أبطال “طوفان الأقصى” دمّروا الاقتصاد الإسرائيلي – [الحلقة الأولى]
كتب عوني الكعكي:
قرأت حديثاً لاقتصادي لبناني كبير أثار إعجابي بدقة المعلومات التي ذكرها.. والأهم انه قد يكون الاعلامي الوحيد الذي بحث عن تلك المعلومات التي تحتاج الى جيش من المحررين للحصول على هذا الكم من المعلومات الدقيقة والمفيدة وتجميعها.
وتعميماً للفائدة ارتأيت الاستفادة من هذه المعلومات وأحببت أن أنشرها لأني أشعر أنّ العالم العربي والعالم كله يجب أن يستفيد ويعلم ماذا حققت عملية “طوفان الأقصى” ولأوّل مرّة في تاريخ الصراع العربي – الاسرائيلي.
لقد كتبنا مراراً، وشرحنا بالأدلة والأرقام، ما حققته عملية “طوفان الأقصى” التي قام بها أبطال المقاومة الفلسطينية في غزّة ضد إسرائيل…
وأشرنا كذلك، إلى أنّ عملية “الطوفان” حطمت دعائم الاقتصاد الاسرائيلي.. إذ فاقت خسائر العدو، المباشرة وغير المباشرة، كل الأرقام والإحصائيات السلبية التي سجلتها إسرائيل في جميع حروبها السابقة.
وبعد أكثر من ثمانية أشهر على بدء عملية “طوفان الأقصى” في السابع من تشرين الأول “أكتوبر” 2023، يتواصل النزيف الاقتصادي بشكل سريع ومريع، على مختلف القطاعات والمستويات..
فعلى وقع تكلفة الحرب الباهظة، والهزّات الصادمة التي أصابت اقتصاد إسرائيل، تهاوى سعر صرف العملة الاسرائيلية (الشيكل) الى أدنى مستوياته أمام الدولار منذ عام 2012، ولم تُفلح كافة الاجراءات الاسعافية التي اتخذها المركزي في إعادته الى مستوياته السابقة على الرغم من ضخّ إسرائيل حزمة دعم فاقت الـ60 مليار دولار لمساعدة عملتها واقتصادها على الصمود.
ليس هذا فحسب… لقد بيّنا في مقالات عدّة تأثير الحرب على إسرائيل اقتصادياً، إضافة إلى ما كتبته وسائل الاعلام الاميركية والغربية الموالية لإسرائيل، فقد أشارت صحيفة “واشنطن بوست” الاميركية، الى ان بعض المسؤولين الاسرائيليين يتوقعون استمرار الحرب في غزّة، الى وقت لم يكن وارداً عند بنيامين نتانياهو وأركان حربه، واستمرار الحرب أدّى ويؤدي الى انهيار الاقتصاد الاسرائيلي جرّاء استدعاء عدد كبير من جنود الاحتياط الذين يكلفون الميزانية الاسرائيلية رواتب شهرية بقيمة 13 مليار دولار، إضافة الى تكبّد سوق العمل في إسرائيل خسائر أسبوعية بقيمة 1.2 مليار دولار، بسبب تراجع الانتاجية نتيجة انسحاب هؤلاء الجنود من الحركة الاقتصادية.
وبحسب صحيفة “يديعوت أحرونوت”، فإنّ فاتورة الحرب التي تشمل الإنفاق على تعبئة جنود الاحتياط والعمليات العسكرية وإعادة بناء المستوطنات ودعم الاقتصاد ومساعدة المواطنين ستصل الى أكثر من 200 مليار شيكل هذا العام (2024 ) .
إضافة الى ذلك… أظهرت بيانات “غلوبس” الموقع المتخصص في الاقتصاد الاسرائيلي، الى ترك ما يقرب من 20 الى 25 ألف عامل آسيوي وظائفهم.
شرحنا هذا كله في مقالاتنا، إضافة الى الخسائر البشرية والعسكرية التي أصابت في الكيان الاسرائيلي مقتلاً. لكنني اليوم أعود وأركّز على الجانب الاقتصادي لأقول: إنّ زلزال “طوفان الأقصى” هزّ الاقتصاد الاسرائيلي وزعزعه… وهذا ما دفعني اليوم الى إعادة التركيز على هذا الجانب، خصوصاً بعد حديث خبير اقتصادي معروف لوسيلة إعلامية لبنانية حول هذا الأمر تحديداً، وكأنّ الخبير أكّد ما كنّا قد كتبناه وشرحناه.
لقد أكّد الخبير الاقتصادي والمالي اللبناني ما أحدثته عملية “طوفان الأقصى” من تأثير سلبي على اقتصاد كيان الاحتلال الاسرائيلي، وتأثير جبهات الإسناد لقطاع غزّة في لبنان واليمن على الشركات والموانئ في فلسطين المحتلة.
قال الخبير الاقتصادي: إنّ الأمر الأهم الذي ضربه “طوفان الأقصى” هو إسرائيل الهيكلية (إسرائيل التركيبة والهوية).
[يتبع غداً]