هل انتهى دور “الملالي”؟!!

110

كتب عوني الكعكي:
يمكن القول، إننا نعيش في أواخر أيام عهد «الملالي»، وذلك لأنّ المهمة التي أوكلت إليه، قد قام بها على أتم وجه.
كما تعلمون أن العملية الأولى التي قام بها نظام «الملالي» عندما تسلم حكم إيران، كانت إعلان الحرب على العراق بحجة التشييع، أي أن الشعار الذي رفعه آية الله الخميني هو أنه يجب على جميع أهل السنّة أن يتشيّعوا. ومن أجل ذلك بدأت الحرب بين إيران والعراق عام 1980 إثر إعلان آية الله الخميني حرب «الجهاد» على العراق.
والعجيب الغريب أن تلك الحرب دامت 8 سنوات، والغريب العجيب أيضاً أن الرئيس صدّام حسين كان يحارب آية الله الخميني بالجيش العراقي الذي لم يكن أحد يعرف أو يميّز بين من هو من أهل السنّة ومن هو شيعي.
استمرت الحرب 8 سنوات دُمّر خلالها الجيشان العراقي والإيراني، ودمّر البلدان أيضاً، العراق وإيران، واضطر البلدان أن يقعا في عجز مالي، فكل واحدة خسرت 1000 مليار دولار مع ألف مليار أخرى هي خسائر الحرب، بمعنى أدق أن البلدين خسرا 4000 مليار دولار، والمصيبة أن الحرب لم تُسفر عن أي نتيجة، لأنه وكما هو معلوم، لم يكن مسموحاً لأي بلد منهما أن يربح الحرب. وبالفعل، استطاع الجيش العراقي أن يستعيد منطقة «الفاو» الغنية بالزراعة والنفط… ولكن هذا الانتصار لم يدُم، لأنّ أميركا لا تريد أن تنتهي الحرب، ولا تريد أن يربح أي فريق على الفريق الآخر، حتى يتم تدمير واستنزاف البلدين وهذا هو المطلوب.
ولم يكتفِ مشروع «الملالي» بالحرب على العراق، بل استفاد أكثر بعد الغلطة الكبرى التي ارتكبها الرئيس صدّام حسين باحتلاله الكويت، وكانت تلك غلطة مميتة في تاريخه، وهي أدّت الى مجيء أميركا لتحرير الكويت عام 1990… ووضعت العراق تحت الوصاية.
والأهم أنّ الرئيس جورج بوش الابن أصر على احتلال العراق، وادّعى -حسب صحيفة «كريستيان مونيتر ساينس»-، أنّ ثلاثة أسباب جعلت أميركا تحتل العراق وهي:
-1 القضاء على أسلحة الدمار الشامل، والتي زُعِم أنها موجودة في العراق.
-2 وجود عناصر إرهابية هناك.
3- مطالبة الشعب العراقي بالتخلص من نظام الاستبداد.
وقد كتبت المطبوعة نفسها، فقالت في مقال نشرته: إنّ الرئيس بوش هو رئيس كذّاب، ذلك لأنّ القوات الاميركية لم تجد أي أسلحة دمار شامل، كما ادّعى بوش، هذا أولاً.
ثانياً: لا يوجد أي عنصر إرهابي أو من تنظيم «القاعدة»، كما ادّعى بوش، بل إن الاحتلال الأميركي هو من أنشأ إرهاباً في العراق.
ثالثاً: قال بوش إنّ الشعب العراقي ينتظر القوات الأميركية ليستقبلها بالورود. ولكن كانت النتيجة عكس ذلك تماماً، حيث استُقْبل الأميركيون بالنار والحديد.
على كل حال، ليست هذه هي المصيبة الوحيدة، بل إن الأمر تعدّى ذلك، فبعد إلقاء القبض على الرئيس صدّام حسين، وبعد محاكمته، محاكمة صورية، تمّ تنفيذ حكم الإعدام به.. بعدها أخذت القوات الأميركية تنسحب من العراق تدريجياً… وتسلّم القوات الإيرانية أماكن وجودها. والمصيبة هنا دخول «فيلق القدس» لاستحداث ميليشيات شيعية بقيادة اللواء قاسم سليماني… وما فعله الإيرانيون في العراق لم يفعله أحد في التاريخ، من سرقات، ونهب وشراء أسلحة، وإنشاء ميليشيات شيعية بأسماء مختلفة، ووضع هذه الميليشيات صورياً فقط تحت سلطة الجيش العراقي… أما القسم الآخر فكان تحت اسم وزارة الداخلية.
تصوّروا أنّ أغنى بلد في العالم نفطياً وزراعياً، ووفرة اليد العاملة، أصبح أفقر دول المنطقة. والمصيبة أيضاً، أنه وبعد هدر المليارات على الكهرباء لا يوجد هناك تيار كهربائي، مما يدل على الفساد الذي رعاه نظام «الملالي» بقيادة اللواء قاسم سليماني الذي كان الحاكم الفعلي لدولة العراق.
على كل حال، فقد نال سليماني جزاءه، إذ قُتل في مطار بغداد.
[التتمة غداً]

aounikaaki@elshark.com

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.