هوامش – بقلم ميرفت سيوفي- ماذا يريد اليهود؟
يخرج علينا الاسرائيليون عبر الشاشات يوميّاً ويقرأون علينا ماذا تريد منهم التوراة أن يفعلوا بنا، ليس فقط في أهل غزة الذين اختفت جثث كثير منهم تحت رمال مخيم المواصي في خان يونس وهم نائمون يحسبون أنّ هذا المخيم آمن، ويخرج علينا من المحللين العرب من يقول لنا نحن لسنا ضدّ اليهود نحن أيضاً ساميّون، نحن ضدّ الصهيّونية، ولندع هذين الفريقين في دفاعهم ونزاعهم ولنذهب إلى مكان سيوضح لنا الحقيقة، ما الذي يريده اليهود منّا كعرب وكمسلمين؟
بعد اتفاقيّة «كامب ديفيد» أرسل مناحيم بيغين رئيس الوزراء الإسرائيلي إلى الرئيس المصري أنور السادات بوقاحة شديدة خطاباً دفعه السادات إلى الكاتب أنيس منصور وقال: «اقرأ وقل لي أعمل إيه في ابن الإيه ده»!! وكان بيغن يشكو فيه من أن الشيخ محمد متولي الشعراوي يهاجم اليهود ليلاً ونهاراً ومن غير مناسبة، خصوصاً في الحلقتين الأخيرتين قبل إرساله هذا الخطاب، يروي منصور قائلاً «ذهبت إلى التليفزيون أطلب مشاهدة الحلقتين الأخيرتين للشيخ محمد متولي الشعراوي، ولم أجد شيئاً مما نقلوه إلى بيغن، فالشيخ الشعراوي أحد الخبراء في البلاغة القرآنية، وقد شاهدت حلقات أخرى للشيخ محمد متولي الشعراوي وتبيّنت ان الرجل لا يهاجم اليهودية ولا المسيحية فهو فقيه مسلم يفتش في كنوز المعاني البديعة، ويقول أنيس منصور استكمالاً للمشكلة: «وفجأة تلقيت خطاباً من د. بطرس غالي وزير الدولة للشؤون الخارجية وفي الخطاب نصّ خطبة وزير التعليم الإسرائيلي، وفي الخطبة يقول: «لن يتحقّق السلام بيننا إلّا إذا حذفتم بعض آيات من القرآن الكريم»!! وكلّفنى الرئيس السادات بأن أسافر إلى إسرائيل فوراً وقال لي «قل لبيغن على لساني: إذا لم يكفّ عن الادّعاء بأن محمد متولي الشعراوي يهاجم اليهود وليس الصهاينة، فإنه سوف ينشر خطبة وزير التعليم الإسرائيلي على جميع القنوات في مصر والعالم العربي على أوسع نطاق، ونوقظ الكراهية النّائمة عند ملايين المسلمين».
رحم الله الرئيس أنور السّادات، ان اليهود هم الذين حاربوا النبيّ والمسلمين لم يكن هناك صهيونيّة بل يهود، مطلع هذا العام وعلى إحدى الشاشات الإسرائيليّة كان أحد السياسيين اليهود يعلن بالفم الملآن أنّه «لا سلام لإسرائيل طالما القرآن موجود»، لم يتغيّر ما يريده اليهود وحلفاؤهم الصهيونيّون من إيمانويل ماكرون إلى جو بايدن ودونالد ترامب، لا يزالون يطالبون به إحذفوا سور من القرآن، وللأسف بعض العرب بدأوا فعلاً بتغيير مناهجهم الدراسيّة وحذفوا آيات وسوراً ومنعوا أئمة مساجد من تلاوة آيات بعينها في الصلاة، وأدخلوا صديقاً للأطفال يحمل إسم ليفي، ونقول حتى ولو ان بعض العرب هانت عليهم أنفسهم سيبقى اليهود الأشد عداوة للذين آمنوا، هذه حرب لا تحتمل موقفين نحن في أواخر الزمن والنّاس إلى فسطاطيْن، وعلينا أن نختار في أي فسطاط نريد أن نكون.
m _ syoufi@hotmail.com