نتنياهو يحبط المسعى الاميركي لوقف النار

ميقاتي: إنذارات الإخلاء جريمة حرب جديدة

11

عام ثان من الشغور الرئاسي انقضى وبدأ الثالث. عامان لم ينتخب ممثلو الشعب خلالهما رئيسا لجمهورية لبنان على رغم المآسي والويلات والانهيارات والحرب والقتل والدمار. عامان لم يحركا ساكنا في نفوس المسؤولين مباشرة عن منع الانتخاب لا قبل الحرب الاسرائيلية على لبنان ولا بعد ان دكت تل ابيب مدنا وقرى وسوتها بالارض واغتالت قيادات حزب الله واركان القيادة في اعمق الأنفاق. عامان بحت اصوات كل الدول والمجتمع الدولي مناشدة انتخاب رئيس والانصياع الى مصالح لبنان بعيدا من املاءات الخارج، ولكن…لا حياة لمن تنادي.

كل ذلك يجري فيما الدول الكبرى تحاور عن لبنان وتفاوض عنه من اجل وقف اطلاق نار وتنفيذ قرار اممي يشكل مخرجاً، كان للمفارقة حتى الامس القريب يُخوّن من يطالب وينصح بتطبيقه كي لا نصل الى ما وصلنا اليه، ولكن…

ترقب

وفي انتظار ما ستنتهي اليه لقاءات المبعوث الاميركي اموس هوكشتاين والمسؤول في البيت الابيض بريت ماكغورك في تل ابيب امس حيث اجتمعا برئيس الحكومة الاسرائيلية بنيامين نتنياهو، بدا ان الرهانات الاميركية على التوصل الى وقف لاطلاق النار على الجبهة الاسرائيلية اللبنانية، تراجعت ، حيث قالت مصادر مطلعة لـ»سي أن أن»: المسؤولون الأميركيون يشكّكون في إمكانية التوصل إلى وقف لإطلاق النار قبل الانتخابات الرئاسية. واعتبرت المصادر أن «مع اقتراب موعد الانتخابات الأميركية، فإن التوقعات بأن الجهود النهائية لإنهاء الحرب في غزة ولبنان ستتكلل بالنجاح أصبحت ضئيلة».وأوضحت أن هناك شعورا داخل إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن، أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ينتظر انتهاء الحملة الانتخابية الرئاسية لمعرفة من سيكون رئيس الولايات المتحدة القادم، لكن واشنطن تظل مع ذلك متمسكة بإرسال مبعوثين كبار إلى المنطقة لمناقشة احتمالات إنهاء الحرب.ونقلت «أكسيوس» عن مسؤولين أميركيين وإسرائيليين قولهم نتنياهو ناقش مع هوكشتاين وماكغورك اتفاقاً لوقف إطلاق النار في لبنان.

مصممون على المواجهة

ولاحقا افيد ان نتنياهو قال للمبعوثين الأميركيين: ان المسألة ليست الاتفاق بل القدرة على تطبيقه،وأي وقف للنار مع حزب الله في لبنان يجب أن يضمن أمن إسرائيل، موضحا اننا مصممون على مواجهة التهديدات في الشمال.

وأشار الى أنه “المهم في التسوية في لبنان إمكانية تحقيق الأمن والعمل ضد التسلح، ويوجد لإسرائيل حرية عمل كبيرة في إيران أكثر من أي وقت مضى”.

وأضاف نتانياهو: “أقدر بشدة الدعم الأميركي وأقول نعم عندما يكون ذلك ممكنا ولا عند الضرورة، ونحن نغير وجه الشرق الأوسط لكننا ما زلنا في عين العاصفة وأمامنا تحديات كبيرة ولا أقلل من شأن أعدائنا مطلقا”.

وذكر أن “هناك ضغط لتحقيق تسوية في لبنان قبل الأوان والواقع أثبت العكس”، متابعا “نعالج أذرع الأخطبوط ونضرب في الوقت نفسه رأسه في إيران، ولا أحدد موعدا لنهاية الحرب لكني أضع أهدافا واضحة للانتصار فيها”.

