نظام ولاية الفقيه ودوره في تدمير سوريا [الحلقة الثالثة والأخيرة]
كتب عوني الكعكي:
بداية، كانت سوريا أيام الرئيس حافظ الأسد مختلفة تماماً عمّا كانت عليه أيام الرئيس الهارب بشار الأسد.
إذ يكفي أن نقول إنه خلال 30 سنة من حكم حافظ الأسد كان الأمن في سوريا مستتباً، ولم يصل أي انقلاب عكس ما كان يحدث قبله. إذ كان هناك انقلاب كل سنة أو سنتين.
أيام الرئيس حافظ الأسد كانت سوريا مستقرّة، وعلى علاقة مميزة مع العرب وتحديداً مع كل العالم العربي باستثناء العراق.. لأنه كما هو معلوم هناك مشكلة بين البعث العراقي والبعث السوري.. إذ كان مؤسّس حزب البعث ميشال عفلق يعيش في العراق ويعتبر نفسه المؤسّس الأول والفعلي للحزب، وأنّ المرجعية يجب أن تكون عنده.
ويكفي أنّ حافظ الأسد اتفق مع الرئيس أنور السادات وقاما بحرب ضد إسرائيل، هي الأولى والوحيدة في تاريخ الصراع العربي ـ الإسرائيلي التي حقق فيها العرب نتائج إيجابية.
في بداية الحرب العراقية ـ الإيرانية، حاول حافظ الأسد أن يكون على مسافة واحدة من المتحاربين، وهذا ليس سرّاً. إذ ألقى الرئيس حافظ الأسد خطاباً في شهر آب 1981، أي بعد سنة على الحرب العراقية ـ الإيرانية، أعلن رسمياً أنه على استعداد أن يلعب دور الوسيط بين العراق وإيران، وأنه يريد أن تتوقف تلك الحرب… ولكن لم يكن مسموحاً لأحد أن يوقف الحرب نتيجة مؤامرة دولية.
وعلى كل حال، حصل ما حصل، ودُمّرت العراق وجيشها كما دُمّرت إيران وجيشها، وكلّفت تلك الحرب الدولتين 2000 مليار دولار.
على كل حال، عندما توفي حافظ الأسد… تسلم ابنه بشار الأسد الحكم، وكانت سوريا في وضع مالي جيّد، لا توجد عليها ديون أبداً حتى ولو كان الدين دولاراً واحداً.
ما رفضه الرئيس حافظ الأسد بالنسبة للمفاعل النووي، قبل به بشار بالرغم من أن الرئيس حافظ أوصاه أن يبتعد عنه.
كان الرئيس بشار في موضوع المفاعل النووي غبيّاً جداً… إذ عندما عُرض الموضوع عليه وافق فوراً، بينما رفض والده الرئيس حافظ الأسد المشروع نفسه عندما عُرض عليه عام 1998، قائلاً لهم: «إنّ نظامي لا يتحمّل هذا المشروع». وبالفعل أقدمت إسرائيل عام 2006 على تدمير المفاعل النووي السوري الذي كلّف 4 مليارات من الدولارات وتمّ بناؤه في دير الزور. والأهم أن إسرائيل علمت بأنّ سوريا تبني مفاعلاً نووياً من خلال الاتصالات. إذ قام ضابط سوري كبير كان في زيارة الى لندن ووصل الى الفندق، فوضع أغراضه في غرفة الفندق وترك الكومبيوتر وذهب الى السفارة حيث نقلته سيارة كانت تنتظره.
دخل رجلان من «الموساد» الى غرفة الضابط الكبير واخترقا جهاز الكومبيوتر، ووضعا Ship كي يتسلما كل الرسائل التي تصل الى كومبيوتر الضابط، وهكذا حصلا على كل المعلومات.
لم يكتفِ الأميركيون بمعلومات Trafic Line، فعندما اكتشفت مخابرات «الموساد» أنّ هناك ١٠ آلاف اتصال بين دير الزور وبين كوريا الشمالي، نقل «الموساد» المعلومات الى الـC.I.A، فاشترطت الأخيرة أن تحصل على إثباتات دامغة، فما كان من «الموساد» الإسرائيلي إلاّ أن أرسل فرقة الى دير الزور وحصل على المعلومات وعلى عينات من المعمل النووي السوري في دير الزور.
هكذا حصلت إسرائيل على موفقة أميركا لتدمير المفاعل النووي السوري، هذا ما حصل.
الكارثة الكبرى كانت هي عندما اندلعت الحرب الأهلية، وراحت التظاهرات تعمّ البلاد، قام ابن خالة الرئيس بشار بارتكاب أكبر جريمة، إذ قبض على 14 شاباً أعمارهم بين الثامنة والـ18 سنة واقتلع أظافرهم، وعندما جاءت أمهات الأولاد يطلبن السماح لأولادهم تهجّم عليهم الضابط العميد عاطف نجيب الذي هو كما قلنا ابن خالة والد الرئيس الأسد… بدل أن يجتمع الرئيس بشار وزوجته بعائلات الشباب المعتدى عيهم وتطييب خاطرهم، الأغبى أنه عندما سُئل في B.B.C عن الأمر، قال الأسد: «لم يشتكِ أحد لي»… هل يوجد جواب أغبى من جواب بشار؟ وهكذا بدل أن يستوعب الكارثة قام بتأجيجها.
باختصار، بشار لا يستحق أن يكون رئيساً، لأنه غبي ومغرور وكذاب وجبان.
أكتفي بهذا القدر، لأنه لو كان عندي مجال لتابعت كتابة كل ما أعرف.. وهذا جزء بسيط مما أعرفه.
التعليقات مغلقة، ولكن تركبكس وبينغبكس مفتوحة.