غزّة لا يحكمها إلاّ أهلها

48

كتب عوني الكعكي:

أفاد مصدر مقرّب من الوفد الاسرائيلي الذي يفاوض في قطر، أنه جرى الاتفاق مع منظمة التحرير ومع رئيس حركة حماس اسماعيل هنية بأن لا يسمح لحركة حماس بالعودة الى حكم غزة.

لا أدري هنا.. تحت أي نظرية يفرض الوفد الاسرائيلي المخابراتي من “الموساد” ويختار من سيحكم غزة.

أولاً: بعد 10 أشهر من القتال العنيف وتدمير الحجر والبشر في كل مدينة غزة الأبية… لا تزال إسرائيل عاجزة عن الوصول الى كثير من المناطق، ولأعْطِ مثلاً على ذلك.. كم مرّة دخلت الدبابات الى شمال غزة، وماذا حدث؟ والسؤال الثاني: كل مرة تدخل الدبابات وفيها عشرات الجنود، تبقى هي وجنودها قتلى ويعودون جثثاً تنقلها طائرات الهيلوكوبتر، كما تنقل بعض الذين بقوا على قيد الحياة.

ثانياً: ماذا عن الشجاعيّة… أليْس حالها تماماً كحال شمال غزة حيث أعلن الجيش الاسرائيلي انه سيطر عليها منذ 9 أشهر؟ والحقيقة ان الجيش الاسرائيلي لا يزال غير قادر على السيطرة حتى على أجزاء منها.

ثالثاً: صحيح انه دمّر وقتل 40 ألف مواطن فلسطيني أغلبهم من الأطفال والنساء، وجرح أكثر من 80 ألف مواطن وأغلبهم من الأطفال والنساء، ولم يكتفِ بتدمير 25 مستشفى خاصة بحجة ان المستشفيات هي ثكنات عسكرية، ما هذا يا عالم.. أليْس قصف أي مستشفى جريمة ضد الانسانية؟ فهل يعقل ان تدمّر المستشفيات بالكامل؟

رابعاً: الاعتداء على الجامعات والمدارس التي تنحصر مهمتها بالتعليم… فالقضاء عليها هو القضاء على الحضارة.. ويجب معاقبة كل من يطلق طلقة واحدة على مدرسة بالإعدام… فكيف على الجيش الذي يعتبر نفسه نظامياً فيقدم على إطلاق قذائف وصواريخ ومدافع على هذه المؤسسات. فما العقاب الذي يستحقه؟

خامساً: أي إجرام هذا.. حين يُعتدى على بيوت الله من مساجد وكنائس؟

سادساً: صحيح ان إسرائيل دمّرت غزة من فوق ولكن ماذا عن غزة من تحت؟

سابعاً: ألا يسأل المواطن الاسرائيلي نفسه: ماذا عن قيادة أبطال “طوفان الأقصى” أين هم؟ وأين المخطوفون؟ وهل يُعقل ان الجيش الاسرائيلي الذي يعتبر الأقوى في العالم غير قادر على تحرير مخطوف واحد على الأقل؟

وأخيراً، قال القائد يحيى السنوار في إحدى المقابلات إنه يعطي الفرصة لإسرائيل شهرين أو ثلاثة وبعدها سوف نعدّ العدّة لنهاية الدولة العبرية وإزالتها.

إسرائيل اليوم في أزمة لم تشهد مثلها في تاريخها… لذلك إذا كانوا يظنون انهم مع الوقت سوف يحققون انتصاراً فإني أقول لهم: إنّ عهد الانتصارات ولّى، ونحن اليوم في مرحلة جديدة وهي ان الشعب الفلسطيني العظيم استفاق وانتفض على الظلم والقهر والتعذيب والإذلال والسجون من دون محاكمة… اليوم الشعب الفلسطيني قام… نعم حقاً قام… وليس هناك أي تسوية إلاّ من خلال قيام دولة فلسطينية مستقلة، وهذه الدولة لا ولن يحكمها إلاّ شعبها، هذا الشعب العظيم لن يختار إلاّ الابطال، وأحد هؤلاء الأبطال هو يحيى السنوار أو محمد الضيف.

aounikaaki@elshark.com

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.