غزة والضفة تواجهان والاحتلال يقتل 6 من أسراه

31

رغم تصعيد الاحتلال والمستوطنين حملاتهم الدموية على الفلسطينيين داخل الضفة الغربية المحتلة، وربما بسببها أيضاً، تتزايد المقاومة وتشي بالمزيد من عمليات نوعية، آخرها عملية ضد دورية عسكرية في حاجز ترقوميا، صباح  الأحد، قتلت ثلاثة جنود للاحتلال وبشكل رسمي،اعلن الجيش الاسرائيلي مساء الأحد، اغتيال منفذ عملية ترقوميا بعد محاصرته في منزل وسط الخليل. وكشفت المقاومة ان منفذ العملية الذي قتل 3 ضباط هو الشهيد مهند العود الذي كان في جهاز حرس الرئيس الفلسطيني واستقال عام 2015.

ولليوم الخامس، تواصل قوات الاحتلال مداهمة المخيّمات والبلدات الفلسطينية في الضفة الغربية المحتلة، قتل وإصابة واعتقال العشرات يومياً وإشاعة الخراب والدمار المستلهم من جرائم جيش الاحتلال داخل قطاع غزة. واستشهد فلسطينيان، برصاص الجيش الإسرائيلي قرب مدينة جنين، شمالي الضفة الغربية، وقالت جمعية الهلال الأحمر الفلسطيني في بيان مقتضب إن طواقمها تسلمت “شهيدين من (بلدة) كفردان (غرب) جنين، وجار نقلهما للمستشفى”. وتحدثت الانباء امس عن اشتباكات عنيفة بين المقاومة والاحتلال في جنين.

تأتي العمليات الفلسطينية داخل الضفة الغربية وخارجها رداً طبيعياً على استمرار الاحتلال، وتصاعد المقاومة هو نتيجة عدة عوامل في المدة الأخيرة، منها استمرار المذبحة وحرب الإبادة التي تدخل الفلسطينيين، أينما كانوا، بحالة غضب لا بد له أن ينفجر مهما كان ميزان القوى مختلاً.

وتزداد حالة الغليان داخل الضفة الغربية المحتلة نتيجة جرائم المستوطنين والإرهاب اليهودي الذي يثقل على الفلسطينيين ويصب الزيت على غضبهم، وهذا ما حذّر منه رئيس “الشاباك” رونين بار، في مذكرّة خطية لحكومة الاحتلال ورئيسها، قبل أيام، عنوانها أن الإرهاب اليهودي تهديدٌ على أمن الدولة.  في التزامن، يكرر وزير الأمن الداخلي في حكومة الاحتلال إيتمار بن غفير، المدان بالإرهاب بمحكمة إسرائيلية تحريضه على فرض عقوبات جماعية جديدة على أهالي الضفة الغربية المحتلة، ودعا لقتل الأسرى الفلسطينيين في سجون الاحتلال.

وتحذر جهات إسرائيلية من  أن الضفة الغربية على حافة انفجار أشد بسبب الاعتداءات، وبسبب توفير سلاح ومال من قبل إيران و”حزب الله” و”حماس” عن طريق الحدود الأردنية، ويسوق هؤلاء مزاعمهم وتحذيراتهم لتعزيز دعوتهم لوقف الحرب وتحاشي وضع إستراتيجي خطير تلتحم به عدة ساحات وجبهات مشدّدين على أن إسرائيل غير جاهزة لمثل هذه الحرب.

الغاية الحقيقية للحرب الإسرائيلية

لكن حكومة الاحتلال برئاسة نتنياهو لا تكترث لتحذيرات المؤسسة الأمنية والدولة العميقة وعدد كبير من الجنرالات في الاحتياط والمراقبين من ذوي التجربة، فتواصل حربها المتوحشة على غزة، وتنقلها للضفة الغربية، من دون أن تكترث بتبعات اشتعال هذه الجبهة. وانضم وزير الأمن غالانت،، لهذه التحذيرات، بدعوته لقلب قرار الكابنيت الأخير باستمرار احتلال فيلادلفيا، ملمّحاً تلميحاً غليظاً لضرورة إتمام صفقة، ووقف الحرب، لترتيب الأوراق الإسرائيلية المبعثرة، والتفرّغ للعدو الأكبر إيران.

