كمال حايك فوق الشبهات
كتب عوني الكعكي:
يبدو أن رئيس الحكومة نسي كل الوزراء الذين مرّوا على وزارة الطاقة، وكانوا كلهم من لون سياسي واحد، وتسّببوا بخسارة الدولة 65 مليار دولار بأشكال مختلفة.
ولنذكر استئجار البواخر المكلفة جداً، وعدم استعمال الغاز الذي يوفّر سنوياً مليار دولار، الى شراء الفيول السوري، وما أدراك ما هو الفيول السوري، والذي لا توجد دولة في العالم ترضى باستعماله. وأهم من كل هذا ما فعله جبران باسيل برفض العرض الكويتي الذي أرسله أمير الكويت الراحل الشيخ صباح الأحمد الصباح رحمه الله، الذي أرسل جماعة الصندوق الكويتي من أجل بناء محطات توليد كهرباء، وبالفعل جاء الوفد الى لبنان وقام بدراسة احتياجات لبنان، وقدّم عرضاً ببناء محطتين كل واحدة بقدرة 500 ميغاواط، والأهم الدفع يكون بعد 3 سنوات من تركيب المحطات والدفع مقسّط الى 25 سنة والفائدة فقط واحد بالمئة.
رفض العرض الكويتي لأنّ الوزير البطل يريد «كادو»، وبما أن الصندوق الكويتي ليس عنده ما يسمّى بـ «كادو» لذلك تم رفض المشروع.
كما جاءت الى لبنان المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل ومعها جماعة «سيمنس» وقدّموا عرضاً أيضاً، ولكن بما أن شركة «سيمنس» ليس عندها سياسة الـ «كادو» فتم رفض العرض.
اليوم، فاجأنا الرئيس نجيب ميقاتي بطلبه من التفتيش المركزي بالتحقيق مع رئيس مجلس إدارة الكهرباء المهندس كمال حايك.
هذا التصرّف من رئيس حكومة عاجز عن مواجهة أي من السياسيين الذين يتطاولون عليه، فلم يرد على أحد خوفاً. ومعروف ان رئيس الحكومة يهرب من المشاكل، لذلك رأى أنّ أهون طريق هو الاعتداء على رجل محترم ومهندس ناجح ولكنه ليس حزبياً، لذلك يستطيع أن ينال منه لأنه آدمي ومحترم.
في كل الأحوال سوف يرى الناس أن الاعتداء على الأوادم لن يمر، وسوف ينقلب السحر على الساحر.
اليوم هناك عدد كبير من الأسئلة عند الناس منها:
-1 من يفتح الاعتماد؟
-2 من يضع دفاتر الشروط؟
-3 ما هو دور الوزير؟
-4 ما هو دور الحكومة؟
-5 ما هي الأسباب التي تؤدي الى التأخير بتسلم مادة الفيول المستورد؟
-6 من أساء الى العلاقات مع العراق، ومن قصّر بالدفع؟
-7 من أساء الى العلاقات مع الجزائر وتسبّب بكثير من المخالفات والتأخير؟
أخيراً، نتذكر أنه أيام الرئيس سعد الحريري قال لي إنه خصّص أسبوعاً كاملاً للبحث في حلول للكهرباء، وبالفعل أمضى الوزراء أسبوعاً كاملاً من دون أي نتيجة، طبعاً معروف مَن لا يريد تأمين الكهرباء، وما هو دور جبران باسيل.