هوامش – بقلم ميرفت سيوفي – تاريخٌ يُعيد نفْسَه

48

لو قرأ العرب تاريخ عصورهم الذهبيّة والرديئة السوداويّة لكانوا في غنىً عن المآسي التي تتنقّل بين بلادهم وآخرها بالأمس اقتطاع أثيوبيا من أراضي الصومال ومسارعة مصر للتدخل لإدراكها الخطر في وقت من المؤسف فيه أنّ مصر لم تدرك حتى الآن أنّهم حاصروها من كلّ أطرافها من ليبيا والسودان وسينا وأصبح البحر الأحمر وقناة السويس على مرمى حجر من صواريخ الحوثيين الباليستيّة!
وحتى لا ينزاح التفكير اللبناني العبثي المتأرجح بالتفاصيل الصغيرة من انتخاب رئيس جمهورية وانتخابات نيابيّة وتشكيل حكومات لأنّها كلّها مجرّد لهو ولعب وتصارع على السلطة لا على مصلحة البلد، حتى لا ينحاز هذا التفكير عن أبعاد الدّور الفارسي لأجل كلّ هذا التاريخ، من المفيد أن نسترجع هنا أنّه فى 29 كانون الثاني عام 803 م “نكبَ” الخليفة العباسي هارون الرّشيد ـ وكانت في زمنه سلطة الدولة العباسيّة في عصرها الذهبي ـ “بنو برمك المجوس، وتعتبر تجربتهم أعتى تجارب الفرس في إعادة بناء الإمبراطوريّة الفارسيّة وقد تكون موازية لتجربة إيران اليوم ـ وهذه المحاولة الكبرى نُفّذت في عزّ قوة الخلافة الإسلاميّة العربيّة ـ لا يعدو مرشد الجمهوريّة الإيرانيّة علي الخامنئي عن أن يكون يحيى برمكي آخر، وللمناسبة يعيد ابن خلدون نكبة البرامكة الى “استبدادهم على الدولة واحتجافهم أموال الجباية، حتى كان الرشيد يطلب اليسير من الأموال فلا يصل إليه، فغلبوه على أمره وشاركوه فى سلطانه، ولم يكن له منهم تصرف فى أمور ملكه، فعظمت آثارهم وبَعُد صيتهم وعمروا مراتب الدولة وخطططها بالرؤساء من ولدهم وصنائعهم، واحتازها عمّن سواهم من وزارة وقيادة وحجابة وسيف وقلم”، هذا هو السيناريو الفارسي الذي لم يتغيّر منذ “أبو مسلم الخراساني” وحتى اليوم!!
ولكن، ماذا نفعل إذا العرب في عزّ قوة دولتهم ضاربين بالدفّ غارقين في المعازف والرقص والغناء، ألا يشبه واقع اليوم العربي أمسهم، هل فات الأوان؟ علينا أن نتساءل بجديّة هل دخلنا عصور الانحطاط على جميع المستويات ليس في لبنان فقط بل في العالم العربي كلّه العاجز والمتآمر على فلسطين وشعبه ولبنان وشعبه والسودان والصومال واليمن وسوريا وكل دولة حصدها الدار، لا رحمة ولا شفقة أمام الجثث التي ما تزال منسحقة تحت الأنقاض!
إسمحوا لنا يا شركاء العدو في المؤامرة بالأمس انتقلت الحرب إلى مخيمات الضفة الغربيّة وكلّ الخوف من غزّة أخرى فإلى أي حدود ستهجرهم إسرائيل في جولة مخططاتها الثانية لتصفية القضية الفلسطينيّة على مرأى من العرب وصمتهم الخائن!!

ميرڤت سيوفي
m _ syoufi@hotmail.com

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.