول الاسلامية يجب أن تمارس ضغطاً على إسرائيل… جنوب أفريقيا فعلت ذلك وطردت السفير الاسرائيلي، وبعض دول أميركا الجنوبية فعلت ذلك.
في المقابل، لم نجد دولة إسلامية واحدة طردت سفير إسرائيل لديها… وهذا أمر مستغرب جداً”.
ثانياً: الجنرال الاسرائيلي يتسحاق بريك الذي قال: “إنّ إسرائيل خسرت الحرب وعليها أن تعلن نهايتها، فإلى متى يستمر نزوح أكثر من 200 ألف إسرائيلي من جنوب البلاد وشمالها… وإني أعجب تماماً كيف نستجدي الولايات المتحدة لإنقاذ الشيكل؟.. لذا فإنّ الوصول الى النصر الاسرائيلي مستحيل… منظر سكان غزّة على شواطئ البحر، وخلو المستوطنات الاسرائيلية من سكانها يُظهر الموقف بدقة كم ان إسرائيل في مأزق”.
والمستقبل -حسب بريك- “ليس للاسرائيليين بالتأكيد.. بل انه للفلسطينيين المصممين على انتزاع حقهم ولو بالقوة”.
ثالثاً: السيناتور الديموقراطي كريس فان هولين، وهو عضو العلاقات الخارجية، قال:
“إنّ بلادي كلها فاسدة بل أصبحت قاعدة للفساد، لأننا ابتعدنا عن الله القدير وصرنا خائفين من قول الحقيقة: الأطفال الاميركيون الصغار يتعرضون للاغتصاب خدمة للمصالح الاسرائيلية… سياسيون أميركيون يغتصبون فتيات أميركيات صغيرات تم تصويرهم بواسطة “الموساد” الاسرائيلي، حتى تتمكن إسرائيل من ابتزاز السياسيين الاميركيين. هذه هي الحال التي أصبحت عليه أميركا اليوم.. وأرجو من الله أن يدمّر هذا البلد”.
رابعاً: الممثلة الأميركية سوزان ساراندون قالت -وبكل جرأة- حين ألقت كلمة موضوعية رائعة في تظاهرات نيويورك… فأحسسنا ان هناك فيلسوفاً يتحدّث لا مجرّد ممثلة، كما هو حال الكثير من ممثلات هذا الزمن المعاصر… قالت ساراندون:
“مرحباً بكم أيها الشعب المبلل بالمطر،
قال نابوليون بونابرت.. الحرب هي عندما تخبرك الحكومة من هو عدوك، أما الثورة فهي عندما تكتشف بنفسك من هو عدوك.
عدونا الكراهية والعنصرية والاستعمار والجشع والصمت. صمت اولئك الذين ينظرون بعيداً.. عندما ترى أطفالاً مسحوقين امهاتهم وآباؤهم يحفرون بين الانقاض في محاولة للعثور على أسرهم… هذا غير مقبول أبداً. هذه رواية الأقوياء… لا يمكن أن نجد تبريراً لما يحدث في غزّة وفي رفح وللشعب الفلسطيني الذي يعاني منذ 75 سنة. من المزعج فقدان الأصدقاء والعائلة… انظروا الى هذا البحر من الخيم المنصوبة هنا، إلى ملايين الناس المحتجين في العالم وفي الولايات المتحدة… يجب أن نحتضن بعضنا ونشجع بعضنا.
لا أحد حرّ، إن لم نكن جميعنا أحراراً.. ففلسطين حرّة وتحيا فلسطين”.
خامساً: عمدة نيويورك إريك آدامز حذر من هجمات خارجية تثير مشكلات في احتجاجات الطلاب.
فقد حذّر عمدة مدينة نيويورك الأميركية إريك آدامز من ان “جهات خارجية” تسبب مشكلات تتعلق بالسلامة العامة، في الاحتجاجات المناصرة للفلسطينيين التي تشهدها جامعة كولومبيا منذ أيام. وحثّ المتظاهرين على المغادرة”.
