لبنان في انتظار التجديد لـ «اليونيفيل» وغوتيريش بصدد إرسال موفد أممي
كتبت تيريز القسيس صعب
الشرق – على وقع التهديدات الاسرائيلية المتواصلة على لبنان، وقرقعة طبول احتمال اندلاع حرب اقليمية في المنطقة، تبقى المساعي الديبلوماسية الدولية والاقليمية نشطة وتتسابق شرارة ساعة الصفر لاطلاق الحرب الاقليمية اذا حصلت. وازاء التخبط الداخلي اللبناني والمبادرات تلو الاخرى لكسر الجمود «والستاتيكو» الداخلي، فإن استحقاقا دوليا ينتظر لبنان ويتم التحضير له في اروقة الامم المتحدة والذي بات موعدا سنويا نهاية تموز الحالي والمتعلق بالتجديد للقوة الدولية العاملة في الجنوب.
هذا الاستحقاق الذي يتحضر بسلاسة لن يكون كسنوات التجديد السابقة، بل سيطبع هذا العام تحديات وشروط عدة قد تواجهها الحكومة اللبنانية لتمريره من دون اشكالات أو تعديلات، كي لا تشكل ازمة أو توترات بين لبنان والمجتمع الدولي. ويعلق مصدر اممي في نيويورك ردا على سؤال لـ «الشرق» انه لا يمكن للدول الأعضاء في مجلس الأمن أن تطلب أو تفعل الكثير بالنسبة لقرار «اليونيفيل»، مضيفا: «ان هذه الدول إما تطلب تعديل القرار لوضعه تحت الفصل السابع لتقويته وتدعيمه. إلا أن ذلك سيتطلب حصول مشروع القرار المعدل على 9 أصوات على الأقل، وألا تضع أي دولة عضو دائم في مجلس الامن» فيتو» عليه، وبالتالي تعديل القرار بشكل جوهري شبه متعذر. إلا إذا توافقت اميركا وفرنسا وبريطانيا وروسيا على التعديل.
اما الخيار التالي، فان إحدى الدول العضوية في القوة الدولية، تقرر سحب قواتها أو تقليص عددها، وهذا الامر مستبعد حاليا، إنما يبقى مدار تجاذب وتشاور بين الدول الاوروبية الأعضاء نظرا لخطورة وتدهور الوضع عند الحدود مع فلسطين المحتلة، وخوف تلك الدول على جنودها في عدم تامين سلامتهم خصوصا وان التقارير الاممية التي ترد بشكل يومي الى هذه الدول تشرح بوضوح خطورة الوضع في منطقة وجود القبعات الزرق.
واكدت المصادر الديبلوماسية أن دولا أوروبية مثل فرنسا والتي لديها عدد لا يستهان به في قوة «اليونيفيل» لها مصلحة سياسية واستراتيجية البقاء في الجنوب، كما ان هناك دولا صغيرة مشاركة في اليونيفيل لها مصلحة ايضا في أن يتدرب جنودها ويتقاضون رواتب عالية.
على أي حال، أنشئت قوات اليونيفيل في العام ١٩٧٨، ومرت عليها حروب، وتحديات، واجتياحات عديدة، بما فيها اجتياح العام ١٩٨٢، وبقيت وصمدت القبعات الزرق من دون منازع.
وها هي اليوم تتحضر لتجديد عام إضافي على الرغم من خطورة الاوضاع الميدانية عند الحدود الجنوبية، والمواجهات العسكرية التي تعصف في إنجاز مهماتهم ودورهم في تطبيق القرار 1701.
وتؤكد المعلومات الواردة من نيويورك ان الأمم المتحدة بشخص امينها العام انطونيو غوتيريش على تواصل دائم مع الفريق السياسي والعسكري للامم المتحدة في الجنوب وهو يجري اتصالات يومية وبشكل دائم مع اسرائيل للضغط عليها ولجم التصعيد العسكري عند الحدود.
وكشفت المراجع ان غوتيريش يتابع تطورات الاوضاع العسكرية بشكل يومي ومفصل وهو يتلقى التقارير الآنية ويتابع كل التفاصيل، كما يدرس إمكانية إرسال موفد اممي إلى لبنان قبل نهاية تموز الحالي…
Tk6saab@hotmail.com