شروق وغروب – بقلم خليل الخوري – «الاعتدال» تترنّح والخارج يتحرّك
قد لا نقول جديداً إذ نزعم أن مبادرة تكتل الاعتدال النيابي آيلة إلى السقوط، إن لم تكن قد سقطت نهائياً، وليس يُحيي رميمَها الاجتماعُ المرتقب بين هذا التكتل وسفراء الخماسية. يحدث هذا في وقتٍ ينشط حراكٌ ملحوظ بين واشنطن وباريس. فاللقاء الذي عُقِد بين رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي والرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، بدعوةٍ منه، وحضره قائد الجيش، والمستشار الديبلوماسي بطرس عساكر، والسفير الفرنسي في بيروت هيرفي ماغرو تركّز في اتجاهَين، أولهما الاستحقاق الرئاسي اللبناني والثاني مُطالبة فرنسا بأن تلعب دوراً في تخفيف احتمالات توسيع الاحتلال الاسرائيلي الحرب على لبنان.
وفيما يُرتقب مجيء موفَد قصر الإليزيه إلى بيروت، جان إيف لودريان، في وقتٍ قد لا يكون بعيداً لاستئناف «مهمته الرئاسية»، توجّهت السفيرة الأميركية ليزا جونسون إلى بلدها في مهمةٍ ليست بعيدة عن الملفَين الوارد ذكرهما أعلاه، أي الانتخابات الرئاسية الأميركية ومسار الحرب على الجنوب. مع العلم أن لبنان يسعى لدى البلدَين معاً لدعم جيشنا لوجيستياً ومالياً.
يتوافق هذا كله مع ارتفاع ضغط النزوح السوري على الوضع اللبناني، ما يُضاعف من مشكلات وأزمات وحتى كوارث لبنان الذي هو أكثر عجزاً من أن يتحملها ويواجه تداعياتها.
والمعلومات أن لبنان يُريد من الفرنسي أن يكون وسيطاً في اتجاهَين: من جهة الطلب إلى الأميركي لكي يُمارس نفوذه على الدولة العبرية كي تُخفف من غلوائها المقرونة بالاستعدادات الظاهرة للعيان لتوسيع رقعة الحرب، والثاني أن يدعم الموقف اللبناني في الأندية الدولية والأُممية لإيجاد حل لأزمة النزوح السوري بالتوصل إلى توافق غربي عموماً، أميركي-أوروبي تحديداً، نحو إيجاد أرضٍ في المناطق الآمنة داخل الحدود السورية يُقيم فيها النازحون المقيمون حالياً سواء أفي لبنان أم في دول الجوار السوري، لاسيما في الأردن والعراق.
وفي المعلومات أنه بعد التفهم الذي أبداه الجانب الفرنسي للإجماع اللبناني من النزوح، بات ماكرون مستعداً لأن ينشط في المجالَين الأميركي والأوروبي، وقد بدأت تباشير التغيير من مسألة النزوح تظهر لدى بضع دول أوروبية في اتجاه الموقف اللبناني.
أما بالنسبة إلى توسيع الحرب، فمعلومٌ أن الموقف المبدئي الأميركي يلتقي مع الموقف اللبناني، ولكن كلما اقترب موعد الانتخابات الرئاسية الأميركية في الخريف المقبل، كلما بدأ الرئيس بايدن يتّجه نحو دعم موقف نتانياهو الذي كشفت استطلاعات الرأي الأخيرة بين أفراد الجالية اليهودية في أميركا التأييد للحرب «ضد حزب الله» كما يدّعون.
ويُلاحظ أن واشنطن نجحت في الضغط على الإيراني والإسرائيلي في «دوزنة» الردود على الردود.
هل يؤدي هذا إلى إنتاج رئيس في لبنان في الأسابيع المقبلة؟ وما مدى تأثير الموقف السعودي، واضح الأبعاد، الذي ظهر جلياً في عدم المشاركة بلقاء بنشعي؟!.