وقال آدامز: “هم يتسببون من خلال تظاهراتهم بنشاط يثير قضايا خطيرة تتعلق بالسلامة العامة… وربما لا يفهم بعض الطلاب المشاركين ما الذي يشاركون فيه. ونحن نحثّ أولئك وكل من ينتهك نظام الجامعة على مغادرة المنطقة الآن”.
وأضاف: “يجب أن ينتهي هذا الوضع الآن، وأنا أحثّ آباء المتظاهرين في الجامعة على الاتصال بأبنائهم، وحثّهم على مغادرة المنطقة قبل أن يتفاقم الوضع بأي شكل من الأشكال”.
وتابع عمدة نيويورك: “إنّ المدينة لا يمكنها الانتظار حتى يصبح الوضع أكثر خطورة، ويجب أن ينتهي الآن… إنهم ليسوا هنا لتعزيز السلام أو الوحدة أو السماح بعرض سلمي لأصواتهم، لكنهم هنا لإثارة الخلاف والانقسام”.
سادساً: اعتصامات جامعة كولومبيا
وفي سياق متصل، قال مسؤول في سلطات إنفاذ القانون لشبكة CNN: “إنّ ما لا يقل عن نصف المتظاهرين في حرم جامعة كولومبيا لا ينتمون الى الجامعة”. وأضاف أنّ: “عدد المتظاهرين في الحرم الجامعي يتضاءل ويرتفع اعتماداً على ما يحدث حيث يراوح من 250 الى 900 شخص”.
وتابع: “إنه على الرغم من عدم وجود طلب رسمي من جامعة كولومبيا للحصول على مساعدة شرطة نيويورك، فإنّ فرق الضباط في المدينة مستعدة للذهاب بمجرد تلقي الأمر من إدارة الجامعة”.
وكان المئات من الضباط من فريق الاستجابة الاستراتيجية التابع لإدارة شرطة نيويورك قد شوهدوا خارج حرم الجامعة.
ووفقاً لشرطة نيويورك، يتعامل الفريق مع الاضطرابات المدنية، والأحداث الكبرى بأفراد مدرّبين تدريباً عالياً ومعدات متخصصة، كما انه يتدخل في حوادث أخرى بما في ذلك مواجهة الجريمة والاحتجاجات وحوادث إطلاق النار والسطو على البنوك وغيرها.
سابعاً: جامعات أميركية أخرى في السوربون (باريس):
يذكر ان عدداً من الجامعات الاوروبية تشهد احتجاجات مناصرة للفلسطينيين منذ أيام وسط اعتقالات لبعض الطلاب، واقتحامات من جانب المتظاهرين لبعض المباني التابعة لكليات معينة ببعض الجامعات.
لقد أدت احتجاجات ثورة العمال والطلاب في باريس الى اندلاع معارك في الشوارع في أيار 1968 لمدة عشرة أسابيع، ما أدى الى فقدان الرئيس الفرنسي شارل ديغول أعصابه فهرع الى ألمانيا… ووصلت الاحتجاجات الى ألمانيا…
اليوم الاحتجاجات تعم جميع جامعات أميركا، وامتد الاحتجاج الى أكثر من 30 جامعة بسبب دعم جو بايدن إسرائيل في حرب غزّة… الطلاب احتلوا قاعة هاميلتون وهو كما حدث عام 1984. الى ذلك قامت جامعة بيل بتبادل الطلاب مع 7 جامعات أخرى حفاظاً على السنة الجامعية.
ثامناً: جامعة ايفي كيج
وفي جامعة ايفي كيج المحافظة طالب الطلاب بإلغاء كلّ تعامل مع الشركات الداعمة لإسرائيل.
لقد قوبلت كل هذه الاحتجاجات بالعنف والاعتقال وتهديد الطلاب بالفصل.
هذه بعض أخبار الاحتجاجات التي تدل على ان أبطال الأقصى غيّروا الرأي العام العالمي من خلال بطولاتهم والتمسّك بحقوقهم.