في التزامن، أكد رئيس حكومة الاحتلال الأسبق إيهود براك أنه لا قيمة عسكرية للسيطرة الإسرائيلية على فيلادلفيا ونيتساريم، وكَشَفَ، في حديث للقناة العبرية 12، أن نتنياهو هو من عارضَ مطلب الجيش باحتلال فيلادلفيا، قبل شهور، داعياً رؤساء المؤسسة الأمنية للاستقالة، وفضح حقيقة ما يجري بسبب التهديد الكبير على إسرائيل من استمرار نزيف سيؤدي لحرب إقليمية. لكن نتنياهو يصم أذنيه وعينيه.

ويكشف بعض وزراء حكومة الاحتلال عن أخطر غايات هذه الحرب البربرية: إيقاع نكبة جديدة بالفلسطينيين، وكسر إرادتهم، وحسم الصراع معهم، كما يستنتج من تصريحات وزيري الخارجية والزراعة يسرائيل كاتس وآفي ديختر في الأيام الأخيرة.

 

بايدن يعلن العثور على جثث 6 أسرى وأهالي المحتجزين: من اليوم ستهتز البلاد

من جهته أعلن الرئيس الأميركي جو بايدن، ليل السبت، أنه تم العثور في قطاع غزة على جثث ستة أسرى خُطِفوا خلال هجوم “حماس”، في 7 تشرين الأول ، على المستوطنات الإسرائيلية، مضيفاً: “لقد تأكّدنا الآن أنّ أحد الرهائن، كان المواطن الأميركي هيرش غولدبرغ بولين”.
وأضاف بايدن: “لا يُخطئنّ أحد. قادة حماس سيدفعون ثمن هذه الجرائم. وسنواصل العمل على مدار الساعة للتوصل إلى اتفاق يضمن إطلاق سراح الرهائن المتبقين”. وردت ”حماس” محملة رئيس وزراء اسرائيل بنيامين نتنياهو المسؤولية الكاملة عن حياة الاسرى، مؤكدة ان على الرئيس بايدن إن كان حريصا على حياتهم أن يوقف دعمه للعدو، مشيرة الى ان ثلاثة من الاسرى كانوا ضمن صفقة التبادل.
من جانبه، أعلن جيش الاحتلال الإسرائيلي الأحد أنه حدد هويات الأسرى الستة الذين عثر عليهم في نفق تحت الأرض في جنوب قطاع غزة.
وقال جيش الاحتلال في بيان “أعاد الجيش وجهاز الأمن الداخلي (شين بيت) جثث الرهائن كرمل غات، عيدن يروشالمي، هيرش غولدبرغ بولين، ألكسندر لوبانوف، ألموغ ساروسي وأوري دانينو من نفق في منطقة رفح” جنوب قطاع غزة.
بدوره، قال زعيم المعارضة في إسرائيل يائير لبيد: “أبناؤنا وبناتنا مهملون ويموتون في الأسر، ونتنياهو مشغول بدق الأسافين. إنه غير مهتم بمحور فيلادلفيا، أو لقاحات شلل الأطفال، بل فقط بالائتلاف والإبقاء على سموتريتش وبن غفير. وعلى طول الطريق، يسحق العائلات وشعب إسرائيل، وسنواصل الوقوف إلى جانب العائلات واحتضانهم وحمايتهم في الأوقات الصعبة”.
وقال مقر أهالي الأسرى: “نتنياهو تخلّى عن المختطفين! هذه حقيقة الآن. ابتداء من الغد ستهتز البلاد”.
وتابع: “ندعو الجمهور إلى الاستعداد. سنشلّ الدولة، انتهى الإهمال!”.
ومساء السبت، تظاهر آلاف الإسرائيليين في أنحاء البلاد، للمطالبة بإبرام صفقة تبادل أسرى مع الفصائل الفلسطينية في غزة، ورحيل حكومة نتنياهو، وإجراء انتخابات عامة مبكرة، محملين إياه المسؤولية عن أرواح هؤلاء.
وأمس، دعا اتحاد نقابات العمال الاسرائيلي (الهندروت) ال اضراب عام اليوم للضغط على الحكومة من اجل التوصل الى صفقة لتبادل الاسرى.
وقبيل اليوم الموعود قامت عائلات الاسرى مساء امس بإغلاق محور ايالون الرئيسي في تل ابيب للمطالبة بعقد الصفقة ورحيل نتنياهو.
ومن جهته، دعا بيني غانتس زعيم المعارضة الاسرائيليين الى الخروج الى الشوارع للضغط على نتنياهو وحكومته لإنجاز صفقة التبادل.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.