كيف يمكن التفاوض مع اليهود؟

55

كتب عوني الكعكي:

 

هذا موضوع حسّاس جداً وأساسي. ولكي تعرف كيف يمكنك أن تصل بأي مفاوضات الى حلّ مع اليهود لا بدّ من الأخذ بعين الاعتبار كيف يفكرون؟ وكيف يتصرفون؟ وماذا يريدون؟

بالدرجة الأولى عليك أن تعلم أنّ اليهودي لا يريد أن يصل الى أي حل غير الحلّ الذي يناسبه… وكي نفهم كيف نتعامل مع اليهود لا بدّ من العودة الى تاريخ اليهود… وهنا عندي قصتان أريد أن أعطيهما كمثالين للتفكير اليهودي وكيف يعمل اليهود؟

القصة الأولى: جاء الى أحد الحاخامات اليهود رجل يهودي هو رب لعائلة تتكوّن من زوجة وولدين.. وبناء لطلب الزوجة فإنّ المنزل الذي يسكنون فيه صغير وضيّق لذلك كان طلب الزوج من الحاخام المساعدة على توسيع البيت… فماذا قال له الحاخام؟

سأل الحاخام الرجل: كم ولد عندك؟ وكم غرفة عندك؟ وما هي الحيوانات التي تربيها في حديقتك؟

أجابه الرجل بأنّ منزله مؤلف من غرفة نوم واحدة وصالون ومطبخ، وعنده حديقة صغيرة توجد فيها بقرة وخروف ودجاج وحمار.

قال الحاخام للرجل: اذهب الى بيتك، وادخل جميع الحيوانات الى داخل المنزل وارجع لعندي بعد اسبوع… فقال له الرجل: الأمر لك والطاعة.

عاد الرجل الى المنزل وأدخل الحيوانات الى داخل المنزل، وفي الليل بدأت أصوات الحيوانات تزعج المرأة والأولاد يصرخون وروائح الحيوانات فاحت في المنزل… «تضايقت» الزوجة وقالت لزوجها: ما هذا الحل الذي جئت به من عند الحاخام؟ إرجع لعنده وقل له إننا لا نستطيع أن نتحمّل.. فأجابها الزوج: لا أستطيع، لأنّ الشرط الأول الذي طلبه الحاخام أنه لا يستطيع أن يراني قبل أسبوع.

فعلاً، بعد أسبوع… ذهب الرجل الى الحاخام وشرح له الوضع. فأجابه الحاخام: لا بأس اصبر وارجع الى بيتك واخرج البقرة من الداخل، وارجع لعندي بعد أسبوع.

.. وهكذا أسبوع بعد أسبوع الى أن أعيدت كل الحيوانات الى الحديقة.

ذهب الرجل الى الحاخام، فسأله الأخير: كيف الأحوال الآن؟ فأجابه: الحمد الله البيت كبير ويكفينا.

القصة الثانية: شاء القدر أن أتعرّف على الصحافي المصري أنيس منصور المقرّب جداً من الرئيس المصري الراحل أنور السادات الذي أرسله الرئيس الى إسرائيل ليتابع الأخبار قبل 10 أيام من الزيارة المقرّرة من الرئيس الى إسرائيل وتوقيع معاهدة «كامب دايڤيد» أمام الكنيست الاسرائيلي.

قال لي الاستاذ منصور، والذي كان متزوجاً من يهودية، إنه عندما يصحو كل يوم يرى أن إسرائيل تطلب تعديل أحد بنود الاتفاق المقترح، وعلى سبيل المثال أرادت تخفيض عدد الجنود في سيناء من كذا الى كذا.. لأنّ العدد كبير جداً، يبلّغ الاستاذ أنيس منصور الرئيس السادات بالأمر فيجيب الأخير وبالسرعة القصوى أنه موافق.

بقيت الحال على هذا المنوال: كل يوم هناك طلب جديد، والرئيس السادات يقول: أوافق.

حتى اللحظة الأخيرة عندما وصلت طائرة الرئيس السادات الى فلسطين المحتلة، وعندما كان يحضّر نفسه للخروج من الطائرة رنّ الهاتف وأعلمه الصحافي الكبير أن هناك طلباً جديداً، فكان جواب الرئيس السادات الفوري: ما في مشكلة… وهكذا تمّت العملية…

ماذا نستخلص من القصتين؟

أولاً: العقل اليهودي قائم على الكذب وعلى حب الربح وكسب الوقت..

ثانياً: يظن اليهودي أن الوقت لصالحه، لذلك يراهن على الوقت. وكان يقول: لا تستعجلوا يجب أن يكون «نفسكم» طويلاً.

وهذا ما حصل في التوقيع على اتفاقية كامب دايڤيد: ففي الوقت الذي كانت إسرائيل تحاول أن تعرقل الاتفاق، لأنها فعلياً لا تريد مشروع السلام، جاءها الرئيس السادات ليجرّها على توقيع عقد السلام الذي فعلياً كانت إسرائيل تحاول أن تتهرّب منه.

أظن أن الرئيس السادات كان الرئيس العربي الوحيد الذي فهم المخطط الاسرائيلي في التفاوض، فذهب معهم وحصل على كل ما يريده.

من هنا، أقول إنّ الرجل الوحيد الذي يفهم ويستطيع أن يتعامل مع اليهود هو القائد يحيى السنوار.

 aounikaaki@elshark.com

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.