وأكد نتنياهو للموفدين تصميم إسرائيل على إحباط أي تهديد لأمنها من لبنان وإعادة الإسرائيليين إلى منازلهم في الشمال.

وقال: «القضية الأساسية ليست أوراق هذا الاتفاق أو ذاك بل قدرة إسرائيل وتصميمها على إنفاذ الاتفاق». وتابع «وقف إطلاق النار مع حزب الله يجب أن يضمن أمن إسرائيل».

تصعيد

على الارض، استمر التصعيد الاسرائيلي متنقلا بين الجنوب والبقاع على وقع انذارات بالاخلاء سيما في قرى بعلبك، بينما استُهدفت مجددا سيارة في عاريا، واللافت ايضا توسع دائرة الاستهدافات لتصيب بقوة القطاع الصحي اليوم والعاملين فيه، موقعة الشهداء والجرحى.

جرائم حرب

 في الاثناء، أكد رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي، أن «التهديدات التي يطلقها الجيش الاسرائيلي ضد المدنيين اللبنانيين بإخلاء مدن بأكملها والنزوح عن مناطقهم ومنازلهم جريمة حرب إضافية تضاف الى سلسلة الجرائم التي يرتكبها الجيش الاسرائيلي قتلا وتدميرا وتخريبا». وأشار ميقاتي في تصريح الى أنه «أبلغ هذا الموقف الى الهيئات الديبلوماسية الفاعلة طالبا تكثيف الصغط على اسرائيل لوقف عدوانها وهذا النهج المرفوض بكل المعايير الدولية والانسانية». وقال: «لقد تبلغنا من الموفد الرئاسي الاميركي آموس هوكشتاين بالامس أنه سيسعى في اسرائيل للتوصل الى حل يوقف اطلاق النار تمهيدا للبحث عن سبل التطبيق الكامل للقرار 1701، ونحن في إنتظار أن نتبلغ منه نتائج اتصالاته، علما ان التصعيد الاسرائيلي المستمر والمواقف والتهديدات الاسرائيلية لا تبعث على التفاؤل، على الاقل في الفترة القصيرة المقبلة».

لقاءات واجتماعات

وكان رئيس الحكومة عقد سلسلة لقاءات ديبلوماسية واجتماعات وزارية في السرايا اليوم. وفي السياق ،إستقبل سفيرة الولايات المتحدة الاميركية ليزا جونسون وعرض معها الاوضاع والمستجدات الراهنة . كما إستقبل سفير جمهورية مصر العربية علاء موسى الذي سلمه دعوة من الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي لحضور» المنتدى الحضري العالمي» في القاهرة في الرابع من الشهر الحالي. وإجتمع ميقاتي مع نائب رئيس الحكومة سعاده الشامي واطلع منه على نتائج الاجتماعات السنوية للبنك الدولي وصندوق النقد الدولي والتي شارك فيها في واشنطن. كما إجتمع مع وزير الخارجية والمغتربين عبد الله بو حبيب وعرض معه آخر الاتصالات الديبلوماسية لوقف العدوان الاسرائيلي على لبنان. وطلب ميقاتي من وزير الخارجية متابعة موضوع التحقيق في سقوط صاروخ على مقر الكتيبة النمسوية في «اليونيفيل».

اليونفيل

ودان رئيس الحكومة الاستهداف الاسرائيلي لقوة «اليونيفيل»، مشيدا بـ»الدور الذي تقوم به هذه القوات في حفظ الامن والاستقرار في الجنوب».

 وكان المتحدث باسم القوة المؤقتة للأمم المتحدة العاملة في جنوب لبنان «اليونيفيل»، أندريا تيننتي، اعلن أن «القوة الدولية تعرضت لأكثر من 50 استهدافًا خلال شهر تشرين الأول الجاري»، ووفقًا لتصريحات تيننتي، فإن «الاستهدافات تشمل 7 هجمات متعمدة من قبل إسرائيل».

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.