شروق وغروب – بقلم خليل الخوري – هبّة رئاسية حارة؟
لم تؤدِّ الحراكات الرئاسية الأخيرة الى أي نتيجة، فبدت وكأنها مراوحة مُضنية في الزمان والمكان، الى درجة أن اللجنة الخماسية بدت في إجازة شبه مستدامة، أمّا الحراك الداخلي فبدوره بدا في إحباط أكثر ما ظهرت معالمه على «النشاط الرئاسي» الذي ذهب إليه الوزير وليد حنبلاط بقيادة النائب تيمور. فلم يلبث طويلاً الى أن أصيب بالجمود. ونشاط التيار الوطني الحر وتكتل لبنان القوي لم يسفر عن نتيجة، لاسيما لدى المعارضة. وحدها كتلة «الاعتدال» عادت الى استئناف مبادرتها بعد طول تعثر والشكوى من عدم تجاوب القوات اللبنانية، وبعد قيلولة استعادت نشاطها انطلاقاً من تعديل في الأسلوب وليس في المبدأ ولا في الهدف المعلَن من الجميع وهو التوصل الى مسار يقود الى انتخاب رئيسٍ للجمهورية.
أمس دَبّ الحراك بحيوية وحماسة، فاستعادت «الخماسية» أنفاسها في لقاء قصر الصنوبر (مقرّ السفير الفرنسي)، وعقد نواب المعارضة اجتماعاً لافتاً في المجلس النيابي أكّدوا، في نتيجته، على موقفهم الرافض دعوة الرئيس نبيه بري الى الحوار النيابي في ساحة النجمة وتقدموا بمفهومهم للحوار الذي يختلف في المبدأ والتفصيل عن حوار بري وهم يعرفون أن هكذا اقتراحاً مرفوضاً من الثنائي الشيعي وهو، بالتالي، غير قابل للتحقيق، في منأى عن أهميته. ولكن اللافت ان الدكتور سمير جعجع استبق لقاء المعارضة بتصريح كشف فيه عن آليةٍ لانتخاب الرئيس هي أيضاً لن تجد تجاوباً عند الثنائي، ولكن الأكثر أهمية في كلام جعجع هو إسقاطه ترشيح جهاد أزعور بقوله إن حزب القوات والمعارضة سيبحثان في التوافق على مرشح رئاسي.
وبينما لا يزال اللبنانيون، على اختلاف أطيافهم ومشاربهم وانتماءاتهم، يهتمون بتداعيات نتائج انتخاب أعضاء الجمعية الوطنية (مجلس النواب الفرنسي) على قاعدة أن «باريس مربط خيلنا»، فإن مساعد وزير الخارحية الأميركي السابق لشؤون الشرق الأوسط دايفيد شينكر كان يتحدث الى الزميلة «النهار»، فيدلي بتصريحات ذات أهمية كونه لا يزال مقرّباً من السلطة، ولو ابتعد عن المسؤولية الرسمية، ومن أبرز كلامه حول الاستحقاق الرئاسي اللبناني قوله: «إن ست سنوات أخرى من وجود رئيس (في قصر بعبدا) يوالي سوريا وإيران وصديق لحزب الله من شأنها أن تزيد تقويض الآمال في سيادة لبنان وازدهاره»(…).