واشنطن تحذّر وغالانت يرفض المبادرة الفرنسية

وميقاتي يدين العدوان التدميري والإرهابي الموصوف

56

مع دخول البلاد مدار عطلة عيد الاضحى الممتدة حتى الاربعاء المقبل، استكانت الحركة السياسية التي ملأت الفضاء الرئاسي طوال الاسبوع من دون ان تنتج جديدا او تحقق مجرد خرق بسيط في جدار التصلب الحائل بعد عام بالتمام على آخر جلسة رئاسية دعا اليها رئيس مجلس النواب نبيه بري من دون انتخاب رئيس جمهورية للبلاد القابعة على عتبة حرب شاملة تتهددها، في ظل لا مبالاة من حزب الله بعدما استجلب الحرب جنوبا عبر فتح جبهة اسناد غزة.

واشنطن تحذر

ووسط سباق محموم بين التصعيد الميداني والضغط الديبلوماسي لإرساء التهدئة، أفادت هيئة البث الإسرائيلية امس، بأن الولايات المتحدة الاميركية حذّرت إسرائيل من أنّ أي خطوة عسكرية في لبنان قد تخرج عن السيطرة… واستبعد وزير الدفاع الإسرائيلي، يوآف غالانت، الانضمام إلى مبادرة روج لها الرئيس الفرنسي، إيمانويل ماكرون، والتي تشكل فرنسا والولايات المتحدة وإسرائيل بموجبها مجموعة اتصال للعمل على نزع فتيل التوتر على حدود إسرائيل مع لبنان. وقال غالانت في بيان “بينما نخوض حربا عادلة دفاعا عن شعبنا، تتبنى فرنسا سياسات معادية لإسرائيل”. وأضاف “إسرائيل لن تكون طرفا في الإطار الثلاثي الذي اقترحته فرنسا”. وكان ماكرون قد أعلن اول من امس، خلال قمة مجموعة السبع أن فرنسا والولايات المتحدة وإسرائيل ستعمل ضمن إطار “ثلاثي” على خارطة طريق فرنسية هدفها احتواء التوترات على الحدود بين إسرائيل ولبنان.

توصية بالهجوم

وتوازيا، اوضح الاعلام الاسرائيلي ان “الجيش اوصى القيادة السياسية بإنهاء عملية رفح في أقرب وقت ممكن والتقدم بالهجوم على لبنان”.

في جديد المستجدات الامنية، وفيما لوحظ تراجع وتيرة الاعتداءات أمس مقارنة مع اليومين الماضيين، تعرضت بلدة الخيام وأطراف ديرميماس وكفركلا وحولا لقصف مدفعي قبل الظهر. كما سقطت قذيفة اسرئيلية في ساحة بلدة الطيبة، فيما أشعل القصف المدفعي الفوسفوري الاسرائيلي النيران في حي الدباكة، شمال شرق بلدة ميس الجبل. ولاحقا استهدف القصف عيتا الشعب في قضاء بنت جبيل.

عمليات الحزب

وأعلنت “المقاومة الإسلامية” في سلسلة بيانات أنها استهدفت صباحا موقعي الرمثا والسماقة في تلال كفرشوبا اللبنانية المحتلة بالأسلحة الصاروخية، بالاضافة الى استهداف موقع المطلة بالأسلحة المناسبة. كما استهدفت بعد الظهر المنظومات التجسسية في موقع مسكاف عام بالأسلحة المناسبة ما أدى الى تدميرها. وأضافت في بيان آخر انه “رداً على الاعتداءات ‏‏الإسرائيلية على القرى الجنوبية الصامدة والمنازل الآمنة وآخرها الاعتداء على بلدة جناتا والذي أدى إلى ‏‏استشهاد وإصابة مدنيين، قصف مجاهدو المقاومة الإسلامية اليوم مستعمرتي كريات ‏‏شمونة وكفرسولد بعشرات صواريخ الكاتيوشا والفلق”. كما استهدفوا “مبان ‏‏يستخدمها جنود العدو في مستعمرة المطلة بالأسلحة المناسبة واصابوها إصابة مباشرة”، واصابت صواريخ الحزب ايضا موقعا اسرائيليا في مزارع شبعا. ولاحقا اعلن حزب الله “اننا استهدفنا التجهيزات التجسسية في موقع جل الدير بالأسلحة المناسبة وأصبناه إصابة مباشرة وتم تدميره”.

اماني ينفي

ليس بعيدا وفي موقف لافت، كتب سفير الجمهورية الاسلامية الايرانية في لبنان مجتبى اماني عبر منصة “إكس”: “هناك إشاعات كاذبة عن استشهاد مسؤولين في حزب الله، وهي غير صحيحة على الإطلاق. والغرض من ذلك هو الحرب النفسية”.

عدوان ارهابي والتزام

وفي هذا الاطار، اعلن رئيس حكومة تصريف الاعمال نجيب ميقاتي في مداخلة امام مجلس الوزراء “إن استمرار الاعتداءات الاسرائيلية على الجنوب وما يشهده من قتل متعمد لأهله وتدمير للبلدات واحراق للمزروعات، ليس فقط محل ادانة واستنكار من قبلنا بل هو عدوان تدميري وإرهابي موصوف ينبغي على المجتمع الدولي ان يضع حدا لتماديه وإجرامه، وبدورنا سنحتكم للمرجعيات الدولية المختصة، ونجدد التزامنا بتطبيق القرار 1701 كاملا”. وقال: “إننا نقدر مبادرة الدول الصديقة ودول القرار الى السعي لوقف الاعتداءات الاسرائيلية، كما نرحب بقرار مجلس الأمن الرقم 2735 الذي وضع خارطة طريق لوقف القتال في غزة، ونتمنى ان يصار الى تطبيق هذا القرار سريعا لقطع الطريق على حرب واسعة النطاق في المنطقة. شاركنا هذا الاسبوع في مؤتمر “الاستجابة الانسانية الطارئة في غزة” في الاردن وكان اللقاء مناسبة لتأكيد حضور لبنان في كل المحافل، وقد اعدنا تأكيد الموقف اللبناني ومطالبة الاخوة العرب والمجتمع الدولي بضرورة مواصلة دعم لبنان والضغط على العدو الاسرائيلي. هذا المؤتمر كان تمهيدا لمؤتمر آخر لاطلاق حملة دعم لغزة والمناطق المتضررة من جراء احداث غزة، وقد وضعنا بصمة في هذا الموضوع لكي يكون لبنان من الدول التي ستشملها هذه المنصة”.

أضاف ميقاتي: “سنة مرت على آخر جلسة لانتخاب رئيس جديد للجمهورية، ولا نزال نتناقش حول “جنس الحوار واشكاله” ولكن هناك شبه اجماع على أن الحوار هو الاساس لايجاد الطريق السليم من أجل انتخاب رئيس للجمهورية واعادة الاستقرار والانتظام الى المؤسسات الدستورية . باسمي وباسمكم اكرر الالحاح والاسراع بانتخاب رئيس جديد للجمهورية، ادعو جميع الفرقاء لأن نفكر معاً ونتحاور ونتعاضد لإنقاذ وطننا من التحديات والاخطار التي تتهددنا جميعا. نحيي كل المبادرات التي تقام في هذا الصدد ونقدّرها، ونتمنى أن تكون مكللة بالنجاح”.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.