فرنسا قلقة من تصاعد وتيرة الصراع: الديبلوماسية قد تجنّب المنطقة الأسوأ
كتبت تيريز القسيس صعب
الشرق – اكد مصدر ديبلوماسي غربي رفيع المستوى أن السفير الفرنسي هيرفي ماغرو الذي زار القصر الحكومي بناء على طلب من رئيس الحكومة نجيب ميقاتي، نقل تخوفا كبيرا من تصاعد وتيرة الصراع في الشرق الاوسط، مشددا على اهتمام الحكومة الفرنسية بتطورات الاوضاع الميدانية والامنية عند الحدود اللبنانية الاسرائلية.
وقال المصدر من دون ذكر اسمه ان فرنسا وقبل الرد الإسرائيلي حاولت جاهدة افهام المسؤولين خطورة تدهور الاوضاع في المنطقة ومدى تاثيرها وانعكاسها على الساحة الإقليمية، وهي حتى الساعة ما زالت تولي الازمة اللبنانية اهمية كبرى، وما زالت اقنية التواصل الديبلوماسي الفرنسي تنشط على اكثر من اتجاه ومن اعلى المستويات.
واذ توقعت المراجع اعلاه ان تشهد الايام المقبلة ردات فعل معاكسة من جهة ايران وحزب الله على ما حصل في الضاحية وطهران، رات في المقابل ان الامور قد لا تتدحرج إلى الاسوأ، لدرجة الوصول إلى حرب اقليمية واسعة، خصوصا وان كل الجهات الدولية والاقليمية أعلنت أن لا نية لها بفرض حرب اقليمية في الشرق الاوسط، كما ليس من مصلحة اي طرف دولي خوضها الان وسط استحقاقات سياسية قد تبدل وتعدل في مسار التوجهات الحالية.
فالضغوط الدولية والديبلوماسية النشطة حاليا مع اسرائيل من جهة، ومع حماس وحزب الله من جهة ثانية بهدف تهدئة الاعتداءات والتوصل الى تسوية بين الطرفيين، وفرملة الانزلاق إلى حرب اقليمية لا احد يدرك مضمونها ونتائجها، ما زالت تمسك بمفاتيح الحلول والمبادرات على الرغم من الشروط التعجيزية والمعقدة التي تفرضها التطورات الميدانية والتهديدات الكلامية من قبل المسؤولين ان في إسرائيل او من حزب الله وإيران.
وبحسب المعطيات وحركة الاتصالات فلا حل للصراعات والازمات القائمة من دون العودة إلى التفاوض السياسي الديبلوماسي مع اسرائيل، وعبر الوسطاء الدوليين اكانوا فرنسيين ام اميركيين أو قطريين…
فالعودة إلى تفعيل المبادرات التي طرحت سابقا من قبل فرنسا والتي كان آخرها في نيسان الماضي عندما زار وزير الخارجية الفرنسية ستيفان سيجورنيه لبنان والذي دعا فيها إلى تطبيق القرار 1701، ربما ستكون هي الحل الاوحد في التوصل إلى حل الصراع عند الحدود اللبنانية الاسرائيلية واعادة الهدوء والاستقرار إلى تلك المنطقة، بمعزل عن وقف إطلاق النار في غزة واتمام صفقة المحتجزين بين إسرائيل وحماس… وقال بمعزل عن مغزى كلام السيد حسن نصرالله امس وكيفية الرد على الاعتداءات الاسرائيلية، فان مصادر سياسية مطلعة رات ان كلام السيد كان مدوزنا ضمن السقف الاحمر المحدد له، وان إمكانية الرد على اسرائيل امر محسوم لكنه غير محدد في المكان والزمان.